تمثل العلاقات بين مصر وكوريا الجونبية نموذجا للتعاون المثمر والشراكة الاستراتيجية التي تمضي بخطى واثقة نحو مستقبل أكثر إشراقًا، مستندة إلى عقود عديدة من التعاون المثمر، والشراكة الصادقة، والتفاهم العميق، الذي رسّخ لتعاون وثيق يعد نموذجًا يحتذى به في العلاقات الدولية المبنية على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة والتقارب الحضاري.
وتؤكد التقارير والبيانات الرسمية ، أن العلاقات مع كوريا الجنوبية تمثل نموذجًا للتعاون الدولي القائم على الإرادة السياسية والرؤية المستقبلية، مشيرة إلى ما يربط البلدين من قيم مشتركة وأهداف تنموية متقاربة، ورغبة صادقة في العمل معًا من أجل تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية، سواء في الشرق الأوسط أو في منطقة شرق آسيا.
وتتجلى ملامح التعاون الثنائي في قطاع الاقتصاد، حيث تُعد كوريا الجنوبية من أبرز شركاء مصر في آسيا، إذ تنشط كبرى الشركات الكورية في مصر بمشروعات حيوية في قطاعات النقل الذكي، والصناعات الثقيلة، والطاقة المتجددة، والرقمنة، فضلًا عن توسع ملحوظ في الاستثمارات الكورية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وهو ما يعكس ثقة مجتمع الأعمال الكوري في البيئة الاستثمارية المصرية .
وفي السياق ذاته، يمثل البُعد الثقافي حجر الزاوية في علاقات مصر وكوريا الجنوبية، حيث يجمع بين حضارتين عميقتين لهما جذور تاريخية تمتد لآلاف السنين وتشهد القاهرة سنويًا تنظيم فعاليات ثقافية كبرى مثل "أسبوع الثقافة الكورية"، والذي يشمل عروضًا موسيقية ورقصات تقليدية كورية، ومعارض فنية وورش عمل، تعكس ثراء التراث الكوري وتثري المشهد الثقافي المصري.
كما يلقى الفن المصري بمختلف أنواعه – من الفلكلور إلى الفنون الحديثة – حضورًا متزايدًا في كوريا، مما يعزز التبادل الثقافي ويعمّق التفاهم بين الشعبين.
واحتفلت البلدان الصديقان، في أبريل الماضي بذكري تاسيس العلاقات الدبلوماسية الرسمية بينهما، وسنوات وعقود عديدة تجسد عمق التعاون المثمر بين الجانبين لتتحول هذه العلاقات تدريجيًا إلى شراكة شاملة تشمل مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية والثقافية والعلمية، في ظل توافق كبير على المستويين الثنائي والدولي.
وفي هذا السياق أكد السفير الكوري في القاهرة " كيم يونغ هيون " أن "العلاقات الثقافية بين مصر وكوريا ليست مجرد جسر للتواصل، بل هي نبض الحياة الذي يُحيي روح الشراكة بين بلدينا ، ,أن الثقافة تعد لغة الإنسان المشتركة التي تتخطى الحدود، وتعبر عن أصالة الشعوب وثرائها وأن تعزيز التبادل الثقافي يُمهد الطريق لتعزيز التعاون في المجالات كافة، ويعمّق الصداقة التي تجمع شعبينا".
وأضاف :"مصر، بحضارتها العريقة ومكانتها الإقليمية، ليست فقط شريكًا استراتيجيًا لكوريا الجنوبية، بل هي أيضًا صديقٌ وروحٌ نشاركها رؤية السلام والتنمية والازدهار ونحن ملتزمون برفع هذه العلاقات إلى آفاق جديدة، تعكس عمق الروابط بيننا".
وتنظم السفارة الكورية العديد من الفعاليات في مختلف المدن في مصر لدعم العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الصديقين خاصة الأنشطة الفنية والحفلات الموسيقية التي يقدمها نخبة من الفنانين الكوريين بما يعزز جسور التواصل الحضاري والثقافي والإلتقاء الفكري والوجداني بين الشعبين .
وتواصل القاهرة وسول جهودهما لتعميق التعاون في مجالات واعدة تشمل التحول الرقمي، والاقتصاد الأخضر، والتعليم التكنولوجي، والصناعات الدوائية، فضلًا عن التعاون الأكاديمي وتبادل الخبرات في مجالات الابتكار والبحث العلمي.
كما يحرص الجانبان على تنسيق المواقف إزاء القضايا الإقليمية والدولية، وتبادل الدعم في المحافل متعددة الأطراف، في إطار رؤية مشتركة نحو عالم متعدد الأقطاب أكثر عدلًا وتوازنًا.
وتمتلك العلاقات المصرية الكورية تاريخا من الإرث الحضاري، والرصيد السياسي، والتعاون المثمر، ما يجعلها مؤهلة لأن تكون ركيزة حقيقية في إعادة تشكيل معادلات الشراكة الدولية في ظل الإرادة السياسية القوية من قيادتي البلدين، والدعم الشعبي المتنامي من كلا الجانبين. وتبقى الشراكة المصرية الكورية شهادة حية على قدرة الأمم، رغم اختلاف المسافات واللغات، على الالتقاء فوق أرضية إنسانية صلبة، تصنع منها الصداقة طريقًا، ومن التعاون جسرًا، ومن الأمل مشهدًا مستقبليًا مشتركًا.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.