كتبت بتول عصام
الأربعاء، 10 سبتمبر 2025 11:27 صيُعد دير السيدة العذراء مريم المحرق بجبل قسقام، مركز القوصية بمحافظة أسيوط، أحد أهم المحطات الروحية والتاريخية في رحلة العائلة المقدسة إلى مصر، حيث أقامت به السيدة العذراء والطفل يسوع لمدة 185 يومًا، أي ما يعادل ستة أشهر قبطية وخمسة أيام، وهي أطول فترة قضتها العائلة المقدسة في مكان واحد داخل مصر.
ويُعتقد أن هذا المكان هو ما قصده النبي إشعياء في نبوءته الشهيرة: "فِي ذلِك الْيَوْم يَكُونُ مَذْبَحٌ لِلرَّبِّ فِي وَسَط أَرْضِ مِصْر" (إشعياء 19:19).
تأسست الكنيسة الأثرية بالدير على البيت الذي سكنت فيه العائلة المقدسة، وهي لا تزال قائمة حتى اليوم، محتفظة بتفاصيلها الأصلية، بحسب تقليد رهباني ثابت بأن تظل الكنيسة على ما كانت عليه منذ العصور الأولى.
وتشير المخطوطات الرهبانية إلى أن رجلًا يُدعى "يوسى"، يُرجّح أنه ابن أخي يوسف النجار، قد جاء إلى العائلة المقدسة أثناء إقامتها بالدير محذرًا من جنود هيرودس. وقد توفي ودفن تحت العتبة الحجرية لمدخل الكنيسة الأثرية، وبقيت عظامه محفوظة في المكان ذاته، حتى اكتُشفت أثناء أعمال الترميم عام 2000م، ونُقلت إلى مدفن خاص برؤساء الدير أسفل معمودية كنيسة مارجرجس.
وقد شهد المكان في القرن الرابع الميلادي نهضة رهبانية كبرى، حيث جذبت قداسته النساك من تلاميذ الأنبا باخوميوس أب الشركة، ليشاركوا القاطنين حول الكنيسة في تأسيس الدير، الذي بلغ عدد رهبانه حينها نحو 300 راهب.
ويحمل الدير مكانة خاصة بين المزارات المسيحية، نظرًا لبدايته المقدسة وارتباطه المباشر بوجود العائلة المقدسة، وهو ما جعله من أبرز معالم مسار العائلة المقدسة في مصر، التي توليها الكنيسة والدولة اهتمامًا كبيرًا في الوقت الراهن.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.