كتب: محمد الأحمدى

تحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى 4 نوفمبر من كل عام ذكرى "القرعة الهيكلية" التى أسفرت عام 2012 عن اختيار قداسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ليكون البطريرك رقم 118 في تاريخ الكنيسة.

وتُعد القرعة الهيكلية من الطقوس الفريدة التى تميز الكنيسة القبطية، إذ يقوم طفل صغير – رمزًا للبراءة ونقاوة القلب – باختيار ورقة من بين 3 أسماء يتم وضعها على مذبح الكنيسة، بعد صلوات القداس الإلهي، لتُعلن النتيجة باعتبارها مشيئة الله في اختيار البطريرك.

وكانت القرعة الهيكلية التي أجريت في كاتدرائية القديس مارمرقس بالعباسية عام 2012 قد أسفرت عن اختيار الأنبا تواضروس أسقف عام البحيرة آنذاك، ليخلف البابا الراحل شنودة الثالث، وسط أجواء روحية وشعبية اتسمت بالخشوع والترقب.

ويحرص الأقباط في مصر والمهجر على إحياء هذه الذكرى سنويًا باعتبارها حدثًا تاريخيًا وروحيًا بالغ الأهمية، إذ تعكس عراقة التقاليد الكنسية وارتباطها العميق بالإيمان والتسليم لمشيئة الله.

ولا تمثل القرعة الهيكلية مجرد إجراء انتخابي، بل تحمل بعدًا لاهوتيًا وروحيًا يعكس إيمان الكنيسة بأن اختيار البابا هو دعوة إلهية قبل أن يكون قرارًا بشريًا، وهو ما يضفي على المناسبة مكانة خاصة في قلوب الأقباط.