كتب: محمد الأحمدى

تشهد محافظة أسيوط صباح اليوم السبت حدثًا كنسيًا وروحيًا بارزًا، حيث يترأس قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، صلوات قداس تدشين كنيسة القديس العظيم مارمرقس الرسول بقرية رزقة الدير بالمحافظة، وسط مشاركة واسعة من المطارنة والأساقفة والكهنة وأبناء الإيبارشية.

ويُعد التدشين من أقدس الطقوس الكنسية، إذ تُمسح المذابح والأيقونات بزيت الميرون المقدس، ليصير المكان مهيأً للخدمة الروحية وإقامة الأسرار المقدسة، وفق التقاليد القبطية العريقة. وقد توافد المئات من أبناء الكنيسة منذ الصباح الباكر، للمشاركة في هذه المناسبة التي تُبث مباشرة عبر القنوات الرسمية للكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

وتخللت المراسم ترانيم روحية وشعبية مؤثرة، أضفت أجواءً من الخشوع والفرح على الحضور، فيما ظهر قداسة البابا وهو يقود الصلوات في مشهد مهيب تابعه الآلاف عبر البث المباشر.

وتحمل كنيسة مارمرقس بأسيوط رمزية خاصة، إذ تحمل اسم مؤسس الكرازة المرقسية في مصر، مما يجعل تدشينها حدثًا ذا طابع تاريخي ورسولي، يعزز ارتباط الأجيال الحاضرة بجذور الإيمان المسيحي في أرض الكنانة.

ويأتي هذا التدشين ضمن سلسلة من الجهود التي تبذلها الكنيسة القبطية في بناء وتعمير الكنائس بمختلف ربوع مصر، تأكيدًا لدورها الوطني والروحي في خدمة المجتمع، وترسيخ رسالة المحبة والسلام.