كتب محمود عبد الراضي

في مثل هذا اليوم من عام 2017، سطّر رجال الشرطة ملحمة بطولية في قلب صحراء الواحات، حين واجهوا تنظيمًا إرهابيًا شديد التسليح والتدريب، في واحدة من أصعب المعارك التي خاضتها قوات الأمن ضد الإرهاب.

ففي عمق الصحراء الغربية، خرجت قوة أمنية في مهمة دقيقة، لملاحقة عناصر إرهابية تختبئ في وكر ناءٍ بعيدًا عن أعين الأمن.

أسفرت المواجهة عن استشهاد عدد من خيرة رجال الشرطة، الذين دفعوا أرواحهم دفاعًا عن الوطن، تاركين خلفهم درسًا خالدًا في الشجاعة والتضحية، وواجبًا وطنيًا لا يسقط بالتقادم. لم تكن معركة بالسلاح فقط، بل كانت معركة إرادة، أثبت فيها رجال الأمن أنهم يقفون في خط الدفاع الأول عن مصر، مهما كانت التحديات.

أعادت ملحمة الواحات التذكير بأن الحرب على الإرهاب لم تكن مجرد رد فعل، بل كانت معركة وجودية فرضتها قوى الظلام على وطن لا يقبل الانكسار.

اليوم، وبعد مرور ثمانية أعوام على الواقعة، لا تزال أسماء الشهداء حاضرة في وجدان المصريين، تُروى بطولتهم في البيوت والمدارس، وتُخلّد سيرتهم في الذاكرة الوطنية، كرموز مضيئة في سجل من ضحوا بحياتهم ليحيا الوطن.

إن ملحمة الواحات ليست فقط ذكرى مؤلمة، بل هي أيضًا محطة مضيئة في طريق مصر نحو الاستقرار والانتصار على الإرهاب، ودرس لا يُنسى في معنى الواجب والوطنية والانتماء.