سياسة / اليوم السابع

رحلة تفوق بمدرسة فنية.. عبد الرحمن صنع سيارة كهربائية والتحق بهندسة عين شمس

  • 1/16
  • 2/16
  • 3/16
  • 4/16
  • 5/16
  • 6/16
  • 7/16
  • 8/16
  • 9/16
  • 10/16
  • 11/16
  • 12/16
  • 13/16
  • 14/16
  • 15/16
  • 16/16

كتبت - مرام محمد

السبت، 25 أكتوبر 2025 08:33 م

تتوالى قصص نجاح طلاب المدارس الفنية، لتبرهن على أن الإبداع لا يعرف طريقًا واحدًا، وأن التعليم الفني لم يعد مجرد بديل للثانوية العامة، بل أصبح مسارًا واعدًا لبناء عقول ماهرة يحتاجها سوق العمل.

 

الطالب عبد الرحمن فى جامعة عين شمس
الطالب عبد الرحمن فى جامعة عين شمس

فمن داخل الورش والمعامل، خرجت أجيال من الشباب تمتلك الفكر والمهارة، تجمع بين الإبداع والخبرة، وتثبت يومًا بعد يوم أن التعليم الفني بوابة حقيقية للتميز الأكاديمي والمهني.

السيارة الكهربائية
السيارة الكهربائية

ومن بين هذه النماذج المضيئة يبرز اسم عبد الرحمن، أحد طلاب التعليم الفني بمحافظة الجيزة، الذي استطاع مع زملائه تحويل الخردة إلى إنجاز هندسي مدهش بصناعة سيارة كهربائية متكاملة، قبل أن يواصل مسيرته التعليمية محققًا حلمه بالالتحاق بكلية الهندسة بجامعة عين شمس.

السيارة الكهربائية أمام المدرسة
السيارة الكهربائية أمام المدرسة

يقول عبد الرحمن، البالغ من العمر 21 عامًا، إنه تخرج من المدرسة الفنية المتقدمة بنظام الخمس سنوات – قسم السيارات، موضحًا أنه اختار هذا المسار عن قناعة تامة، رغم حصوله على 96.6% في الشهادة الإعدادية.

السيارة أثناء مرحلة الرش
السيارة أثناء مرحلة الرش

وأشار خلال حديثه لـ"" إلى أنه كان يبحث عن طريق مختلف عن ، مضيفًا: "لم أكن أفضل بعض المواد الدراسية، خاصة الكيمياء، لأنها لا تتناسب مع ميولي، كما أنني لم أكن أميل للحفظ دون فهم أو عملي".

السيارة أثناء التجهيز
السيارة أثناء التجهيز

وقال إن الثانوية العامة تمثل ضغطًا نفسيًا كبيرًا على الطلاب، في حين كان يبحث عن مسار آخر يمنحه حرية التعلم التطبيقي دون ضغط، ويكسبه خبرة ومهارة تمكنه من دخول سوق العمل بثقة.

الماتور الكهربائي
الماتور الكهربائي

وأشار إلى أنه منذ صغره كان يحلم بالالتحاق بكلية الهندسة، وبالتحديد جامعة عين شمس، لكنه أراد أن يصل إلى هدفه عبر طريق آخر غير الثانوية العامة.

وقال إنه كان شغوفًا بالسيارات منذ طفولته، موضحًا أنه فكر في البداية في التقديم بمدرسة الضبعة، إلا أنه لم يوفق في اختبارات القبول، فبحث عن مدارس أخرى حتى التحق بالمدرسة الفنية المتقدمة بمدينة السادس من أكتوبر، التي كانت – على حد قوله – أفضل اختيار له في ذلك الوقت، حيث اختار قسم السيارات لأنه الأقرب إلى اهتماماته.

السيارة الكهربائية 1
السيارة الكهربائية 

وأكد عبد الرحمن أنه واصل تفوقه الدراسي، إذ حصل على 98.9% في نهاية المرحلة الفنية، وهو ما أهّله لتحقيق حلمه والالتحاق بكلية الهندسة بجامعة عين شمس.

وأوضح أنه بدأ منذ سنته الأولى في المدرسة العمل على تطوير نفسه، حيث التحق بأحد مراكز صيانة السيارات لاكتساب الخبرة العملية، مشيرًا إلى أنه شارك خلال دراسته في مسابقة "World Skills" للمهارات الفنية على مستوى الجمهورية، والتي ضمت نحو 15 تخصصًا، وتمكن من الحصول على المركز الثاني على مستوى الجمهورية بعد اجتياز التصفيات النهائية.

دفعة قسم سيارات 2025
دفعة قسم 2025

وعن مشروع التخرج الذي حظي بإشادة واسعة، قال عبد الرحمن: "كنا 60 طالبًا نحلم بتنفيذ مشروع غير تقليدي، حتى طرح أحد أساتذتنا فكرة تحويل سيارة بنزين إلى سيارة كهربائية، ظلت الفكرة عالقة في ذهني حتى قررنا تنفيذها في سنة التخرج، رغم أن الأمر بدا مستحيلًا في البداية، خاصة مع قلة الخبرة وضعف الإمكانيات".

وأضاف أنهم بدأوا بالبحث وجمع المعلومات حول الخامات وقطع الغيار اللازمة، وحضروا معارض للسيارات الكهربائية للتعرف على الشركات التي تصنع المكونات محليًا والمستوردة منها، ومع الوقت اكتشفوا أن تصنيع سيارة من الصفر سيكلف مبالغ كبيرة، فاختاروا شراء سيارة متهالكة والعمل على تطويرها.

الطالب عبد الرحمن خلال التكريم
الطالب عبد الرحمن خلال التكريم

وأوضح عبد الرحمن: "فككنا السيارة بالكامل، وجدّدنا هيكلها ورشّيناها من جديد، فحوّلناها من خردة إلى سيارة جديدة، ثم بدأنا المرحلة الأصعب: تحويلها من بنزين إلى كهرباء".

وأشار إلى أنهم واجهوا تحديات كثيرة في البحث عن المكوَّن اللازم لتشغيل السيارة كهرباء، حتى وجدوا "كيت" متكامل بسعر مناسب، يستطيع تشغيل مركبة صغيرة كـ"توك توك"، فكان هو الأنسب لإمكاناتهم.

الطالب عبد الرحمن
الطالب عبد الرحمن

وأكد أن الهدف من المشروع لم يكن فقط تنفيذ سيارة كهربائية، بل تأسيس نموذج تعليمي للأجيال القادمة، بحيث يتخرج طلاب قادرون على التعامل مع هذا النوع من السيارات وفهم مكوناته، خصوصًا أن المناهج الدراسية لم تكن تتناولها سوى بشكل محدود.

93241b7b-d200-458b-a3a2-b1aac47836a0
السيارة الكهربائية 

وقال عبد الرحمن إن تكلفة المشروع بلغت نحو 150 ألف جنيه، تم تدبيرها على مراحل من خلال تقسيم النفقات بين الطلاب، مضيفًا: "تعلمنا خلال المشروع كل ما لم نتعلمه في الكتب، حتى أعمال السمكرة والدهان التي لم تكن ضمن دراستنا، كنا نكمل بعضنا البعض، والمدرسون كانوا دائمًا داعمين لنا بخبراتهم وتشجيعهم".

السيارة الكهربائية
السيارة الكهربائية

وأكد أن الفريق نفذ المشروع بأقل تكلفة ممكنة وبإمكانات ذاتية، حتى تم تكريمهم من وكيل بالجيزة تقديرًا لتميزهم وإبداعهم، مشيرًا إلى أن العمل الجماعي كان أساس النجاح، فكل طالب كان يمتلك مهارة مختلفة ويشارك زملاءه بما يعرفه.

السيارة الكهربائية
خلال التكريم

ويرى عبد الرحمن أن رحلته من المدرسة الفنية إلى كلية الهندسة ليست مجرد قصة نجاح شخصية، بل دليل على أن الشغف والإصرار قادران على تغيير المسار التقليدي للتعليم، مضيفًا: "سأواصل طريقي في قسم السيارات بكلية الهندسة، وأسعى لأن أُنشئ في المستقبل علامة تجارية مصرية لصناعة السيارات.

خلال التكريم
خلال التكريم

وأكد عبد الرحمن، أن اختياره للتعليم الفني كان الخطوة الأولى نحو حلمه في أن يصبح مهندسًا، وأن التجربة منحته ثقة كبيرة في قدرته على العمل وتحقيق ما كان يراه البعض مستحيلًا، موجهًا رسالة لكل الطلاب: "النجاح الحقيقي لا يرتبط بنوع التعليم أو مكانه، بل بالإصرار والحب لما تفعله، فإذا أحببت ما تتعلمه، ستنجح وتصل مهما كان الطريق مختلفًا".

55a6bda1-38cd-4f03-976b-219166dc5614
خلال التكريم

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا