البحر الأحمر – عماد عرفة

يعرض بداخل متحف آثار الغردقة الكثير من القطع الأثرية النادرة والفريدة، من بينها قطعة أثرية فريدة تجذب انتباه الزوار، وهي كرسي خشبي ثلاثي الأرجل، وقد تم العثور عليه في منطقة الدير البحرى بالأقصر، ويُعد نموذجًا رائعًا لتطور صناعة الأثاث في مصر القديمة.

وقال وليد علام مسئول المتحف إن هذا الكرسي يعد مثالًا على التصميم المتطور في ذلك الوقت، إذ يختلف عن الكراسي الملكية التقليدية ذات النحت البسيط، حيث يتميز بتعقيد تصميمه، واستعماله لثلاث أرجل منحنية تمنحه مزيدًا من الثبات والاستقرار، مع فتحات معدة خصيصًا لتثبيت الأرجل بإحكام.

وأضاف مسئول المتحف أن صناعة الكراسى في مصر القديمة وصلت إلى ذروة الجمال والرفاهية، خاصة في كراسي العرش التي كانت تُزخرف بالنقوش وتُطعّم بالمعادن والأحجار الكريمة، مشيرًا إلى أن كرسي الملك الذهبي توت عنخ آمون يُعد أحد أبرز الأمثلة على ذلك.

وأوضح أن الأثاث المصري القديم كان يحظى بتقدير كبير، ليس فقط داخل مصر، بل أيضًا كهدية مميزة لملوك الدول الأخرى، رغم قلة الأخشاب، ما دفع المصريين القدماء إلى استيرادها بجودة عالية من الخارج.

وأكد أن براعة الفنان المصري في صناعة الأثاث ظهرت بوضوح منذ فجر التاريخ، من خلال ما تم اكتشافه من قطع جنائزية مذهلة الصنع والدقة، مما يعكس مكانة الكرسي كرمز للمكانة الاجتماعية والسلطة، خاصة عندما وُضع أمامه مسند يُزيَّن بصور الأعداء، في إشارة رمزية إلى سيطرة الحاكم عليهم.