بورسعيد - محمد عزام
السبت، 07 يونيو 2025 04:00 صمن داخل جدران مركز تدريب المعاقين التابع لمديرية الشباب والرياضة ببورسعيد، بدأت شرارة قصة حب خالدة بين مها لطفي حسين ومتولي الحديدي، اثنين من ذوي الهمم، جمعتهما الرياضة، وربطت بينهما الإرادة، ليكتبا سويًا ملحمة من التحدي والعطاء والحب الحقيقي.
لم تكن بدايتهما سهلة، لكن الإيمان ببعضهما كان البذرة الأولى لرحلة كفاح امتدت لعقود ، كانت ثمرتها أسرة بل عائلة مكونة من أولاد وأحفاد.
يقول متولي الحديدي ، عضو مجلس إدارة نادي الحرية للمعاقين ، والمشرف علي فريق الكرة الطائرة ، والحائز علي المركز الثاني ببطولة العالم للأندية : "كنا في بدايتنا مجرد لاعبين ناشئين في المركز، جمعتنا الرياضة، لكن الألفة والدعم المتبادل زرعوا بينا حب حقيقي... حفَرنا في الصخر علشان نوصل، وفعلاً ربنا كرمنا وخلانا نكون أسرة جميلة، عندنا 3 أبناء، وأحفاد، وحياة مليانة حب" .
واستكمل : "من أول لحظة، كنت أتمنى تكون قصتنا مثال لأي اتنين من ذوي الهمم، علشان يعرفوا إن الحياة ممكنة، والحب والدعم يصنعوا المعجزات" .
ويواصل متولي الحديدي : "إحنا دلوقتي جدود لثلاث أحفاد، ولادنا اتجوزوا والحمد لله، وعشنا قصة حب فيها تعب وتحديات كتير.. بس حفرنا في الصخر سوا، ووقفنا جنب بعض لحد ما ربنا كرمنا ببيت وأسرة وعيشة كريمة.. يمكن في ناس شايفانا مختلفين، لكن ميعرفوش إن المعاق بيحب التحدي، وبيقدر ينجح لما يلاقي اللي يسنده" .
يتوقف متولي قليلًا قبل أن يستكمل حديثه بثقة: "عدينا بظروف صعبة جدًا، لكن الحمد لله دلوقتي إحنا مبسوطين وأحسن من ناس كتير، وربنا أكرمنا فوق ما كنا نتخيل...أنا بقول لأي حد: من البداية اتكل على ربنا، وطول ما نيتك خير، هتلاقي الخير كله بيجيلك لحد عندك" .
ويصف متولي زوجته بفخر: "هي شيف شاطرة جدًا، متحملة مسؤولية البيت والأولاد بكل تفاصيله، وأنا كتير بتفاجئ إن بناتي كل حاجاتهم للزواج موجودة، وولادي متجوزين ومرتاحين، كل ده بفضلها معايا" .
ثم يضيف بابتسامة: "رميت عليها مسؤوليات كتير، لكنها رغم كده بطلة في كل حاجة.. بطلة في رفع الأثقال، وتنس الطاولة، وكانت قبل كده بتلعب مصارعة ذراعين مع الأسوياء، وخدت فيها المركز التاني على مستوى العالم .. أنا مكنتش بحس بأي حاجة وأنا بتدرب، علشان كانت هي المشجع الأول ليا في كل خطوة" .
ويختم متولي رسالته إلى زوجته بكلمات صادقة نابعة من القلب: "يا غالية... فانتي فعلاً غالية عندى" .
مها، البطلة التي لا تُقهر، لم تكن مجرد زوجة مخلصة، بل رياضية فذة حصدت الألقاب والميداليات، ورفعت اسم مصر في المحافل الدولية. مارست لعبة رفع الأثقال، ثم تألقت في تنس الطاولة ومصارعة الذراعين، ونافست الأسوياء قبل أن تشارك في بطولات ذوي الهمم، لتحصل على المركز الثاني عالميًا في مصارعة الذراعين، والثالث إفريقيًا في تنس الطاولة عام 1998، إلى جانب بطولات أخرى في الأردن ومصر.
تقول مها: "تعرفت على متولي من خلال الرياضة، وبدأت قصتنا هناك، دعمني في كل خطوة، سواء في البطولات أو الحياة، ومعاه عرفت يعني إيه شريك حقيقي، ورغم كل التحديات، بنينا بيت وأسرة، وزوجنا أولادنا، وربنا أكرمنا بأحفاد يفرحوا القلب" .
لكن قصة مها ومتولي ليست فقط عن الإنجازات الرياضية، بل عن الدعم النفسي والمعنوي الحقيقي، عن زوج يجهز بيته وزوجته قبل كل بطولة، وزوجة تخفف عنه الضغوط وتؤمن بموهبته .
وعلى مدار سنوات، ظل الزوجان وجهًا مشرفًا لنادي الحرية للمعاقين، حيث شكّلا نموذجًا يُحتذى به داخل المجتمع الرياضي، وأكدا أن الحب والدعم والاحترام هم سر الاستمرار والنجاح.
تختم مها حديثها برسالة مؤثرة: "ربنا يديمه نعمة في حياتي، هو فعلاً الدنيا كلها... وما فيها."
إنها ليست فقط قصة حب، بل قصة إصرار وإرادة، عنوانها: إذا اجتمع الحلم مع الحب، فلا مستحيل أمام ذوي الهمم.

اللعب

خلال لعب تنس طاولة

خلال ممارستهم التنس طاولة

لعب تنس طاولة

ممارسة التنس طاولة

مها حسين

مها زوجة متولي

مها ومتولي

نظرة مها لمتولي
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.