بورسعيد - محمد عزام
الجمعة، 25 يوليو 2025 06:00 صفي ذاكرة المدينة الباسلة، يبقى اسم "نبيل منصور" محفورًا كأحد أصغر الشهداء الذين سطروا بطولة نادرة في مواجهة الاحتلال البريطاني، حتى صار اسمه سطرا تاريخيا فى سجل المدينة الباسلة الذى لا يحوى بين طياته إلا كل ما هو بسالة وتضحيات.
لم يكن قد أتم عامه الحادي عشر، وكان لا يزال تلميذًا بالصف الثالث الابتدائي، حين امتلأت عينه بمشاهد الدمار والقتل التي خلفتها قوات الاحتلال الإنجليزي في بورسعيد، فتحرك ضميره الصغير قبل جسده، وقرر أن يشارك في الدفاع عن مدينته على طريقته الخاصة.
وجاء يوم الثلاثاء 16 أكتوبر 1951، ليسجل سطرا جديدا فى ملاحم شعب المدينة الباسلة وبطولاته ضد أى احتلال، ولكن بطل هذا السطر الجديد كان طفلا لم يتم عامه الحادى عشر واسمه نبيل منصور، فعندما كانت تمتلئ شوارع مدينة بورسعيد بالمُتظاهرين وكانت الأخبار التى يتناقلها الأهالى بينهم هى سقوط 5 شهداء، وجرَح الكثير، توجّهت المظاهرات الحاشدة للأهالى فى هذا اليوم إلى معسكر "الجولف" مكان تواجد الجنود الإنجليز بالمدينة، الذى كان يقع خلف موقع محطة السكة الحديد.
وحسب كتاب "الوجه الآخر للميدالية .. حرب السويس 1956" لـ يحيى الشاعر، فإن الإنجليز أطلقوا فى الهواء قنابل الفوسفور الضوئية المتعلقة على مظلات صغيرة قلب ضوؤها سواد الليل العميق إلى نهار سطع نوره بشكل قوى واضح حتى يتمكنوا من مراقبة الشباب الغاضب والتصرف، وفجأة سمعت طلقات مدافع رشاشة عالية الصوت وصوت المتظاهرون وهم يهرولون ناحية السور الشائك ويهتفون بحياة مصر.
وقبل ذلك بساعات، دخل الطفل، نبيل منصور، تلميذ المدرسة الابتدائية، الذى لم يكُن يتجاوز عمره 11 سنة، إلى معسكر "الجولف" تخطّى الأسلاك الشائكة، ومعهُ قطع القماش المغموسة فى الكيروسين والتى جعلها كرات صغيرة، وأشعلها ثم قذفها على خيام الجنود الإنجليز النائمين بالمعسكر وهو يجرى بجسده الصغير بين الخيام متنقلا من خيمة لأخرى ينشر فيها النيران، وسُرعان ما تحول المعسكر إلى جحيم.
وحين نفدت منه قطع القماش خلع جاكيت بيجامته بسرعة، ومزقها وأشعلها وقذف بها الخيام إلى أنّ احترقت، انتشر الذعر بين الجنود الإنجليز الذين خرجوا من الخام مذعورين يبحثون عن الذى حول معسكرهم لما يشبه الجحيم.
و حين شاهدوا الطفل الصغير نبيل منصور يجرى بين الخيام محاولا الهرب و قد اشتبكت ملابسه بالأسلاك الشائكة أطلقوا عليه وابلا من الرصاص و أسقطوه شهيدا و قد تحطمت رأسه من شدة و كثرة طلقات الرصاص التي أطلقها عليه الجنود الإنجليز .
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.