كتب: محمد الأحمدى

فى صباح روحى، وقف قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، يُدشّن مذبح وأيقونات كنيسة الشهيد مارجرجس بمدينة أسيوط، وسط فرحة أبناء الكنيسة، وأصوات الألحان التي ملأت أرجاء المكان، لكن خلف هذه اللحظة المضيئة، تقف قصة طويلة من الألم والإصرار، تمتد جذورها إلى يوم حالك في ذاكرة الوطن، حين طالت يد الإرهاب كنيسة مارجرجس بأسيوط عام 2013، لتتحول جراحه اليوم إلى شهادة حيّة على أن مصر قادرة على النهوض من تحت الركام، وأن الإيمان لا يُهزم مهما اشتد الظلام.

في 14 أغسطس 2013، كانت أسيوط – مثل غيرها من محافظات مصر – شاهدة على موجة من الاعتداءات التي استهدفت الكنائس والمقار الدينية.

وكانت كنيسة الشهيد مارجرجس واحدة من تلك الدور التي طالتها يد العنف، فاحترقت جدرانها وتصدعت قبتها، وسقطت أيقوناتها التي تروي تاريخًا يمتد لأكثر من ثمانين عامًا، ولم يكن الهجوم على مبنى حجري فحسب، بل كان محاولة لاغتيال روح التسامح التي تميز مصر، إذ أراد المتطرفون أن يزرعوا الكراهية والخوف في قلوب أبنائها، وما حدث بعد ذلك كشف عن وجه مصر الحقيقي؛ إذ تحولت الكارثة إلى دافع للبناء، وتحوّل الحزن إلى تصميم على الحياة.

وفي عام 2015، جاء القرار بهدم الكنيسة والمباني الملحقة بها بالكامل، لإعادة تشييدها من جديد على كامل المساحة وبطابقين، لتصبح أكبر وأجمل مما كانت عليه، شاهدًا جديدًا على أن النار لا تطفئ النور، بل تجعله أكثر لمعانًا.

بعد مرور 12 عامًا على تلك الأحداث، جاءت زيارة قداسة البابا تواضروس الثاني إلى أسيوط لتضع نقطة مضيئة في نهاية سطر طويل من الجراح، حين وقف البابا على مذبح كنيسة مارجرجس، رفع الصلوات، ودشّن المذبح والأيقونات بزيت الميرون، لتتحول الكنيسة التي كانت يومًا ضحية للإرهاب إلى منارة روحية جديدة.
وفي عظته، اختار البابا أن يتأمل في الآية: “اُطْلُبُوا تَأْخُذُوا، لِيَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلًا” (يو 16: 24)، وكأنه يخاطب كل المصريين: أن طريق الفرح لا يأتي إلا عبر الإيمان، والصبر، والتجديد.

وقال قداسته إن الحياة الروحية كلها تتلخص في طلب الرحمة، والصلاة بإيمان، والصبر على الألم حتى يتحول إلى فرح، وهي الكلمات التي بدت وكأنها تلخيص لمعنى ما حدث للكنيسة نفسها: صبر، ثم بناء، ثم امتلاء بالفرح.

الكنيسة وقت العمل الإرهابى والأن

قرار تدشين الكنيسة

قداسة البابا مع الأباء الأساقفة

قداسة البابا يوقع تدشين الكنيسة

عظة قداسة البابا

تدشين البابا تواضروس الثانى الكنيسة