الدقهلية – شريف الديب

على ضفاف النيل بمدينة المنصورة، يقف مسجد الصالح نجم الدين أيوب شاهدًا على التاريخ، وواحدًا من أقدم المعالم الإسلامية في الدقهلية، بعدما تجاوز عمره أكثر من 830 عامًا، محتفظًا بعبقه الأيوبي وزخارفه التي تحكي عن عصور القوة والعلم والازدهار.

يقع المسجد في شارع العباسي بوسط المنصورة، ويُعد من أهم الآثار التي تعود إلى عهد السلطان الصالح نجم الدين أيوب، آخر سلاطين الدولة الأيوبية في مصر، والذي حكم البلاد خلال منتصف القرن السابع الهجري.

وقد شُيّد المسجد ليكون مركزًا للعبادة والعلم، فارتبط اسمه بتاريخ المدينة التي شهدت في عهده معارك كبرى ضد الصليبيين.

يتميّز المسجد بطراز معماري يجمع بين العصر الأيوبي والمملوكي، ويُعد تحفة فنية من الزخارف اليدوية والرخام والزجاج الملوّن.

يتكوّن المبنى من طابقين؛ السفلي يضم ساحة الوضوء وبعض المرافق، بينما خُصص الطابق العلوي للمصلى الرئيسي.

أما المئذنة فهي من أقدم أجزاء المسجد وتُجسّد الطابع المملوكي بزخارفها الدقيقة، فيما تتزيّن النوافذ بالزجاج الملون الذي يسمح بدخول الضوء في مشهد بصري آسر.

يضم المسجد منبرًا خشبيًا أثريًا محفورًا يدويًا بخطوط عربية وزخارف هندسية، تُبرز جمال الحرف الإسلامي ودقّة الفن الأيوبي في التصميم والبناء.

لم يكن مسجد الصالح أيوب مجرّد مكان للعبادة، بل كان شاهدًا على أحداث جسام مرّت بها المنصورة، من الحروب الأيوبية إلى العصور المملوكية والعثمانية.
ورغم مرور القرون، ظل المسجد محتفظًا بطابعه الأثري الفريد، وظل مقصدًا لطلاب العلم والمصلين والزائرين من داخل وخارج المحافظة.

ورغم صموده عبر الزمن، إلا أن المسجد تعرّض لبعض الأضرار عقب انفجار مديرية أمن الدقهلية عام 2013، حيث تهشّمت أجزاء من الزجاج الملوّن وتصدّعت بعض الجدران نتيجة قوة الانفجار.
ويشير الأهالي إلى أن أجزاءً من المسجد تحتاج إلى ترميم عاجل وصيانة دورية للحفاظ على قيمته التاريخية والمعمارية.

يظل مسجد الصالح أيوب حتى اليوم أحد أهم رموز العمارة الإسلامية في المنصورة، ومَعْلَمًا أثريًا يجمع بين الجمال والقداسة.
ورغم مرور أكثر من ثمانية قرون على إنشائه، لا يزال المسجد يحتضن المصلين يوميًا، شاهداً على تاريخ مدينة المنصورة التي ولدت بين جدرانه.

مسجد الصالح نجم الدين أيوب 

مسجد الصالح نجم الدين أيوب بالدقهلية

مسجد الصالح نجم الدين أيوب