الارشيف / فن / الطريق

إحسان عبد القدوس.. حاولوا قتله أربع مرات واتهموه بسرقة رواية «لا أنام»اليوم الخميس، 25 أبريل 2024 06:40 مـ

هو إحسان بن محمد ابن عبد القدوس ابن أحمد ابن رضوان والشهرة إحسان عبد القدوس هكذا تم تدوين اسم المبدع والصحفي والروائي الكبير الذي جاء إلي الدنيا في الأول من يناير عام 1919، ونشأ في بيت جده لأبيه الشيخ أحمد رضوان، من رجال القضاء الشرعي، في مجتمع محافظ متدين في عشرينيات القاهرة، كان يقضي أجازته الصيفية في كفر الميمونة محافظة الغربية في بيوت الفلاحين من أفراد عائلة رضوان، والده الفنان محمد عبد القدوس الذي ترك الهندسة وتفرغ للتمثيل، ووالدته السيدة روزاليوسف تركت التمثيل وعملت بالصحافة والسياسة وأصدرت مجلة تحمل اسمها لا تزال تصدر حتي الأن.

تخرج من كلية الحقوق عام 1942، عمل بالمحاماة مدة عامين بجانب عمله الصحفي، ثم تفرغ للصحافة التي استهوته، وكان له العديد من المواقف الجريئة، تعرض أربع مرات لمحاولات اغتيال، ودخل السجن عام 1954، وبعد الافراج عنه عين رئيسا لتحرير مجلة روزاليوسف حتي 1966، وكانت أهم حملاته الصحفية حول موضوع الأسلحة الفاسدة التي ألهبت مشاعر المجتمع المصري قبيل ثورة يوليو 1952، ومن رئيس تحرير روزاليوسف إلي رئاسة تحرير أخبار اليوم 1971، وكاتباً في جريدة الأهرام 1974، ثم رئيسا لمجلس إدارة الأهرام 1975.

أعترف إحسان أن الصبية وهو في سن الطفولة كانوا يبتعدوا عنه، وتحفظوا في معاملتهم له، مما جعله في حالة دفاع دائم عن النفس، كما أن الكتابة في الأسرة موهبة موروثة، وأبيه يكتب القصة والمسرحية، وكان يضع إحسان أمامه فوق السرير ذي الأعمدة النحاسية، ويظل هو علي مكتبه أمامه يكتب ويكتب حتي ينام إحسان الصغير، ومرة كتب الأب مسرحية وضع لها اسم «إحسان بيه» مثلتها عزيزة أمير مع فرقة عكاشة علي مسرح الأزبكية، وظل يؤخرفي ليلة الافتتاح، حتي أول يناير 1929، عيد ميلاد إحسان عبد القدوس العاشر، وأخذه معه في الترام في طريقهم إلي المسرح ليلة الافتتاح والإعلانات بعرض الشوارع إحسان بيه تجري أمام الطفل الصغير إحسان ساعتها أحس بالزهو وكما يعترف أنه كانت أثمن هدية تلقها في أي عيد ميلاد مر عليه.

يعترف إحسان عبد القدوس أن الموت عندي واحة راحة والانتحار ليس جبنا أو هروبا من الواقع، أني أعتبره قرارا بالشبع، وبأنك لم تعد تحتاج من الدنيا أكثر من ذلك، ولا أطول، أكشف لك سراً عمري لم أبح به لأحد، أني أفكر في الانتحار كثيرا ما أفكر فيه، ومنذ كنت في العشرين من عمري، الفكرة تلح علي من حين لأخر لعلها تكاد تطاردني، لكن المعروف في طب النفس أن من يفكر كثيرا في الانتحار، يعيش طويلا، طويلا، لأنه لم ينتحر أبدا، هذه الكلمات قالها الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس لـ عبد التواب عبد الحي.

اتجه إلي الكتابات الأدبية، وكان بارعا في تصوير عواطف الإنسان ومشاعره، والعلاقة الحميمية بين الرجل والمرأة، ويعتبر إحسان عبد القدوس أحد الأعمدة الرئيسية في كتابة الرواية العربية، حيث صدر له «62» عمل أدبي بداية من صانع الحب، ومن بعدها بائع الحب، سيدة الصالون، النظارة السوداء، أنا حرة، أين عمري، ألوان من القصة القصيرة، الوسادة الخالية، الطريق المسدود، لا أنام، ومنتهي الحب، لا تطفيء الشمس، أشرف خائنة، وزوجة أحمد، بئر الحرمان، ثقوب في الثوب الأسود، عقلي وقلبي، نحن مع أحرار اليمن، ولا شيء يهم، وبنت السلطان، في بيتنا رجل، البنات والصيف، الساحرة، سيدة في خدمتك، شيء في صدري، شفتاه، علبة من الصفيح الصديء، قالوا عن الاشتراكية، النساء لهن أسنان بيضاء، الرصاصة لا تزال في جيبي، دمي ودموعي وابتساماتي، الهزيمة كان اسمها فاطمة، العذراء والشعر الأبيض، نسيت أني امرأة، أرجوك خذي من هذا الرجل، عاشت بين أصابعه، الراقصة والسياسي، لا تتركوني هنا وحدي، لا ليس جسدك، لا أستطيع أن أفكر وأنا أرقص، علي مقهي في الشارع السياسي، بعيدا عن الأرض، أنف وثلاث عيون، أيام شبابي، يا ابنتي لا تحيريني معك، حتي لا يطير الدخان، ياحبيبي كلنا لصوص، غابت الشمس ولم يظهر القمر، لن أعيش في جلباب أبي، اللون الأخر، الحياة فوق الضباب، سيدة في خدمتك، رائحة الورد وأنوف لا تشم، مضت أيام اللؤلؤ، لم يكن أبدا لها، تاهت بعد العمر الطويل، في وادي الغلابة، زوجات ضائعات، فوق الحلال والحرام، وكر الوطاويط، وكانت أخر شيء أبدعه إحسان عبد القدوس قلبي لم يعد في جيبي في عام 1989.

إحسان عبد القدوس من أكثر المبدعين الذي تحولت رواياتهم إلي أفلام ومسلسلات، ويأتي بعده الكاتب نجيب محفوظ، ويبقي إحسان هو المبدع الأول في الوطن العربي، كان إحسان عبد القدوس يطلب المشاركة في كتابة سيناريوهات أعماله الأدبية، واشترك في كتابة سيناريو لا تطفيء الشمس، للمخرج صلاح أبوسيف، كما كتب حوار فيلم «امبراطورية ميم» الذي أخرجه حسين كمال، وشارك سعد الدين هبة ويوسف فرنسيس في كتابة سيناريو فيلم «أبي فوق الشجرة».

تعرضت بعض أعمال إحسان سواء الروائية أو التي تحولت إلي أفلام ومسلسلات، إلي المنع بسبب اعتراض الرقابة علي المصنفات الفنية، وإحسان كان يشعر بالحزن المنع أو تغير بعض المشاهد، وكان يرفض دائما، وظل علي إيمانه بموقفه الأدبي، ومن بين الأعمال التي طالتها الرقابة فيلم البنات والصيف، حيث تدخلت الرقابة في نص القصة، وقامت بتعديل نهاية الفيلم، وذلك بانتحار البطلة مريم فخر الدين عقابا لها، لأنها خانت زوجها، في الفيلم، وذلك عكس ما جاء في القصة الأصلية، وفي فيلم «لا أنام» قامت الرقابة بتعديل نهاية السيناريو وذلك بحرق البطلة لأنها كانت شريرة بالرغم من أن أصل القصة لم تكن كذلك، ونفس الشيء حدث في فيلم «الطريق المسدود» حيث طلبت الرقابة تعديل بزواج البطلة بدلا من انتحارها، وكذلك فيلم «ياعزيزي كلنا لصوص» رفضت الرقابة اسم الفيلم، وكان تبرير الرقابة شديد الهزال وأخذ الموضوع بالشبهات ومعني كلنا أن المؤلف يري أن داء اللصوصية يشمل جميع المواطنين بمن فيهم المسئولون من وزراء ورؤساء محافظات وغيرهم، وبعد تقرير الرقابة وافق الثقافة علي عرض الفيلم لمدة سنتين، حتي تمت الموافقة بعد ذلك، كما تعرض فيلم حتي لا يطير الدخان للرفض عندما عرضت قصته علي جهاز الرقابة، وكان الرفض بإصرار الأمر الذي جعل المنتج يتخلي تماما عن الفيلم بعد أن شعر باليأس، وبعد عدة محاولات مع الرقابة، وبعد الاستئناف الذي تقدم به المخرج أحمد يحيي إلي لجنة التظلمات تمت الموافقة وكانت معركة طويلة وشهيرة في الوسط الفني.

رجاء النقاش كتب مقالا عن إحسان بعنوان فنان كبير أحبه الناس وخاصمه النقاد وبدأ المقال بسؤال قال فيه ما السر في هذا التناقض بين النجاح الشعبي الكبير، والذي تقابله خصومة حادة من النقد باستثناء بعض النقاد المحترمين، أمثال الدكتور محمد مندور الذي دافع عن إحسان بعد أن اتهمه البعض بسرقة رواية لا أنام من رواية صباح الخير أيها الحزن، للأديبة الفرنسية فرانسوا زساجان، وقد قارن مندور بين الروايتين، ونفي تهمة السرقة عن إحسان.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الطريق ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الطريق ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا