31 أغسطس 2024, 11:39 صباحاً
للمرة الأولى منذ أن بدأ عملياته البرية في غزة في أكتوبر، أرسل جيش الاحتلال الإسرائيلي رسائل إلى هواتف الفلسطينيين، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، يخبرهم فيها بأن سكان ثلاثة أحياء في دير البلح وسط غزة، يمكنهم العودة إلى ديارهم، ولكن السكان الذين عادوا، وجدوا منازلهم قد دُمرت ولم يتبقَّ منها شيء.
وقال أحد العائدين عبدالفتاح البورضيني لشبكة "سي إن إن": "عُدنا إلى المنزل ولم نجد شيئًا، لا كهرباء ولا غاز ولا منزل، ولا نستطيع تغيير ملابسنا، وكل ما تمكنت من إنقاذه كان دبًا محشوًا للابن الذي كنت آمل أن أُرزق به يومًا ما"، مضيفًا: "أنا مفلس مثل اليوم الذي ولدت فيه، وليس لديّ شيء. لقد جئت لأتفقد منزلي، ولم أجد منزلًا أو أي شيء، لم يتبقَّ شيء، لم يتبق شيء للبكاء عليه".
وتفحص شقيقه، موسى البورضيني، المشهد غير مصدق، قائلًا لـ"سي إن إن": "لماذا يريدون تدمير هذا المنزل؟ كان بإمكان هذا المنزل أن يؤوي 120 شخصًا، ماذا فعلوا بالمنزل؟ لم يجدوا فيه أي إنسان، لكنهم مع ذلك قصفوه بالصواريخ ودمروا حيًّا بأكمله"؛ مبينًا أنه عاد إلى المنزل بمفتاح مبناه المجاور؛ لكنه لم يجد منزلًا له، وقال متحسرًا: "الآن سنحضر خيمة، هذا إذا وجدنا خيمة، ونضعها بجانب منزلنا".
وذكر عدة أشخاص أنهم نزحوا عن الحي قبل حوالى 10 أيام، عندما نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي على منصة "إكس" وأسقط منشورات تطلب من الناس إخلاء المنطقة لأمنهم. وتعرض العديد من سكان غزة للنزوح عدة مرات منذ أكتوبر؛ مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية المستمرة.. ويحذر الخبراء أيضًا من أن أوامر الإخلاء قد أعاقت جهود المساعدات.
وفي منشوره على "إكس" يوم الخميس، ذكر جيش الاحتلال أنه "بعد العمليات ضد المنظمات الإرهابية في منطقة دير البلح، يسمح بالعودة إلى هذه الكتل التي تُعد جزءًا من المنطقة الإنسانية المحددة"، وأمس أعلن أنه يمكن أيضًا للسكان في ثلاثة كتل أخرى في منطقة خان يونس جنوب غزة العودة إلى ديارهم، قائلًا على "إكس": "بعد أنشطة الجيش الإسرائيلي ضد المنظمات الإرهابية في المنطقة، يمكنك العودة إلى هذه الكتل. وفي الوقت نفسه، ستتم مواءمة المنطقة الإنسانية وستصنف هذه المناطق من الآن فصاعدًا على أنها جزء من المنطقة الإنسانية".
وقال عبدالرؤوف رضوان: "إنه هو وعائلته انتقلوا إلى خيمة أقرب إلى الساحل للهروب من القصف. لقد عادوا على أمل إعادة شَغل منزلهم، على أمل العثور على حياة، العثور على شيء، العثور على غرفة للعيش فيها، لكن لم نجد سوى الدمار. دمرت أحلامنا، دمرت ذكرياتنا.. لقد اختفى المنزل الذي بناه أجدادنا".
وقال شقيقه محمد رمزي رضوان: "إنه فقد بالفعل ابنه نتيجة للعمليات العسكرية الإسرائيلية. شاب في الثلاثين من عمره، بنى نفسه من الصفر، التعليم، الزواج، الابن. كل شيء ذهب، لم يتبق شيء"، وأضاف: "رسالتي هي إيقاف الحرب، لم يعد هناك وقت لإعادة بناء أنفسنا.. لقد تحملنا. هذا يفوق قدرتنا".
كما دمر منزل يامن الطباع. وقال: "إن العائلة غادرت الحي خوفًا وعادت لتجد منزلها مدمرًا تمامًا، وكنت أتمنى لو دُفنت في المنزل. أتمنى لو مت في المنزل ولم أعد وأرى المشهد الذي رأيته، إلى أين نذهب الآن دون مأوى؟".
وقال رائف عايش: إنه هو وأطفاله لجأوا إلى الخيام، و"قلنا يا رب، دعنا نعود إلى منازلنا ونجد أمتعتنا وملابسنا وملابسنا الشتوية"؛ لكنهم عادوا إلى لا شيء سوى الأنقاض، وبدا أن "عايش" يلقي باللوم على زعيم "حماس" يحيى السنوار. وقال: "دع السنوار يرضى، هل يمكنك أن تسمع؟ لقد دمرونا. لم نكن هكذا".
وعادت حنان العربيد، وهي أرملة عادت إلى منزلها مع أطفالها، لتجد أنه دمر. وقالت: "هل يجب أن أذهب إلى خيمة أنا الآن في الشارع، لديّ طفلان معاقان. لم آخذ أي شيء معي من منزلي، هناك دمار شامل كما ترون"، وأضافت: "لسوء الحظ، اتخذت إسرائيل قرارها بإزالة قطاع غزة. إنها تريد بالفعل القضاء على الشعب الفلسطيني حتى لا يرفعوا رؤوسهم من هنا لمدة 100 عام؛ لكنك تعلم، نحن شعب صامد، شعب قادر على التكيف، وسنبدأ من البداية ومن جديد. سنبدأ من جديد".
ووفقًا لوكالة الأمم المتحدة الرئيسية للإغاثة الإنسانية للفلسطينيين "الأونروا"؛ تم وضع ما يقرب من 84% من قطاع غزة تحت أوامر الإخلاء منذ بداية الحرب.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.