كشف الفنان مينا مسعود جوانب وأسرارًا من شخصيته لأول مرة في إحدى جلسات معرض أبو ظبي الدولي للكتاب، وتحدث عن بعض المحطات في حياته الشخصية والفنية والصعوبات التي واجهها في التمثيل باللغة العربية رغم إتقانه لها.

مينا مسعود يتحدث عن جوانب خفية من شخصيته

حرص مينا مسعود في بداية الجلسة على توجيه التحية إلى الفنان المصري حسين فهمي الذي كان بين الحضور في المعرض، معبراً عن إعجابه الشديد به.

وأوضح مينا مسعود أنه تابع أعمال الفنان حسين فهمي لكونه واحداً من رموز الفن المصري، معتبراً أنه ساهم في تشكيل ذاكرته البصرية عن الفن، قائلاً: "وجوده اليوم شرف كبير لي".

وحول الجوانب الخفية في شخصيته، أشار مينا مسعود إلى أنه على علاقة وثيقة بالطهي والطعام، خاصة المطبخ المصري، موضحاً أن ذلك الشغف بدأ منذ الطفولة ويعود الفضل فيه إلى والدته.

وأوضح أن والدته كانت تحرص على طهو الطعام دائماً في المنزل، معتبراً أن ممارسة الطهي تعد تعبيراً عن الحب والانتماء. وكشف أن تلك الفكرة كانت مصدر شغف له وترجمها في إصدار كتاب عن الطعام النباتي بالتعاون مع والدته، موضحاً أنها أضافت بعض الوصفات المصرية الشهيرة مثل الكشري والبامية والمحشي ولكن بطريقة صحية.

وأكد أن تناول الطعام خارج المنزل كان نادراً بالنسبة لهم، مشيراً إلى أن طلب البيتزا كان يتم مرة شهرياً، وهو ما جعل الطعام أمراً مميزاً ومقدساً لهم في حياتهم.

مينا مسعود يتحدث عن صعوبة التمثيل باللغة العربية

وتطرق مينا مسعود خلال حديثه لصعوبة تجربته في التمثيل باللغة العربية، مؤكداً أنها لم تكن مهمة سهلة، على الرغم من إتقانه لها، مشيراً إلى أنه واجه بعض الصعوبات التقنية.

وأكد أن هناك فارق بين استخدام اللغة العربية بشكل يومي، والتمثيل بها بشكل احترافي، قائلاً: "كنت واعياً للهجتي، واحتجت إلى تقوية النطق السليم في التمثيل، لكن اللهجة الأمريكية كانت تظهر أحياناً وهذا كان تحدي وعلي تجاوزه".

وحول المشارع الفنية المستقبلية، عبر مينا مسعود عن رغبته في إنتاج مسلسل درامي قصير حول العصر الذي عاش فيه الفنان الراحل عبد الحليم حافظ، مشيراً إلى أن كل حلقة من المسلسل ستتناول تفاصيل شخصية مختلفة عاشت في تلك الفترة، وذلك بطريقة إبداعية تجمع بين الحاضر وروح الماضي.

أكد أن هذه الفكرة تتطلب وقتًا وجهدًا كبيرين في التخطيط والتنفيذ، مستشهدًا بتجربته السابقة في مشروعه "Welcome Vegan"، الذي استغرق عدة سنوات قبل أن يُنفذ على أرض الواقع. وأشار إلى أن منطقة الشرق الأوسط تمتلك إمكانيات إنتاجية هائلة، تستحق أن تُستثمر في المجال الفني بشكل أكبر.

تحدث مينا عن واقع الصورة النمطية للعرب في السينما الأمريكية، مشيرًا إلى التحديات والضغوط التي يواجهها أي ممثل عربي في هوليوود، خصوصًا في بداية مسيرته. استعاد مينا تجربته الأولى في فيلم "القاعدة رقم 2"، موضحًا أنه لم يكن أمامه العديد من الخيارات في ذلك الوقت، ولكنه أصبح اليوم أكثر وعيًا بقراراته الفنية.

وأكد بحسم أنه رفض مؤخرًا دورًا في مسلسل لأنه لم يرغب في دعم صورة نمطية تسيء للعرب، مشيرًا إلى أنه أخبر وكالته بأنه لا يرغب حتى في الاطلاع على النص.

اختتم مينا مسعود حديثه بالتأكيد على أهمية معرفة متى يجب التوقف أو الرفض، سواء في العمل أو في الحياة الشخصية. وأشار إلى أن النضج الفني والشخصي لا يتحقق إلا من خلال المرور بتجارب صعبة، مؤكدًا أن اتخاذ القرارات الصعبة هو جزء أساسي من عملية النمو. وأضاف أن تعلم قول "لا" يعكس قدرة الفرد على حماية نفسه وهويته، سواء كان ممثلًا أو شخصًا عاديًا.