فن / ليالينا

"عيد الموسيقى" يتحول إلى كابوس في فرنسا: عشرات النساء ضحايا

في مشهد صادم تناقض تماماً مع روح الاحتفال، تحوّل مهرجان "عيد الموسيقى" الذي تحتفي به فرنسا سنوياً إلى سلسلة من الوقائع المروعة، طالت العشرات من النساء في أنحاء البلاد، بعد تعرّضهن للطعن بإبر وحقن مجهولة المصدر، خلال الحفلات الجماهيرية التي أُقيمت في مدن عدة تحت أجواء صاخبة.

تحول "عيد الموسيقى" إلى مشهد مفزع في فرنسا

الواقعة التي تكررت في أكثر من مدينة، أثارت ذعراً واسعاً وغضباً شعبياً، دفعت السلطات الفرنسية إلى فتح تحقيقات عاجلة، بعد ورود أكثر من 140 بلاغاً عن اعتداءات من هذا النوع، فيما لا تزال الأسئلة معلقة حول الدوافع الحقيقية لهذه الهجمات وهوية المنفذين.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة "FAZ" الألمانية، ألقت الشرطة الفرنسية القبض على 14 شخصاً للاشتباه في تورطهم في وقائع الطعن، التي تم تنفيذها باستخدام أدوات حادة أو إبر طبية للاستخدام مرة واحدة. وتشير إحصاءات وزارة الداخلية الفرنسية إلى تسجيل 145 بلاغاً حتى الآن في هذا السياق، اعتُبر منها 131 حالة كضحايا محتملين بالفعل، وهو ما يسلط الضوء على مدى خطورة ما حدث واتساع رقعة الاعتداءات.

من احتفال إلى رعب جماهيري

منطقة باريس الكبرى كانت من أكثر المناطق تضرراً، حيث تم تسجيل 20 حالة طعن، بينها 13 في قلب العاصمة. ووفق وسائل إعلام فرنسية، فُتحت ثلاثة تحقيقات جنائية منفصلة حتى الآن. وأفادت صحيفة "بيلد" الألمانية بأن الاعتداءات استهدفت في بعض الحالات فتيات قاصرات، ووقعت أغلبها في ذروة التجمعات الموسيقية يوم السبت الماضي.

تحريض عبر الإنترنت وغياب الإجابات

اللافت أن الاعتداءات جاءت بعد موجة من الدعوات المجهولة التي تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتي حرّضت بشكل مباشر على "طعن النساء" في أماكن التجمعات. ورغم متابعة الجهات الأمنية لهذه المنشورات، إلا أن هوية المحرضين لا تزال مجهولة حتى اللحظة.

وفي العاصمة باريس، تم نقل ثلاث فتيات إلى المستشفى بعد شعورهن بالدوار والغثيان، وهو ما أثار الشكوك حول احتمال تعاطي الجناة مواد مخدرة، أو استخدامها ضد الضحايا. إلا أن نتائج فحوص الدم لم تصدر حتى الآن، ما يترك الباب مفتوحاً أمام كل الاحتمالات، خصوصاً أن حوادث مماثلة وقعت في السنوات الماضية دون العثور على أثر لأي مادة سامة.

مدن متفرقة.. وأنماط مقلقة

الاعتداءات لم تقتصر على باريس، بل شملت عدة مدن فرنسية أخرى. في مدينة "أبفيل" شمالي البلاد، تعرّض قاصر للطعن في ذراعه. أما في "نورماندي"، فسُجلت 11 إصابة، وتم توقيف شاب يبلغ من العمر 20 عاماً. وفي "ليون"، احتُجز شابان يبلغان من العمر 19 و24 عاماً بعد تورطهما في حادثتين أصيبت فيهما فتاتان في الفخذ والذراع.

وفي مدينة "أنجوليم" الواقعة غرب البلاد، أُلقي القبض على أربعة شبان بعد الاشتباه في قيامهم بطعن نحو 50 شخصاً خلال إحدى الحفلات. أما في "ميتز"، القريبة من الحدود الألمانية، فقد أبلغ 15 شخصاً عن تعرضهم للطعن في وقت متأخر من الليل، وتم نقلهم إلى المستشفى لإجراء تحاليل للكشف عن سموم محتملة. وأعلن الادعاء العام في المدينة توقيف رجلين، أحدهما يبلغ 44 عاماً، للاشتباه في استخدامهما مواد ضارة.

مدينة "ليموج" بدورها، سجلت 15 إصابة مشابهة، فيما أبلغت 8 شابات في "جرونوبل" عن تعرّضهن للطعن في ساحة البلدية، وقدّمت 6 منهن شكاوى رسمية، وسط تأكيد من الصليب الأحمر على تقديم الإسعافات اللازمة لهن.

سيناريو مرعب.. ومخاوف من اختبارات بيولوجية

في ظل غموض الأسباب والنتائج، تتصاعد المخاوف في الأوساط الفرنسية من احتمال وجود "اختبار بيولوجي" سري يُجرى على عدد من الضحايا دون علمهم. وتقول بعض التقارير الإعلامية إن الإبر المستخدمة قد تكون حاملة لمواد مخدرة أو حتى فيروسات، في سيناريو مرعب يحاكي أفلام الرعب أكثر من كونه مجرد حالات فردية.

ونقلت صحيفة "لو باريزيان" عن بعض الضحايا شكواهم من أعراض غريبة بعد الطعن، مثل الشعور بالإعياء الحاد والتشوش، ما يعزز فرضية استخدام مواد كيماوية أو مهدئات قوية، تُعرف في الأوساط الطبية باسم "مخدر الاغتصاب" أو "الضربات القاضية".

انطلقت فكرة "عيد الموسيقى" لأول مرة في فرنسا عام 1982، كفعالية سنوية تهدف إلى إتاحة الفرصة للموسيقيين الهواة لعرض مواهبهم في الهواء الطلق. ومع مرور السنوات، أصبح هذا حدثاً عالمياً يُحتفل به في أكثر من 120 دولة. لكن نسخة العام 2025 أخذت منحى مقلقاً، بعدما خيمت عليها موسيقى "الديسكو" الصاخبة في الميادين العامة، واختفت أجواء البهجة لتحل محلها مشاهد الفزع والارتباك.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ليالينا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ليالينا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا