في خطوةٍ أحدثت صدىً واسعاً داخل أروقة الإعلام والموضة، أعلنت آنا وينتور رسميًا رحيلها عن منصب رئيسة تحرير مجلة "فوغ" بعد مسيرة امتدت لـ37 عاماً، تاركةً بصمةً قلّ أن تتكرر في صناعة الأزياء والنشر.
استقالة آنا وينتور
بحسب ما أكدته مصادر إعلامية متطابقة منها Business of Fashion وThe Daily Front Row وWWD، كشفت وينتور عن قرارها خلال اجتماع صباحي جمعها بفريق التحرير، موضحةً أنّ الوقت قد حان لفتح المجال أمام الجيل الجديد من المحررين الطموحين لإعادة تخيّل الصحافة المتخصصة بالموضة من منظور حديث.
وفي كلمتها لمحرري "فوغ"، عبّرت وينتور عن قناعة راسخة بأن البقاء في منطقة الراحة أمرٌ لا يليق بأي مبدع، مؤكدةً أنّ أعظم متعتها حالياً تكمن في دعم قادة التحرير الجدد ومنحهم المساحة لتقديم رؤاهم الخاصة حول مستقبل المجلات الكبرى.
منذ انضمامها إلى "فوغ" عام 1988، أعادت وينتور صياغة قواعد اللعبة في عالم المجلات، وأدخلت فكرة تصدّر المشاهير للغلاف إلى الواجهة، وحولت المجلة إلى مرآة تعكس تقاطع الموضة مع الثقافة الشعبية.
كما تولّت منذ 2013 منصب المدير الفني لمؤسسة كوندي ناست، قبل أن تصبح المستشارة العالمية للمحتوى عام 2019.
الشائعات حول تقاعدها لم تتوقف
على مدار عقود، لاحقت شائعات التقاعد آنا وينتور. ففي مقابلةٍ شهيرة عام 2009 مع برنامج "60 Minutes"، رفضت فكرة التنحي معتبرةً أن المرحلة كانت تتطلب قيادة واعية لمستقبل الصحافة المطبوعة. وحتى عند تكريمها من قبل الملك تشارلز مطلع 2025، نفت أي نية للابتعاد عن العمل، مؤكدةً أنّ لديها المزيد لتنجزه.
ورغم إعلانها ترك منصبها، لن تعيّن "فوغ" رئيس تحرير جديداً. ووفق صحيفة The New York Times، سيتم استبدال اللقب التقليدي بـ"رئيس المحتوى التحريري"، وهي خطوة تعكس إعادة الهيكلة داخل كوندي ناست، حيث أصبح لكل إصدار عالمي مدير تحريري محلي يعمل تحت إدارة تحريرية عالمية موحدة تشرف عليها وينتور شخصياً.
لن تبتعد آنا وينتور عن المشهد؛ إذ ستواصل دورها كمديرة التحرير العالمية لـ"فوغ"، إضافة إلى بقائها في منصب الرئيسة التنفيذية العالمية للمحتوى في كوندي ناست. وستظل حاضرة بقوة في مشاريع ضخمة مثل حفل ميت غالا وفعالية Vogue World، إلى جانب مسؤولياتها الأخرى التي تشمل الإشراف على مجلات مثل Vanity Fair وGQ وWIRED.
وداع آنا وينتور
وباستقالتها من منصب رئيسة التحرير مع احتفاظها بدورها القيادي، ترسم آنا وينتور خريطة طريق جديدة لمستقبل "فوغ"، مؤكدةً أنّ بقاءها خلف الكواليس سيتيح للمجلة إعادة اكتشاف ذاتها مع جيل محررين جديد أكثر تنوعاً وجرأة.
ولأكثر من ثلاثة عقود، تحوّلت آنا وينتور إلى أيقونة ليس فقط في الموضة وإنما في إدارة المحتوى الثقافي. ومع استمرارها في الإشراف على شبكة التحرير العالمية، تظل المجلة أمام مرحلة انتقالية مثيرة، يترقبها العالم لمعرفة كيف ستتطور من دون رئيسة تحرير، لكن تحت عين وينتور الساهرة.
لم تكن آنا وينتور مجرّد محررة أزياء، بل صانعة توجهاتٍ ثقافية غيّرت صورة المجلات المتخصصة إلى الأبد. وقرارها بترك الكرسي من دون مغادرة المشهد بالكامل يثبت أنّ قوة التأثير لا تتوقف عند مكتب أو لقب، بل تبقى ما دامت الفكرة حية في عقول من ساعدتهم في صعودهم.
شاهدي أيضاً: أغرب إطلالات حفل ميت غالا منذ بدايته حتى الآن
شاهدي أيضاً: سيرينا ويليامز تعلن خبر حملها الثاني في حفل ميت غالا
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ليالينا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ليالينا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.