تتواصل فصول النزاع القانوني المحتدم بين النجمين العالميين براد بيت وأنجلينا جولي، بعد سنوات من الانفصال الذي لم يُغلق أبوابه حتى الآن، إذ عادت الأضواء لتُسلط مجدداً على الخلاف حول ملكية مصنع النبيذ الفرنسي "شاتو ميرافال"، الذي ظل رمزاً لاستثماراتهما المشتركة قبل الانفصال، وتحول لاحقاً إلى محور نزاع معقد يمتد من قاعات المحاكم إلى كواليس شركات النبيذ العالمية.

براد بيت Brad Pitt يطرق أبواب القضاء من جديد

بحسب ما كشفت عنه الوثائق المقدمة في المحكمة العليا بولاية كاليفورنيا نهاية يونيو، تقدّم براد بيت البالغ من العمر 61 عاماً بطلب قانوني يُلزم رجل الأعمال ألكسي أولينيك، المرتبط بمجموعة "ستولي"، بالكشف عن رسائل ومراسلات خاصة يرى أنها تحمل أدلة حاسمة بشأن تفاصيل بيع أنجلينا جولي لحصتها في المصنع عام 2021.

بيت يصرّ على أن هذه الخطوة كانت مفاجئة له وخالفت اتفاقاً مسبقاً بينه وبين جولي ينص على ضرورة الحصول على موافقة متبادلة قبل أي تصرف في ملكية المشروع الذي كان شاهدًا على قصة حبهما وزواجهما وحفلات زفافهما الفاخرة.

رفض التعاون وتأزم الملف

غير أن ألكسي أولينيك، الذي يُعتقد أنه لعب دوراً مباشراً في إتمام الصفقة لصالح ذراع النبيذ التابعة لمجموعة "ستولي"، رفض التعاون مع محامي بيت.

وبرّر أولينيك موقفه بعدم خضوعه للولاية القضائية الأمريكية كونه يقيم في سويسرا، الأمر الذي زاد من تعقيد المعركة القانونية وفتح باباً جديداً للشد والجذب بين الطرفين.

اتفاق مفكك وزواج منتهي ونزاع ممتد

القضية تعود جذورها إلى ما قبل سنوات، عندما اتفق بيت وجولي على إدارة "شاتو ميرافال" كشراكة متساوية، في وقتٍ كانت علاقتهما تبدو متماسكة أمام الجمهور.

لكن الخلافات الشخصية التي فجّرت انفصالهما عام 2016 انعكست على كل شراكة بينهما، ليبدأ بيت معركة قضائية عام 2022 اتهم فيها جولي بإتمام بيع حصتها دون علمه أو موافقته.

من جانبها، ردّت جولي باتهامات مضادة، ووصفت تحركات بيت القانونية بأنها انتقامية تستهدف التضييق عليها وتشويه صورتها بعد طلاقهما الذي طال أمده قبل أن يُحسم أواخر العام الماضي.

جدل اتفاقات السرية والاتهامات القديمة

وسط هذه المعركة، برزت ورقة حساسة أخرى أعادت الواقعة إلى واجهة الأخبار، إذ أمرت المحكمة جولي بتقديم وثائق تتعلق باتفاقات عدم الإفشاء التي أبرمتها على مدى ثمانية أعوام، في خطوة تهدف لإثبات أنها لم تكن تمانع هذا النوع من الاتفاقات عندما يخدم مصالحها.

لكن جولي تمسكت بموقفها الرافض لتوقيع اتفاق عدم الإفشاء الذي اقترحه بيت قبل بيع المصنع، مؤكدة عبر فريقها القانوني أن الهدف من ورائه كان إسكاتها عن تفاصيل حادثة الرحلة الجوية الخاصة التي وقعت عام 2016.

هذه الحادثة التي أشارت فيها جولي إلى إساءة بيت اللفظية والجسدية تجاهها وأطفالها، ظلت حتى اليوم ملفاً شائكاً لم يُغلق نهائياً رغم عدم توجيه أي اتهامات رسمية للنجم الحائز على الأوسكار.

أبناء عالقون وسط الخلاف

وسط هذا النزاع المفتوح، يجد الأبناء الستة للثنائي الشهير أنفسهم محاصرين بتبعات هذا الملف المعقد. مادوكس وباكس وزهرة وشيلوه والتوأمان فيفيان ونوكس، يعيشون حالة انقسام بين والدين يحرصان على الظهور بمظهر الهادئ أمام عدسات الكاميرات، بينما يكشف الواقع عن صراع مرير في الكواليس.

مصادر مقربة تكشف أجواء متوترة

مصدر مقرب من بيت أشار إلى أن تصرفات جولي في هذا الملف تسببت في أضرار جانبية طالت الدائرة المقربة من العائلة، وزادت من صعوبة التوصل إلى تسوية ودية. في المقابل، يرد طرف قريب من جولي بأن بيت هو من يطيل أمد المعركة القانونية، مطالباً بطي هذه الصفحة لإتاحة فرصة للسلام والهدوء الذي تفتقده العائلة منذ سنوات.

ورغم مرور قرابة عامين على تفجر القضية، لا مؤشرات حتى الآن على قرب تسويتها، إذ لم يعلن الطرفان أي خطوات لإنهاء النزاع خارج أسوار المحاكم. ومع كل مستند جديد يُقدم وكل شهادة تطلبها المحكمة، يبدو أن معركة النبيذ التي بدأت بزجاجة فاخرة تحولت إلى شرخ عائلي ممتد سيظل عالقاً في ذاكرة هوليوود.