فن / ليالينا

وداعاً زيزي مصطفى: رحلة امرأة صنعت مجدها بعيداً عن الابتذال

على مدى سنوات طويلة، ظل اسم زيزي مصطفى حاضرًا في ذاكرة الجمهور المصري والعربي، كواحدة من أشهر الراقصات والممثلات اللاتي تركن بصمة فنية واضحة، قبل أن تتخذ قرارًا مفاجئًا باعتزال الأضواء والتفرغ لحياتها الخاصة، وبخاصة بعد أن أصبحت أمًا للفنانة منة شلبي.

البداية من الرقص والنجومية على خشبة المسرح

ولدت زيزي مصطفى في 2 يونيو 1943 بالقاهرة. منذ صغرها، أظهرت ميلاً واضحًا للفن، وقررت أن تخوض مجال الرقص الشرقي، الذي كان في ذلك الوقت يحظى بمكانة فنية مرموقة. درست الرقص بشكل أكاديمي، وتميزت بأسلوب خاص بعيد عن الابتذال، ما جعلها محط أنظار صناع السينما والمسرح.

انطلقت في الستينيات، وبدأت تظهر على خشبة المسرح وفي الحفلات الكبرى، وشاركت في راقية أهلتها لدخول الوسط السينمائي بسهولة، حيث كانت الرقصات عنصرًا أساسيًا في أفلام تلك المرحلة.

من الرقص إلى السينما

لم يكن الرقص وحده هو ما ميز زيزي مصطفى، بل امتلكت حضورًا سينمائيًا قويًا مكنها من أداء أدوار متعددة، خاصة في أفلام السبعينيات والثمانينيات. شاركت في عشرات الأفلام إلى جانب كبار النجوم، وكانت تمزج بين الأدوار الكوميدية والجريئة والاجتماعية.

من أبرز أفلامها: العذاب فوق شفاه تبتسم، الراقصة والطبال، المذنبون، حب في الزنزانة، أنا لا أكذب ولكني أتجمل.

تألقت في مشاهد قصيرة أحيانًا، لكنها كانت تخطف الأنظار، سواء في الرقص أو في التمثيل. ولعبت دور الراقصة بمهارة دون أن تسقط في التكرار، مما جعلها من الفنانات القليلات القادرات على الجمع بين المهنتين بسلاسة.

مرحلة النضج الفني: أدوار الأم والزوجة

مع التقدم في العمر، ابتعدت تدريجيًا عن الرقص، وركزت على التمثيل، خاصة في الأدوار الاجتماعية. قدمت عددًا من المسلسلات والأفلام التي لعبت فيها دور الأم أو السيدة الحكيمة. وقد أثنى النقاد على تطورها الفني، معتبرين أن زيزي مصطفى لم تكن مجرد راقصة، بل فنانة قادرة على التجسيد والتأثير.

أم منة شلبي: خلف كل نجمة عظيمة أم قوية

بعيدًا عن الأضواء، اشتهرت زيزي مصطفى بعلاقتها القوية بابنتها منة شلبي. كانت الداعمة الأولى لها، ووقفت خلف موهبتها منذ البدايات. وعلى الرغم من شهرتها الشخصية، فإنها لم تسعَ أبدًا إلى توجيه ابنتها أو فرض رؤيتها، بل تركت لمنة حرية القرار الفني، مع الاحتضان والدعم النفسي.

منة شلبي تحدثت أكثر من مرة عن والدتها، وقالت في أحد اللقاءات: "أمي كانت سبب دخولي الفن، لكنها كانت دائمًا ترفض أن تتوسط لي. كانت تقول: الموهبة تفرض نفسها… وأنا مجرد سند، مش مفتاح باب".

الاعتزال المفاجئ لزيزي مصطفى

في أوائل الألفية، أعلنت زيزي مصطفى اعتزالها المفاجئ للفن وارتداء الحجاب، وابتعدت عن وسائل الإعلام. وبررت قرارها بأنه جاء بعد مراجعة عميقة مع النفس، مشيرة إلى أن الحياة الشخصية والعائلية أصبحت أولوية بالنسبة لها.

قالت في حوار نادر: "اكتفيت بما قدمته، وشعرت أن الوقت قد حان لأعيش بهدوء، مع ابنتي، ومع الله". اعتزالها أثار احترام كثيرين في الوسط الفني، خاصة أنها انسحبت بهدوء، دون أي حملات أو ضجيج إعلامي.

ظهور نادر واهتمام إعلامي متجدد

خلال السنوات الأخيرة، أصبحت تظهر فقط في مناسبات خاصة جدًا، أبرزها حفلات تكريم ابنتها أو عرض أفلامها الجديدة. وكان أحدث ظهور لها في أحد المهرجانات الكبرى، حيث ظهرت بالحجاب، وبدت بصحة جيدة وابتسامة راضية. وقد أثار ظهورها إعجاب الجمهور، الذي تذكّر مسيرتها الفنية الطويلة وقدم لها التحية عبر وسائل التواصل.

إرث فني وإنساني

على الرغم من أن اسم زيزي مصطفى ارتبط في بدايته بالرقص الشرقي، فإن مسيرتها لم تقتصر على ذلك. فقد استطاعت أن تبني حضورًا متنوعًا، وتنتقل بين ألوان الأداء، وتُكمل الصورة كأم فنانة موهوبة، ثم كإنسانة اختارت أن تنسحب بهدوء من عالم الأضواء.

اليوم، بعد مرور عقود على انطلاقتها، ما زال اسمها حاضرًا في ذاكرة الفن المصري، كرمزٍ للمرأة القوية، الجريئة، التي عاشت على طريقتها، وقدّمت الفن بإخلاص، ثم اختارت أن تتركه بكرامة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ليالينا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ليالينا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا