أعلنت شركة "ميديايپم" المنتجة لمسلسل عائلة شاكر باشا قرارها الرسمي بإلغاء الموسم الثاني من العمل، الذي كان من المنتظر استكماله على منصة "NOW" الرقمية خلال الموسم المقبل. جاء القرار المفاجئ بعد سلسلة من العقبات والمآسي التي لاحقت المسلسل منذ حلقاته الأولى، وصولاً إلى تعقيدات مالية وإنتاجية حالت دون استمراره.
سبب إلغاء الموسم الثاني من "عائلة شاكر باشا"
وأكدت الشركة في بيان رسمي أنها أنهت التزاماتها مع فريق العمل، وأبلغت الممثلين والطاقم بأنهم باتوا متاحين للانضمام إلى مشاريع جديدة، لتنتهي بذلك رحلة أحد أكثر المسلسلات إثارة للجدل، والذي اعتُبر منذ انطلاقه محاولة جريئة لاقتحام فترة زمنية شائكة من تاريخ الدولة العثمانية.
كشف المنتج التنفيذي فاتح أكسوي في تصريحات صحفية، أن السبب الجوهري وراء إيقاف المشروع يعود إلى الارتفاع الكبير في التكاليف الإنتاجية، خاصة أن المسلسل يتطلب ميزانيات ضخمة نظراً لطبيعته التاريخية، من حيث الديكورات، الأزياء، التصوير الخارجي في مواقع أثرية، واستخدام عدد كبير من الكومبارس.
وقال أكسوي: "بهذه التكاليف، من المستحيل أن نُنتج مسلسلاً تاريخياً في هذه الفترة. المسلسل تطلب ميزانية استثنائية لتجسيد زمن 1912 بكل تفاصيله، من الأزياء العثمانية إلى القصور الحقيقية"، وكانت الشركة تأمل في مواصلة النجاح الجماهيري الذي حققه الموسم الأول، لكنها اصطدمت بواقع اقتصادي لا يرحم في ظل أزمة غلاء تشهدها الصناعة الدرامية في تركيا، ما أدى إلى إعادة تقييم الجدوى التجارية للموسم الثاني.
مآسي متلاحقة.. من الحريق إلى الغرامات ووفاة مدير الإنتاج
لم تكن التحديات الإنتاجية هي العائق الوحيد أمام استكمال العمل، بل واجه المسلسل سلسلة من الأحداث المؤسفة والمفاجئة التي ساهمت في تعقيد المشهد.
من أبرز تلك الأزمات:
- اندلاع حريقين في مواقع التصوير بجزيرة "بيوك أدا"، ما ألحق أضراراً جسيمة بالديكور وتأخر جدول التصوير عدة أسابيع.
- فرض غرامتين من قبل هيئة الرقابة التركية (RTÜK) بسبب ما وصفته الهيئة بـ"مضامين تسيء إلى القيم العائلية التركية".
- وفاة مدير الإنتاج "سيركان سوكيان"، الشهير بلقب "تاكي"، إثر إصابته بأزمة قلبية مفاجئة نتيجة للحريق الذي لحق بديكورات العمل، وهو ما خلّف أثراً نفسياً بالغاً في فريق العمل.
كل هذه العوامل أدت إلى تراكم الضغوط المالية والمعنوية، ودفع الشركة المنتجة إلى اتخاذ قرار بإغلاق المشروع بالكامل.
قصة العمل: صدام التقاليد والتجديد في قصر شاكر باشا
يروي الموسم الأول من المسلسل، الذي عرض في منتصف عام 2025، قصة عائلة شاكر باشا الأرستقراطية، التي تعيش في جزيرة "بيوك أدا" خلال السنوات الأخيرة من حكم الدولة العثمانية، وتحديداً عام 1912، عندما كانت البلاد تعاني من التصدعات السياسية والاجتماعية.
وتبدأ القصة مع عودة الابن الأكبر "جيفاد" (جسده الممثل جيم ييغيت) من أوروبا، مصطحباً زوجته الإيطالية "أنيسي" وطفلهما، لتبدأ حالة من التوتر في القصر، مع اصطدامه بوالده "شاكر باشا" (فرات تانش)، الذي يمثل رمز السلطة والتقاليد المحافظة.
كما سلط العمل الضوء على الصراع بين الأجيال والقيم الاجتماعية، وعكس أجواء التغيير الفكري الذي بدأ يغزو الأسر العثمانية في تلك الحقبة، خاصة عبر انخراط بعض الشخصيات في الفن والثقافة الأوروبية.
طاقم عمل مميز وأداء نال إعجاب الجمهور
ضم العمل نخبة من نجوم الدراما التركية، أبرزهم:
- فرات تانش بدور الأب شاكر باشا
- فاهيديه بيرتشين بدور زوجته "إسْمت"
- جيم ييغيت أوزوم أوغلو في دور الابن العائد
- دينيز كابيَزا بدور "أنيسي"
- بالإضافة إلى مريم أوزرلي، ديفريم ياكوت، ونيلسو برفين أكتاش
وقد حظي المسلسل بإشادة واسعة على مستوى الأداء، وتميّز بجودة عالية في التصوير والإخراج والديكور، مما جعله مرشحاً للعديد من الجوائز الفنية.
جدل رقابي.. وأحفاد شاكر باشا يعترضون
أثارت قصة المسلسل جدلاً داخل الأوساط الثقافية التركية، خاصة بعد اعتراض بعض أحفاد شاكر باشا الحقيقيين على مضمون الأحداث، معتبرين أن العمل "يشوّه صورة العائلة" و"ينسب لها وقائع لا أساس لها من الصحة"، ما أدى إلى تدخل هيئة الرقابة، التي منعت عرض المسلسل مؤقتاً، قبل أن تعود وتسمح ببثه بعد تعديلات محدودة.
شاهدي أيضاً: نسليهان أتاغول تنشر صور جديدة لابنها عزيز مع زوجها
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ليالينا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ليالينا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.