في مشهد مؤثر، عاش جمهور مسرح محمد العلي في الرياض لحظات من القلق والتوتر بعد تعرض الفنان الكويتي خالد المظفر لأزمة صحية مفاجئة أثناء تأديته لأحد عروض مسرحية "ملك المسرح"، حيث اضطر طاقم العمل إلى إيقاف العرض بشكل طارئ، ونُقل المظفر مباشرة إلى المستشفى، ليتبين لاحقاً إصابته بجلطة دماغية أثّرت على قدرته في النطق والحركة.

الإرهاق والإصابة السابقة سبب التدهور

وكان المظفر، وفقاً لمصادر مقرّبة من العمل، يعاني منذ أيام من التهابات حادة في أوتار اليد، إلى جانب رعشة واضحة سبّبت له صعوبة في تحريك يده، إلا أنه رفض التوقف عن المشاركة في العرض، مصراً على استكمال مهمته الفنية أمام الجمهور السعودي، الذي استقبله بحفاوة كبيرة منذ بداية العروض في العاصمة الرياض.
هذا الإصرار والضغط البدني المتواصل تسببا في تدهور مفاجئ في حالته الصحية، ما أدى إلى تعرضه للجلطة، التي ألقت بظلالها على الأجواء العامة للمسرحية، خاصة مع تصاعد حالة القلق في أوساط زملائه ومحبيه.

تحسن تدريجي وحالة مستقرة

رغم أن الأعراض الأولية شملت صعوبة في النطق وتشنجاً عضلياً جزئياً، أكدت مصادر طبية أن خالد المظفر بدأ يتعافى تدريجياًَ بعد تلقيه العلاج المناسب، مشيرة إلى أن حالته الصحية مستقرة الآن، مع متابعة دقيقة من الطاقم الطبي المعالج.
ونشر الحساب الرسمي للفنان الكويتي أول تعليق بعد الإصابة أكد على أن الإصابات كثيرة ولكن التحديات تكون أكبر والعزيمة لا تنكسر، مؤكداً على استكماله للطريق حتى آخر نفس، لأن النجاح لا يعرف الاستسلام.
وقد أثار المنشور تفاعلاً واسعاً بين محبي الفنان، الذين انهالت تعليقاتهم بالدعاء والتمنيات له بالشفاء العاجل، ومن بينها:

• "أجر وعافية بسيطة إن شاء الله.. الله يبعد عنك أي مكروه".
• "ألف لا بأس عليك والحمد لله على سلامتك يا أخوي".
• "ربنا يحفظكم ويسعدكم.. وألف سلامة يا أبو عبدالله الخلوق المبدع".

"ملك المسرح": مسرحية عن الفن والتحدي

يُذكر أن مسرحية "ملك المسرح" التي يؤدي فيها المظفر أحد الأدوار الرئيسية، تُعد من أبرز الأعمال المسرحية الجديدة التي لاقت رواجاً جماهيرياً في الكويت والسعودية على حد سواء.
العمل من تأليف وإخراج عبدالعزيز صفر، وشارك في كتابة أغانيه محمد الشريدة، وتدور أحداثه حول فنان مسرحي قدير يعود إلى الخشبة بعد سنوات من الاعتزال، ليجد نفسه وسط تحديات جيل جديد لا يشبه زمنه، بينما يطارده ماضيه المليء بالأسرار والتضحيات.

خليط من الدراما والكوميديا

المسرحية تجمع بين الدراما المؤثرة والمواقف الكوميدية، وتنتقل بين الزمنين الماضي والحاضر، لتطرح تساؤلات حول الاستمرارية في عالم الفن، وتحديات النجومية، والبحث عن الذات من جديد. وهي رسالة رمزية عكست إلى حد كبير واقع خالد المظفر نفسه، الذي تحدى آلامه وصعد إلى المسرح رغم تعبه، في مشهد استثنائي عن الوفاء للفن والجمهور.
ويضم طاقم العمل نخبة من نجوم المسرح الكويتي، منهم: أمير مطر، سلمان كايد، مهدي دشتي، أحمد المظفر، أريج العطار، محمد صفر، إيمان فيصل، خالد العجيرب، إلى جانب خالد المظفر، الذي كان محط اهتمام وتقدير الجمهور منذ أولى العروض.

بداية المشوار في الكويت والانتقال إلى السعودية

بدأ عرض المسرحية لأول مرة في 30 مارس 2025 على أحد مسارح الكويت، وبعدها استطاعت أن تحقق نجاحاً كبيراً مما جعل صناع العمل للتفكير في توسيع جولة العروض في عدة مدن خليجية مختلفة، وكان من بينها العاصمة الرياض، التي استضافت العرض الأخير الذي شهد الأزمة الصحية للمظفر.