فن / ليالينا

بعد 50 عاماً من محاولة اختطاف الأميرة آن: الجاني يخرج عن صمته لأول مرة

في واحدة من أكثر القضايا التي أثارت ذهول في فترة السبعينيات، عاد إيان بول، الرجل الذي حاول اختطاف الأميرة آن عام 1974، إلى الواجهة من جديد، مدّعيًا في مقابلة صحفية حديثة أنه كان ضحية "خدعة كبرى"، وأنه لم يكن يقصد إيذاء أحد.

التصريحات المثيرة التي أدلى بها لصحيفة ديلي ميل في مطلع أغسطس 2025، جاءت بعد 6 سنوات من الإفراج عنه بهدوء من مستشفى الأمراض النفسية، حيث أمضى فيه عقوبة السجن مدى الحياة. والآن، يثير مجددًا عاصفة من التساؤلات، لا تقل شراسة عن تلك التي تفجّرت ليلة وقوع الجريمة.

الرصاص في قلب لندن... الأميرة آن Princess Anne تتحدى والدماء تسيل

في ليل 20 مارس 1974، كانت العاصمة البريطانية لندن على موعد مع مشهد غير مألوف. الأميرة آن، ابنة الملكة إليزابيث الثانية، كانت على متن سيارة رولز رويس فارهة، بصحبة زوجها الضابط مارك فيليبس. على طريق ذا مول، توقفت السيارة فجأة بعد أن اعترض طريقها رجل بسيارته، ونزل منها وهو يحمل سلاحًا ناريًا.

ذلك الرجل لم يكن سوى إيان بول، الذي بدأ بإطلاق النار من مسدسه، فأصاب السائق أليكس كالندر، وأصاب كذلك الحارس الشخصي جيمس بييتون، الذي حاول الدفاع عن الأميرة رغم إصابته البالغة. لم يكتف بول بذلك، بل صعد إلى السيارة محاولًا إخراج الأميرة بالقوة، وهي اللحظة التي وُصفت لاحقًا بأنها واحدة من أشجع اللحظات في تاريخ العائلة المالكة، إذ رفضت آن مغادرة السيارة، وقاومته بشجاعة.

محاولة اختطاف مقابل فدية ملكية

التحقيقات اللاحقة كشفت عن نوايا بول الحقيقية. إذ كان يخطط لاختطاف الأميرة ومطالبة العائلة المالكة بدفع فدية ضخمة قُدرت بـ £3.9 مليون، ما يعادل حوالي £40 مليون بقيمة اليوم، حسب رسائل وجدت لاحقًا كان قد كتبها بنفسه إلى الملكة إليزابيث.

لكن خطته انهارت في لحظة، حين تصادف وجود أحد المارة، ويدعى روني راسل، الذي تصرف ببسالة نادرة. وجه لكمات قوية لبول، أسقطته أرضًا، قبل أن تتدخل الشرطة وتلقي القبض عليه.

"لم تكن الأميرة آن"… رواية عبثية بعد خمسين عامًا

رغم أدلة الإدانة، والحكم عليه بالسجن مدى الحياة داخل مستشفى نفسي، فاجأ بول الجميع بتصريحاته الجديدة التي وصف فيها نفسه بأنه "رجل بريء وعاقل". وادعى أنه كان يظن أن الرصاص المستخدم كان خاليًا من البارود، وأن الفتاة داخل السيارة "ليست الأميرة آن الحقيقية"، بل شبيهة بها، وهو ما دفعه، بحسب زعمه، لتنفيذ ما وصفه بـ"الخدعة".

وزعم أن شخصًا يُدعى "فرانك"، ضابط شرطة كان يشاركه الخطة، بهدف تأليف كتاب وجني أرباح بقيمة 10 آلاف جنيه من عائداته. وفي محاولة لتبرير فعلته، قال بول:

"لم تكن تلك الأميرة آن. لا الشبه ولا الشخصية. لم تكن خائفة. بل كنت أنا من ارتجف".

بين الحقيقة والوهم: لا اعتذار ولا ندم

ما أثار الاستياء أكثر في تصريحاته، هو إنكاره الشهير لعبارة "ليس على جثتي" التي نسبت للأميرة آن أثناء محاولته إجبارها على النزول من السيارة. إذ قال إنها لم تقلها، بل همست له قائلة: "اذهب فحسب، ولن يهتم بك أحد". كما رفض الاعتذار للضحايا الذين أُصيبوا في الهجوم، معتبرًا أن الاعتذار "مضيعة للوقت".

هذا الإنكار لم يكن مستغربًا بالنسبة لكثيرين، لكنه أضاف غموضًا جديدًا لقضية بدا أنها انتهت منذ زمن، إذ تساءل البعض عما إذا كان بول يحاول اللعب مجددًا على وتر الشهرة، أم أنه ما زال أسيرًا لهلوساته القديمة.

وسام شجاعة وتكريم ملكي للمنقذين

في أعقاب الحادث، كرّمت الملكة إليزابيث جميع من ساهموا في التصدي لمحاولة الاختطاف. فقد مُنح الحارس جيمس بييتون وسام صليب جورج، أرفع وسام شجاعة مدني في المملكة المتحدة، إلى جانب تكريم خاص لكل من كالندر، وروني راسل، الذي أصبح لاحقًا أحد رموز الشجاعة الشعبية البريطانية.

في لقاء نادر عام 1980 مع المذيع الشهير مايكل باركنسون، تطرقت الأميرة آن للحادثة بأسلوب بارد وهادئ، قائلة إنها خاضت "نقاشًا" قصيرًا مع بول حول الوجهة التي يريدها، قبل أن يتدخل الآخرون. رغم خطورة الموقف، لم تظهر آن أي انفعال حينها، ما زاد من مكانتها لدى الشعب البريطاني كرمز للثبات والكرامة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ليالينا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ليالينا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا