هزّت جريمة قتل مروعة العاصمة السورية دمشق خلال الساعات الماضية، بعدما عثرت الجهات الأمنية على جثة الفنانة ديالا صلحي الوادي داخل شقتها الواقعة في حي المالكي، أحد أكثر الأحياء رقابة وتشديدًا أمنيًا.
الجريمة التي وُصفت بأنها عنيفة ومدبّرة أثارت ذهول الشارع السوري والمجتمع الفني، خاصة بعد الكشف عن تفاصيل مؤلمة حول الطريقة التي انتهت بها حياة ابنة أحد أعلام الموسيقى العربية الأكاديمية.
تفاصيل مقتل ديالا الوادي: مطاردة واقتحام وانتهاء مأساوي
وفق المعطيات الأولية الصادرة عن مصادر محلية، فإن الجريمة بدأت حينما طارد الجاني الفنانة ديالا الوادي حتى وصولها إلى باب منزلها، ليقتحم الشقة عنوة، وينفّذ جريمته بخنقها حتى الموت.
وبعد ارتكاب الجريمة، قام الجاني بسرقة مبالغ نقدية ومجوهرات من داخل المنزل قبل أن يلوذ بالفرار من موقع الحادث، تاركًا خلفه فاجعة أليمة.
التحقيقات الأولية تشير إلى أن القاتل ربما كان يتعقّب تحركات الفنانة لفترة زمنية، وهو ما دفع السلطات المختصة في فرع المباحث الجنائية إلى التوسّع في مراجعة كاميرات المراقبة في محيط المنزل، واستدعاء شهود العيان المحتملين، وذلك في محاولة للتوصّل إلى هوية القاتل ومكان اختبائه.
جريمة وسط التشديد الأمني.. كيف وقعت؟
حي المالكي، حيث وُجدت جثة الفنانة، يُعرف بكونه من أكثر مناطق دمشق رقابة وتشديدًا، لكونه يضم منازل شخصيات سياسية وفنية بارزة، وكان سابقًا مقراً لإقامة الرئيس المعزول بشار الأسد.
ورغم الحواجز الأمنية المنتشرة عند مداخل الحي ومخارجه، لم يمنع ذلك الجريمة من الوقوع، الأمر الذي أثار تساؤلات كثيرة حول مستوى الأمان، وفعالية الإجراءات الأمنية المفروضة في المنطقة.
من هي ديالا الوادي؟
ديالا صلحي الوادي، فنانة سورية تحمل الجنسية البريطانية، تنحدر من عائلة فنية وثقافية عريقة تجمع بين الشرق والغرب.
والدها هو الموسيقار العراقي الكردي الراحل صلحي الوادي، أحد أبرز أعلام الموسيقى الأكاديمية في العالم العربي، ومؤسس المعهد العالي للموسيقا في دمشق، وهو أيضًا من أسس الأوركسترا السيمفونية الوطنية السورية وساهم في تعليم أجيال كاملة من الموسيقيين.
أما والدتها فهي سينثيا، عازفة كمان بريطانية، التقت بوالد ديالا خلال دراستهما في الأكاديمية الملكية للموسيقا في لندن بين عامي 1952 و1960، حيث تخصص هو في الكمان، فيما كانت هي تدرس البيانو. وتوّجت علاقتهما بزواج مثمر أنجب ديالا، التي نشأت في بيئة فنية متعددة الثقافات، وورثت الموهبة والانفتاح منذ طفولتها.
التحقت ديالا بـ المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق، وتخرّجت عام 1986 ضمن دفعة ضمّت أسماء بارزة في المشهد الفني السوري مثل حاتم علي، غسان مسعود، ماهر صليبي، عارف الطويل، ودلع الرحبي. وبالرغم من بدايتها القوية، فضّلت ديالا لاحقًا الابتعاد عن الظهور الإعلامي، مكتفية بالمشاركة في عروض مسرحية متفرقة وبعض الأعمال التلفزيونية التي لم تكن كافية لتسليط الضوء على حجم موهبتها الحقيقية.
عُرفت ديالا بشخصيتها الهادئة والحساسة، وكانت تعيش حياة بعيدة عن الضجيج، مهتمة بالفنون والموسيقا أكثر من الأضواء والشهرة. وظلّ اسمها حاضرًا داخل الأوساط الثقافية والفنية، خصوصًا بين من تتلمذوا على يد والدها أو عرفوا إرثه الكبير.
ردود الفعل: حزن واسع
بعد انتشار نبأ مقتل ديالا، سادت حالة من الحزن الشديد في الوسط الفني السوري والعربي. ونعى عدد كبير من الفنانين الراحلة بكلمات مؤثرة، مستذكرين مكانتها العائلية والثقافية، ومشيدين بأخلاقها الرصينة. وكان من بين الناعين فنانون مثل شكران مرتجى، باسم ياخور، ماهر صليبي، قاسم ملحو، وعارف الطويل.
من جانبها، أصدرت نقابة الفنانين السوريين – فرع دمشق بيانًا رسميًا عبّرت فيه عن تعازيها الحارة لعائلة الفنانة الراحلة، مشيرة إلى أنها قُتلت خلال عملية سطو مسلح في منزلها، وقدمت التعازي باسم الوسط الفني السوري كافة.
وتواصل الجهات الأمنية تحقيقاتها بمساعدة فرق الأدلة الجنائية، وسط مطالبات متزايدة من الرأي العام ووجوه فنية بارزة بسرعة القبض على الجناة وإنزال العقوبة العادلة بهم. واعتُبرت هذه الجريمة مؤشرًا خطيرًا على تردي الأوضاع الأمنية، حتى في المناطق التي يُفترض أنها محصنة.
شاهدي أيضاً: نجوم فقدوا أولادهم في حوادث مأساوية
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ليالينا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ليالينا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.