شهدت دار مزادات بمدينة نيم الفرنسية حدثاً فنياً غير تقليدي، تمثّل في بيع قطعة نادرة من مقتنيات "ملك البوب" مايكل جاكسون، وهي جورب واحد فقط ارتداه النجم العالمي أثناء حفله الشهير الذي أقيم في مدينة نيس الفرنسية ضمن جولته العالمية "HIStory World Tour" عام 1997.

بيع جورب مايكل جاكسون

وعلى الرغم من أن التقديرات الأولية لسعر الجورب تراوحت بين 3000 و4000 يورو (أي ما يعادل 3400 إلى 4500 دولار أمريكي)، إلا أن المزاد انتهى بمفاجأة كبيرة، إذ بيع الجورب بمبلغ 7688 يورو (8822 دولاراً تقريباً)، وسط منافسة محتدمة بين هواة اقتناء التذكارات النادرة.
ما قد يبدو للبعض قطعة بالية أو حتى عديمة القيمة، هو بالنسبة لعشاق مايكل جاكسون إرث فني ثمين.

الجورب المعروض، المصنوع من القطن والمزيّن بكريستالات براقة، احتفظ ببعض آثار الغبار والبقع، إلا أن ذلك لم يقلل من قيمته. بل على العكس، كانت هذه "العيوب" دليلاً أصيلاً على استخدام جاكسون لها خلال أدائه لأشهر أغانيه.
وقد أُرفقت القطعة بشهادة تؤكد أصالتها، بالإضافة إلى تصريح دخول خلف الكواليس يعود لأحد فنيي المسرح الذين عملوا في الحفل، وهو الشخص ذاته الذي احتفظ بالجورب لأكثر من 25 عاماً، بعد أن عثر عليه ملقى بالقرب من غرف تبديل الملابس أثناء عملية تفكيك المسرح عقب انتهاء العرض.

"مون ووك" أسطوري في جورب واحد

هذا الجورب تحديداً كان جزءاً من الإطلالة الأيقونية لـ مايكل جاكسون عندما أدى أشهر أغانيه مثل "Beat It" و"Billie Jean" على المسرح. وخلال تأديته لهاتين الأغنيتين، قدّم مايكل رقصته الشهيرة "المون ووك"، التي التصقت بشخصيته الفنية منذ عام 1983، لتصبح واحدة من أكثر الحركات شهرة في تاريخ البوب والثقافة الموسيقية المعاصرة.
وبالتالي، فإن هذا الجورب لا يُعد مجرد قطعة ملابس، بل هو شاهد على لحظة موسيقية حية وموثقة، رسّخت من خلالها أسطورة جاكسون حضوره الفريد كفنان عالمي تجاوز حدود الزمان والمكان.

من الإهمال إلى الحظ السعيد

اللافت أن الجورب لم يُبع عند طرحه للمرة الأولى في مزاد بتاريخ 21 يوليو/تموز الماضي، بسبب ضعف الترويج وعدم استقطاب جمهور المزادات التقليدي لهذه الفئة من التذكارات. وأوضح أوليفييه فيرني، خبير المزادات في دار Hôtel des ventes de Nîmes، أن زوار المزاد في المرة الأولى لم يُبدوا اهتماماً حقيقياً بمقتنيات نجوم الموسيقى.
لكنه أضاف: "تلقينا في الأيام التالية عدداً كبيراً من الاتصالات من هواة جمع مقتنيات مايكل جاكسون، وبعضهم من خارج فرنسا، ما شجّعنا على إعادة عرض القطعة بعد حملة ترويجية أكثر دقة واستهدافاً". وبالفعل، أتت الخطوة ثمارها، فشهد المزاد الثاني مشاركة حماسية من مشترين عبر الإنترنت وهواة جمع تذكارات مشاهير الفن.

جاكسون في السوق العالمية

لطالما شكّلت مقتنيات مايكل جاكسون، مادة دسمة للمزادات العالمية. فقد بيعت في السنوات الماضية عدد من ملابسه الأصلية، ويؤكد خبراء المزادات أن مايكل جاكسون لا يزال يُعد من أكثر الفنانين تأثيراً وجذباً لجمهور المزادات، ويفسّرون ذلك بقدرة إرثه الفني على الاستمرار في التأثير على أجيال متعاقبة، إلى جانب الصورة الرمزية التي يحملها في الثقافة الشعبية العالمية.

ويشار إلى أن دار المزادات لم تكشف عن هوية المشتري النهائي للجورب حفاظاً على خصوصيته، لكنها أكدت أن المزاد شهد حضور مهتمين من أوروبا والولايات المتحدة واليابان، وهو ما يعكس الامتداد العالمي لجمهور مايكل جاكسون حتى اليوم.