شهدت منصات التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة جدلاً واسعاً بعد تصريحات مثيرة للجدل أطلقها البلوغر المصري عمرو بيلا، عقد فيها مقارنة غير مسبوقة بين النجم الكبير عادل إمام، الذي يُعد أحد أعمدة الفن العربي وأيقوناته على مدار أكثر من خمسة عقود، وبين التيكتوكر مريم أيمن المعروفة باسم سوزي الأردنية، الموقوفة حالياً على ذمة قضايا تتعلق بنشر محتوى خادش للحياء والمشاركة في أنشطة مشبوهة يُشتبه بأنها تضمنت عمليات غسل أموال بملايين الجنيهات.

تصريح يشعل الغضب

جاءت المقارنة في سياق حديث بيلا عن معايير النجاح في العصر الرقمي، حيث أشار إلى أن التفوق لم يعد يُقاس بالتاريخ الفني، وإنما بالأرقام التي تحققها الأعمال والمحتويات عبر المنصات.

وأثارت كلماته موجة من الانتقادات الحادة، إذ اعتبر كثير من المتابعين أن ما جاء على لسانه يُشكل تقليلاً من قيمة المسيرة الفنية لعادل إمام، الذي ارتبط اسمه بتاريخ طويل من الأعمال السينمائية والمسرحية والتلفزيونية المؤثرة، مقابل شابة لا يتجاوز عمرها 18 عاماً وتخضع حالياً لتحقيقات أمام النيابة.

عمرو بيلا بين الهجوم والدفاع

أثار تصريح عمرو بيلا استياء عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ممن نادوا بمحاسبته والتدقيق في مصادر ثروته هو الآخر، فيما شدد البعض على أن مثل هذه التصريحات تسيء لصناع المحتوى إذ استنكر رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقارنة قيمة وقامة فنية مثل الزعيم بسوزي الأردنية، بسبب عدد المشاهدات فقط.

في المقابل، ذهب آخرون إلى أن تصريح بيلا أُسيء فهمه، مؤكدين أنه كان يتحدث عن الأرقام ونسب المشاهدة فقط، لا عن القيمة الفنية أو الإرث الثقافي، إلا أن هذا التوضيح لم ينجح في تهدئة حدة الجدل، بل زاد النقاش اشتعالاً، خاصة مع تزامن التصريح مع احتفال جمهور "الزعيم" بعيد ميلاده الخامس والثمانين وتصدر اسمه محركات البحث.

تفاصيل قضية سوزي الأردنية

على صعيد متصل، كشفت جهات التحقيق المصرية عن تطورات جديدة في قضية التيكتوكر سوزي الأردنية، حيث أصدرت أوامر بالتحفظ على أموالها وحساباتها البنكية، بعد اتهامها بتحقيق أرباح غير مشروعة من خلال نشر محتوى مصور مخالف للقيم المجتمعية بهدف جذب نسب مشاهدة عالية.

وبيّنت التحقيقات أن سوزي حاولت إخفاء مصدر الأموال التي بلغت نحو 15 مليون جنيه عبر استثمارات عقارية لشراء شقق ووحدات سكنية، في محاولة لإظهارها كأرباح قانونية.

مثول أمام النيابة وقرارات حبس
أكد محامي سوزي أنها مثلت بالفعل أمام النيابة، وأنه بصدد تقديم مستندات دفاع لإثبات سلامة موقفها القانوني. وكانت نيابة القاهرة الجديدة قد أصدرت قراراً بحبسها على خلفية اتهامات تتعلق بغسل الأموال ونشر محتوى خادش، بعد إلقاء القبض عليها في منزلها بمنطقة المطرية. وأقرت المتهمة خلال التحقيقات بأنها كانت تسعى لتحقيق أرباح مالية من خلال رفع نسب المشاهدة، ليتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية بحقها.

موجة توقيفات تطال مشاهير "تيك توك"

ولم تقتصر الحملة الأمنية على التيكتوكر سوزي الأردنية فقط، بل شملت عدداً من الأسماء البارزة على المنصة، في إطار تحركات موسعة لمواجهة المحتوى المخل ومكافحة الأنشطة غير المشروعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ومن بين الموقوفين محمد خالد المعروف باسم "مداهم"، الذي تم ضبطه وبحوزته مواد مخدرة بعد انتشار مقاطع مصورة على حساباته تتضمن مشاهد مخالفة للآداب العامة.

كما طالت الحملة كلًا من "أم مكة" و"أم سجدة"، اللتين وجهت إليهما النيابة اتهامات بنشر فيديوهات احتوت على ألفاظ غير لائقة ومخالفة للقيم الأسرية، إلى جانب إساءة استخدام منصات التواصل للإضرار بالمجتمع. كذلك تم توقيف علياء قمرون، المعروفة بلقب "علياء مناديل"، بعد نشرها مقاطع مسيئة للذوق العام.

كما شملت التوقيفات بلوغر ظهرت في مقطع مصور تدّعي فيه أنها "ابنة مبارك"، حيث زعمت انتماءها لأسرة الرئيس المصري الراحل حسني مبارك، ووجهت لها الفنانة وفاء عامر اتهامات بالتشهير والترويج لأفكار مغلوطة حول تجارة الأعضاء البشرية، ليتم القبض عليها فورًا.

هذه التوقيفات جاءت ضمن سلسلة إجراءات مشددة تهدف إلى إعادة ضبط المحتوى المنشور على المنصات، والحد من انتشار المواد التي تخالف القيم والقوانين، في ظل تزايد الشكاوى والمطالبات الشعبية بضرورة فرض رقابة صارمة على ما يتم بثه عبر هذه التطبيقات.