في واقعة أثارت جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، أعلنت السلطات الأمنية في مصر عن ضبط صانع محتوى يُعرف باسم "ياسمين"، صاحب الحساب الشهير على الإنترنت "ياسمين تخلي الحجر يلين"، بعد نشر مقاطع فيديو خادشة للحياء تحمل إيحاءات جنسية صريحة. المفاجأة الكبرى تمثلت في أن "ياسمين" ليست أنثى كما روّجت لنفسها، بل ذكر انتحل صفة امرأة على مدى فترة طويلة، مستخدماً التنكر وسيلة لجذب المشاهدات وتحقيق أرباح مالية ضخمة.

انتحال صفة وخداع إلكتروني

ووفق بيان أمني، كشفت التحقيقات أن المتهم كان يتعمد الظهور عبر منصات التواصل الاجتماعي في هيئة أنثى جميلة، مستخدماً ملابس وإكسسوارات نسائية، مع الاعتماد على مؤثرات التصوير والفلاتر الرقمية لتغيير ملامحه، بهدف استقطاب المتابعين من الرجال والشباب. الهدف الأساسي من هذا التنكر، وفق التحريات، كان تحقيق أرباح من البث المباشر والإعلانات والمحتوى المدفوع، إضافة إلى استغلال شهرة الحساب في نشر محتوى يتعارض مع القوانين والأعراف.

أدلة وأجهزة وأدوات مثيرة للشبهات

عند مداهمة مكان إقامة المتهم، عثرت قوات الأمن على هواتف محمولة وأجهزة كمبيوتر محمولة (لاب توب) تحتوي على مقاطع مصورة ذات طبيعة خادشة.

فضلاً عن ضبط أدوات جنسية متعددة، وهو ما عزز الشبهات حول طبيعة الأنشطة التي كان يمارسها ويروج لها عبر الإنترنت، السلطات قررت التحفظ على المضبوطات، وإحالة المتهم إلى جهات التحقيق التي وجهت له عدة اتهامات، أبرزها: النصب والاحتيال، انتحال صفة أنثى، التشبه بالنساء في الشكل والمظهر، بث ونشر محتوى مخل وخادش للحياء، وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بما يتعارض مع القيم المجتمعية.

قرار بالحبس والتحقيقات مستمرة

قررت النيابة العامة حبس المتهم أربعة أيام على ذمة التحقيقات، مع استمرار جمع الأدلة الرقمية وتحليل المحتوى المنشور على حساباته، لتحديد مدى الضرر الذي لحق بالمجتمع والمتابعين، خاصة القاصرين منهم. كما يُنتظر أن توجه إليه اتهامات إضافية حال ثبوت تورطه في أنشطة إلكترونية أخرى ذات طابع جنائي أو مالي.

حملة أمنية موسعة ضد المحتوى المخل

الواقعة تأتي في إطار حملة أمنية مكثفة تشنها السلطات المصرية مؤخراً لملاحقة صناع المحتوى المخالفين على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة "تيك توك" و"إنستغرام" و"فيسبوك"، بعد تزايد شكاوى المواطنين بشأن انتشار محتوى يصفونه بـ"المبتذل" و"المخالف للقيم".
خلال الأيام الماضية، شملت الحملة توقيف عدد من الوجوه المعروفة على هذه المنصات، منهم "مداهم" و"أم مكة" و"أم سجدة"، حيث تواجه الأخيرة اتهامات بالتحريض على الفجور والابتزاز الإلكتروني. كما تم توقيف "سوزي الأردنية" بتهمة بث محتوى غير لائق موجه للمراهقين والقُصَّر عبر البث المباشر، وهي قضية لاقت تفاعلاً واسعاً في الرأي العام.

اتهامات تطال صانعة محتوى أخرى

ولم تقتصر الحملة على المحتوى الخادش، بل امتدت إلى ملاحقة الأخبار المضللة والادعاءات غير المثبتة. إذ أُلقي القبض على صانعة المحتوى "مروة يسري" بعد نشرها مقطع فيديو تتهم فيه الفنانة وفاء عامر بالتورط في قضايا تتعلق بتجارة الأعضاء البشرية، دون تقديم أي أدلة تثبت صحة ادعاءاتها، ما دفع النيابة لفتح تحقيق بتهمة نشر أخبار كاذبة وتشويه السمعة.

قرارات قضائية بالتحفظ على الأموال

في سياق متصل، أيدت محكمة جنايات غسل الأموال بالتجمع الخامس في القاهرة قرار النيابة العامة بالتحفظ على أموال وممتلكات عدد من البلوغرز المشاهير، بينهم "أم سجدة"، لاتهامهم بتلقي مبالغ مالية مقابل عرض محتوى وفيديوهات خادشة للحياء. القرار جاء ضمن مساعٍ أوسع لتجفيف منابع التمويل التي تُستخدم في إنتاج هذا النوع من المحتوى، ومنع استغلال المنصات الرقمية في تحقيق أرباح من أنشطة غير قانونية.
تفاعل واسع وجدال مجتمعي
القضية أثارت جدلاً واسعاً بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبر كثيرون عن صدمتهم من انتحال شخصية "ياسمين" التي كان يتابعها الآلاف ظناً أنها امرأة شابة. بعض التعليقات ركزت على خطورة استغلال الهوية المزيفة في الإيقاع بالضحايا، خاصة المراهقين، فيما رأى آخرون أن الظاهرة تكشف الحاجة الماسة لرقابة أكثر صرامة على المحتوى الإلكتروني.