أصدرت اللجنة العليا لتحقيق الجنسية قراراً يقضي بسحب الجنسية الكويتية من عدد من الأسماء، من بينهم فنانان بارزان رحلا عن الدنيا منذ سنوات، هما عبدالمحسن السهيل وعبدالرزاق إبراهيم الخلف المعروف فنياً بلقب "بورزيقه".
القرار الذي صدر في 17 أغسطس 2025 جاء ضمن مرسوم أميري أوسع شمل 363 شخصًا، إضافة إلى من اكتسبوا الجنسية بطريق التبعية، في خطوة اعتبرها مراقبون إعادة ضبط شاملة لملف الجنسية في البلاد.
الأساس القانوني للقرار
القرار استند إلى المادة (21 مكرر أ) من قانون الجنسية الكويتي، التي تتيح سحب الجنسية في حال ثبوت الحصول عليها بطرق غير مشروعة أو تقديم بيانات غير صحيحة. هذه المادة تمنح السلطات صلاحيات واسعة للتدقيق في الملفات حتى لو كان المستفيد قد توفي، إذ يمتد أثر القرار إلى أسرته ومن اكتسبوا الجنسية بالتبعية.
وهو ما يفسر إدراج اسم الفنانين الراحلين في قائمة المسحوبة جنسياتهم، رغم مرور سنوات على رحيلهما.
عبدالمحسن السهيل.. رحلة فنية وحياة انتهت بمأساة
الفنان عبدالمحسن محمد جابر السهيل المطيري وُلد في الكويت في الأول من يونيو عام 1959. بدأ مشواره الفني من المسرح في منتصف الثمانينات، ليضع بصمته سريعًا على الساحة الدرامية من خلال مشاركته في أعمال تلفزيونية ومسرحية حظيت بمتابعة واسعة.
من أبرز مسلسلاته "مدينة الرياح" عام 1988، و"عاد ولكن" عام 1989، و"العائلة" عام 1990، بالإضافة إلى التمثيلية الشهيرة "مجنون بأثر رجعي". كما شارك في أعمال مسرحية تركت أثرًا في الجمهور مثل "إنتخبوا أم علي" و"ولعها شعللها" و"لولاكي 2". امتاز السهيل بأسلوب تمثيلي يجمع بين البساطة والقدرة على تجسيد الشخصيات القريبة من المجتمع الكويتي، وهو ما جعله يحظى بمحبة جمهور واسع.
إلى جانب نشاطه الفني، كان السهيل موظفًا في الخطوط الجوية الكويتية، ثم حصل على الدكتوراه في المحاسبة عام 2003، وعمل في الهيئة العامة للاستثمار كما مارس التدريس في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب.
أما رحيله كان صادمًا للكويت، إذ توفي في حادث الطائرة المصرية المنكوبة "مصر للطيران" خلال رحلتها من باريس إلى القاهرة في 19 مايو 2016، ليصبح أحد ضحايا الكارثة الجوية التي هزت العالم آنذاك. وفاته المأساوية أنهت مشوار فنان وأكاديمي ترك وراءه ستة أبناء وزوجة مريضة كان يرافقها للعلاج في فرنسا، ليبقى اسمه حاضرًا في الذاكرة الفنية والإنسانية معًا.
عبدالرزاق الخلف "بورزيقه".. رائد الكوميديا الشعبية
أما الفنان عبدالرزاق إبراهيم الخلف المولود عام 1949، فقد ارتبط اسمه بالكوميديا الكويتية الشعبية على مدار أكثر من أربعة عقود. عُرف في الوسط الفني بلقب "بورزيقه"، وهو الاسم الذي لازمه طوال مسيرته الفنية، وجعل الجمهور يتذكره بابتسامته وحضوره الكوميدي المميز.
دخل المجال الفني عام 1977 عندما انضم إلى فرقة المسرح الشعبي، وسرعان ما أثبت نفسه كأحد الوجوه المحبوبة في الدراما والمسرح.
شارك في مسلسلات مثل "الأقدار"، و"عتيج الصوف"، و"القرار الأخير"، كما برع في المسرحيات التي شكلت علامة فارقة مثل "السندباد البحري"، "أشباح أم علي"، و"حامي الديار".
بورزيقه لم يكن مجرد ممثل كوميدي، بل كان رمزًا للبساطة وروح الدعابة التي تميزت بها الدراما الكويتية في الثمانينيات والتسعينيات.
لكن حياته لم تخلُ من الصعوبات، فقد تعرض في 2016 لحادث سير خطير بعد خضوعه لعملية قسطرة في القلب في تايلند، ما جعله على كرسي متحرك وأبعده عن الساحة الفنية. في سنواته الأخيرة، اشتكى من الإهمال وعدم تلقي الرعاية الكافية من الجهات الفنية، وصرّح مرارًا بضرورة تكريم الفنان في حياته لا بعد وفاته.
توفي في نوفمبر 2019 عن عمر ناهز 70 عامًا بعد أزمة صحية حادة، تاركًا وراءه مسيرة زاخرة بالضحكات والإبداع.
الجدل حول إدراج أسماء راحلة
إدراج اسم فنانين رحلوا منذ سنوات أثار جدلاً واسعًا في الأوساط الكويتية والعربية، إذ تساءل كثيرون عن جدوى سحب الجنسية من شخصيات لم تعد على قيد الحياة.
لكن مصادر قانونية أوضحت أن الهدف من ذلك هو تصحيح ملفات التجنيس بشكل كامل، بما يضمن معالجة أي مخالفات سابقة، مع امتداد الأثر الإداري إلى ذوي المستفيدين بالتبعية.
حملة سحب الجنسية الكويتية مستمرة
القرار جزء من حملة أوسع لمراجعة ملفات الجنسية في الكويت، وقد شمل حتى الآن 363 حالة، مع توقعات بصدور قرارات إضافية في الفترة المقبلة. هذه الإجراءات تؤكد أن الدولة ماضية في تطبيق القانون على الجميع بلا استثناء، مع التمسك بمبدأ العدالة والمساواة.
شاهدي أيضاً: خالد المظفر يستعيد ذكرى والدته بكلمات مؤثرة
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ليالينا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ليالينا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.