قامت الملكة رانيا العبدالله، بجولة ميدانية في مدينة السلط، إحدى أعرق المدن الأردنية وأغناها بالإرث الثقافي، حيث اطلعت على مشاريع مجتمعية وجمعيات نسائية تعنى بتمكين الأسر الأردنية وتعزيز دور المرأة في الاقتصاد المحلي، إلى جانب مشاريع شبابية تحافظ على الطابع التراثي للمدينة.

جمعية سيدات النهوض بالأسر الأردنية

استهلت جلالتها زيارتها بزيارة جمعية سيدات النهوض بالأسر الأردنية، حيث كان في استقبالها السيدة فاطمة النسور رئيسة الجمعية، وأعضاء الهيئة الإدارية، وعدد من المنتسبات. واطلعت الملكة على برامج الجمعية التي تركز على التدريب والتوعية وتقديم المساعدات الإنسانية للأسر الفقيرة، إضافة إلى مشاريع التمكين الاقتصادي للنساء في المنطقة، بما يسهم في تحسين مستوى معيشة الأسر الأردنية وتمكين المرأة من الاعتماد على ذاتها.

بيت خيرات السلط والحرف التقليدية

وفي ساحة العين وسط المدينة، زارت جلالتها مشروع بيت خيرات السلط، حيث التقت بمؤسسة المشروع السيدة ثائرة عربيات، التي قدمت شرحاً عن المبادرة الهادفة إلى الحفاظ على التراث المحلي وإحياء الحرف التقليدية. ومن أبرز هذه الحرف تهديب الشماغ، وهو فن تراثي أردني يعكس أصالة المجتمع وهويته الوطنية. كما التقت الملكة بمجموعة من المستفيدات من برامج التدريب، اللواتي عرضن أمامها تجاربهن في تطوير مهاراتهن وتأمين فرص عمل بالشراكة مع الجمعيات والمنظمات المحلية، إضافة إلى آليات تسويق منتجاتهن.

مقهى الأكثم: شباب يحافظون على التراث

وخلال جولتها في وسط السلط، زارت جلالتها مشروع مقهى الأكثم الذي أقيم بعد ترميم أحد أقدم البيوت التراثية المطلة على وسط المدينة. هناك التقت بالشابين المؤسسين للمشروع، أكثم وعبدالله عربيات، اللذين قدما شرحاً عن فكرة المشروع، وكيف نجحا في تحويل بيت قديم إلى فضاء ثقافي سياحي يحافظ على الهوية المعمارية للمدينة، ويستقطب الزوار من مختلف أنحاء المملكة. كما استمعت إلى خططهما المستقبلية لتوسيع المشروع وتحويله إلى مركز يدمج بين التراث وخدمات الضيافة العصرية.

إطلالة أنيقة تجمع العصرية بالتراث

إلى جانب نشاطاتها الميدانية، خطفت الملكة رانيا الأنظار بإطلالة صيفية لافتة حملت توقيع دور أزياء عالمية. فقد ارتدت قميصاً أبيض بأكمام منفوخة من دار الأزياء الفرنسية كلوي، ونسقته مع تنورة صفراء مطرزة بتصميم مستوحى من لعبة الطاولة، ما أضفى على إطلالتها لمسة فنية تعكس ارتباطها بالرموز التراثية. وأكملت إطلالتها بحقيبة باللون الكاميل وحذاء ساتان أصفر بكعب متوسط من دار برادا، أما شعرها فجاء مموّجاً طبيعياً عند الكتفين مع مكياج وردي ناعم أبرز ملامحها.

رسالة الملكة رانيا عبر "إنستغرام"

بعد الجولة، شاركت الملكة صوراً من زيارتها عبر حسابها على منصة إنستغرام، وتحدثت عن السلط وأهلها، المنشور لاقى تفاعلاً كبيراً من المتابعين الذين عبروا عن إعجابهم بروحها القريبة من الناس، وبحرصها على إبراز جماليات التراث الأردني.

لحظات عائلية للعائلة الملكية

وفي جانب عائلي إنساني، نشرت جلالتها صورة أخرى تجمعها بابنها الأصغر الأمير هاشم حيث ظهرا معاً في أجواء مفعمة بالمحبة والفخر الوطني. وأرفقت الصورة بتعليق عفوي قالت فيه: "أحلى شي بالعيد لمة العائلة.. مع حبيبي هاشم، ملاحظة هامة: تي شيرت المنتخب زي رسمي هاليومين".
وهو تعليق طريف أشارت فيه إلى قميص المنتخب الأردني الذي ارتداه الأمير هاشم، والذي بات رمزاً وطنياً بعد الإنجاز التاريخي الذي حققه منتخب النشامى بتأهله لأول مرة إلى نهائيات كأس العالم 2026.

تفاعل شعبي واسع

هذا المنشور لاقى تفاعلاً ضخماً من الأردنيين والعرب، الذين أثنوا على عفويتها ودفء شخصيتها، وأشادوا بقدرتها على الجمع بين دورها الرسمي كملكة ودورها كأم قريبة من عائلتها. كما أكد كثيرون أن كلماتها جسدت روح الفرح الوطني التي تعيشها المملكة في هذه الفترة الاستثنائية.