تحولت السجادة الحمراء لحفل جوائز الإيمي برايم تايم السابع والسبعين إلى عرض استثنائي للأزياء والاتجاهات التي قد ترسم ملامح موسم الجوائز المقبل وصولاً إلى حفل الأوسكار. بين فساتين السهرة القصيرة، والقصّات "العارية"، وهيمنة اللون الوردي، تصدّرت إطلالة النجمة الشابة جينا أورتيغا Jenna Ortega المشهد، مانحة الحفل لمسة قوطية مبهرة أعادت إلى الأذهان صوراً من كلاسيكيات السينما.

جينا أورتيغا: القوطية تلاقي "الملابس العارية"

أورتيغا، بطلة مسلسل "Wednesday"، اختارت إطلالة جريئة من توقيع "جيفنشي" استوحاها المصممون من شخصية إيزابيلا روسيليني في فيلم الموت يصبح لها عام 1992. لم يكن هناك قماش يخفي التفاصيل، بل شبكة دقيقة من اللآلئ والأحجار الكريمة التي التفّت حول جسدها بطريقة فنية، جعلت حضورها على السجادة الحمراء مزيجاً من الغموض والرقي.
النقاد اعتبروا هذه الإطلالة امتداداً لأسلوب أورتيغا الذي يوازن بين الجاذبية العصرية والطابع القوطي، بينما شبّهها آخرون بعرض أزياء سارة بيرتون لخريف وشتاء 2025 الذي استلهمت منه الإطلالة. وبذلك، رسخت الممثلة مكانتها كأيقونة للموضة على السجادة الحمراء، تماماً كما تفعل في أدوارها الدرامية.

وفي شرح الإطلالة التي أثارت الجدل فقد ارتدت جينا توباً فريداً مصنوعاً بالكامل تقريباً من الأحجار الكريمة الضخمة واللآلئ بألوان متنوعة (فضي، برونزي، خمري، كريستالي)، هذه الأحجار متصلة بسلاسل معدنية دقيقة لتغطي الجزء العلوي من جسدها بطريقة فنية، وكأنها قطعة مجوهرات ضخمة وليست ثوباً تقليدياً.

التصميم يندرج تحت صيحة "الملابس العارية" (Naked Dress Trend)، حيث يتم الاعتماد على الشفافية أو الأحجار لتغطية الجسد بدلاً من الأقمشة المعتادة، نسّقت القطعة العلوية مع تنورة سوداء طويلة ذات شق أمامي عالٍ يصل حتى الفخذ، ما منح الإطلالة توازناً بين الجرأة والفخامة.

أما المكياج جاء داكناً بلمسة درامية (عيون سموكي، شفاه داكنة)، لتعزيز الطابع القوطي (Gothic) الذي اشتهرت به أورتيغا خاصةً بعد نجاحها في مسلسل Wednesday، أما من الناحية الجمالية فقط اختارت للشعر أن ينسدل بخصلات مموجة غير مرتبة قليلاً، لإعطاء مظهر طبيعي لكن يتماشى مع الأجواء القوطية.

ليزا وتفوق اللون الوردي

إذا كانت أورتيغا قد لفتت الأنظار بالقوطية، فإن النجمة الكورية ليزا سرقت الأضواء بألوان الباستيل. فستانها الوردي من "ليفر كوتور" بدا وكأنه لوحة فنية مرسومة بضربات فرشاة لامعة، متناسقة مع جسدها وخطوط خصرها. تصميم الفستان بتفاصيله الذكية، من الكتف الشفاف حتى الذيل الخفيف، جعلها حديث المنصات الرقمية.
أكملت ليزا إطلالتها بمجوهرات "بولغاري سيربنتي"، حيث تساءل الجمهور عمّا إذا كان ظهور الثعبان يرمز إلى رمزية الموسم الأخير من مسلسل "اللوتس الأبيض"، الذي تشارك فيه.

سيلينا غوميز وبيني بلانكو.. ثنائي الأناقة الجديد

من أكثر اللحظات اللافتة ظهور النجمة سيلينا غوميز مع خطيبها المنتج الموسيقي بيني بلانكو، حيث جسّدا معاً إطلالة ثنائية متناغمة، اعتبرها المتابعون ترشيحاً مبكراً لهما على قائمة "الثنائيات الأكثر أناقة".
الثنائي الذي يستعد للزواج قريباً، حضر وهما ينسجمان تماماً على السجادة الحمراء، لتضاف إطلالتهما إلى لحظات خالدة جمعت ثنائيات أخرى مثل آدم برودي ولايتون ميستر بإطلالات من "برادا"، وميشيل ويليامز وزوجها توماس كايل باللون الأبيض المتناسق.

رسائل سياسية على السجادة الحمراء

لكن الموضة لم تكن وحدها الحاضرة في الحفل. فقد خطف الأضواء أيضاً البُعد السياسي. الممثلة ميغان ستالتر ارتدت قميصاً بسيطاً مع جينز، وزيّنت حقيبتها بملصق مكتوب بخط اليد يطالب بوقف إطلاق النار في غزة. لاقت لفتتها ترحيباً واسعاً ووصفت بأنها "أصدق تعبير احتجاجي" على السجادة الحمراء.
كذلك، ظهر الممثل الإسباني خافيير بارديم مرتدياً الكوفية الفلسطينية، مؤكداً في مقابلاته رفضه التعامل مع منظمات إسرائيلية. أما الكوميدية اليهودية هانا إينبيندر فقد اختتمت خطابها بعبارة "فلسطين حرة"، لتسجّل السجادة الحمراء لحظة بارزة في ربط الفن بالسياسة.