في تطور مثير للجدل داخل أروقة هوليوود، وجد النجم الاسكتلندي كالفن هاريس Calvin Harris، أحد أبرز منسقي الموسيقى الإلكترونية في العالم، نفسه أمام معركة قضائية مع مستشاره المالي السابق توماس سانت جون، بعد اتهامه باختلاس مبلغ ضخم يصل إلى 22.5 مليون دولار من أمواله الخاصة.

تفاصيل قضية كالفن هاريس ضد مستشاره المالي 

القضية التي بدأت تتكشف أمام المحكمة العليا في كاليفورنيا، مقاطعة لوس أنجلوس، تهدد بكشف واحدة من أكبر النزاعات المالية التي طالت مشاهير صناعة الموسيقى في السنوات الأخيرة.
ارتبط هاريس بعلاقة عمل طويلة مع توماس سانت جون استمرت منذ عام 2012 حتى أبريل 2025، إذ كان الأخير يتولى إدارة استثماراته وتقديم الاستشارات المالية له. وخلال هذه الفترة، بحسب ما جاء في الدعوى، أقنع سانت جون موكله بالاستثمار في مشروع عقاري ضخم أُطلق عليه اسم CMNTY Culture Campus، يمتد على مساحة 460 ألف قدم مربع، وكان يُفترض أن يضم استوديوهات تسجيل ومراكز للمبدعين، في خطوة وُصفت آنذاك بأنها مشروع حيوي لصناعة الترفيه في هوليوود.
لكن ما بدا وكأنه استثمار واعد، سرعان ما تحوّل إلى مصدر نزاع قانوني مرير، بعدما اكتشف هاريس اختفاء عشرات الملايين من أمواله المخصصة للمشروع.

تفاصيل الاستثمار المفقود

توضح أوراق التحكيم أن هاريس ضخ عبر شركة أنشأها سانت جون تُدعى Lewis LLC مبلغ 22.5 مليون دولار، جرى تقسيمه بين قرض بقيمة 10 ملايين دولار، واستثمار أسهم بقيمة 12.5 مليون دولار في شركة أخرى تُدعى Hollywood LLC، المسؤولة عن إدارة المشروع.
غير أن التحقيقات كشفت عن قيام سانت جون بتحويل 11.7 مليون دولار من هذه الأموال إلى شركة مختلفة تدعى Dawn & Dusk LLC، تخضع لسيطرته المباشرة، من دون تقديم أي تفسيرات أو تقارير مالية واضحة لهاريس.

غياب الشفافية وتغييرات مفاجئة

ووفقاً لمحامي هاريس، فإن النجم العالمي لم يتلقَّ أي عائدات استثمارية طوال سنوات ضخ الأموال، بل إن المشروع لم يبدأ حتى مرحلته الإنشائية. والأكثر إثارة للجدل، أن خطة المشروع تغيّرت فجأة في عام 2024 من فكرة حاضنة للمبدعين والفنانين إلى مشروع سكني ضخم يتكون من برجين بارتفاع 34 و38 طابقاً، يضم 750 وحدة سكنية، منها 90 وحدة مخصصة لذوي الدخل المحدود، وذلك من دون علم أو موافقة هاريس.
هذا التحول المفاجئ أثار شكوك فريق الدفاع عن هاريس حول نوايا سانت جون الحقيقية، معتبرين أنه استغل الثقة الممنوحة له لإعادة توجيه الأموال نحو أهداف أخرى لا علاقة لها بالاتفاق الأصلي.

دفاع المستشار المالي.. "مشروع لا يزال قائماً"

في المقابل، نفت المحامية ساشا فريد، الممثلة القانونية لسانت جون، صحة مزاعم هاريس، مؤكدة في تصريحات لمجلة فارايتي أن موكلها لم يرتكب أي مخالفات، وأن هاريس لم يكن المستثمر الوحيد في المشروع بل كان واحداً من مجموعة من الممولين. وأضافت أن النجم العالمي هو من سعى بنفسه للحصول على فرصة التطوير العقاري، مشيرة إلى أن المشروع لا يزال قائماً وتُقدّر قيمته الحالية بأكثر من 900 مليون دولار عند اكتماله.

وبررت فريد تأخر تنفيذ المشروع بظروف السوق وارتفاع أسعار الفائدة العالمية خلال الأعوام الأخيرة، مؤكدة أن العقبات الاقتصادية لعبت دوراً أساسياً في تعطيل الجدول الزمني للبناء.

القرض غير المسدد.. والعقدة القانونية

واحدة من النقاط الرئيسية التي ترتكز عليها دعوى هاريس تتعلق بالقرض البالغ 10 ملايين دولار، والذي كان من المفترض سداده بحلول 31 يناير 2025، إلا أن المبلغ لم يُدفع حتى الآن. ويؤكد محامو النجم أن سانت جون وشركاءه قدموا معلومات "محدودة ومتناقضة" بشأن مصير هذه الأموال، مما زاد من تعقيد القضية.
في المقابل، يصر فريق سانت جون على أن المبلغ جزء من التزامات المشروع المستمرة، وأن عملية السداد مرتبطة بمرحلة متقدمة من التنفيذ. ومع ذلك، تبقى الحقيقة أن أموال هاريس عالقة في مشروع لم يرَ النور بعد، ما يجعله في موقع المتضرر الأكبر حتى اللحظة.