ولد إياد الطائي في بغداد عام 1965 ودخل عالم الفن السينمائي والمسرحي والتلفزيوني عبر مسار طويل تدرج خلاله بين خشبات المسرح والقنوات التلفزيونية المحلية قبل أن يصبح واحدًا من أبرز أوجه الدراما العراقية المعروفة.
عرف عنه عمله المتواصل منذ الثمانينات والتسعينات وحتى العقدين الأخيرين، وشارك في عشرات الأعمال التي شكلت جزءًا من ذاكرة الجمهور العراقي والعربي. في أكتوبر 2025 رحل بعد صراع مع المرض، ونعت نقابة الفنانين العراقيين رحيله مثمنة ما قدّمه للساحة الفنية.
المنصات والأدوار المفصلية
تميز إياد الطائي بمرونته بين الأدوار المسرحية والتلفزيونية، ونجح في تقديم شخصيات تراوحت بين الكوميديا والدراما الاجتماعية والسياسية. من بين الأعمال التي برز فيها اسمه مسلسلات مثل السرداب ورياح الماضي وهنا بغداد، إضافة إلى مسرحيات محلية لاقت استقبالا نقديا وجماهيريا واسعًا. هذا التنوع بين الأعمال جعله ممثلاً قادراً على الوصول إلى شرائح مختلفة من الجمهور العراقي والعربي، وأكد مكانته كوجه مألوف على الشاشة.
أسلوبه الفني وبصمته على المسرح والتلفزيون
عرف عن الطائي صدقه في الأداء وعمق البناء النفسي للشخصيات التي جسدها، حيث كان يضفي على أدواره طابعًا إنسانيًا مميزًا. على خشبة المسرح مثل جيلًا ربط بين الطابع التقليدي للمسرح والبحث عن تجارب معاصرة أكثر جرأة، أما على الشاشة فكان حريصًا على أن تخدم أدواره الحبكة الدرامية وتترك أثرًا قويًا لدى المشاهد. كان حضوره واضحًا في المشاهد التي تتطلب تفاصيل دقيقة أو انفعالات داخلية، مما جعله ممثلاً ذا بصمة يصعب نسيانها.
أشهر الشخصيات وردود الفعل عليها
من أبرز الشخصيات التي قدمها دور الشيخ سلام في مسلسل وكر الذئب، إضافة إلى أدوار الأبوات المتنوعة في أعمال اجتماعية مثل مسلسل حيرة حيث جسد شخصية الأب عدنان التي أثارت نقاشًا واسعًا في الأوساط الفنية والجماهيرية.
هذه الشخصيات عكست قدرة إياد الطائي على إعطاء الشخصية عمقًا ورمزية، حتى تحولت إلى نماذج يتذكرها المشاهدون طويلاً. النقاد اعتبروا أداءه لهذه الأدوار دليلاً على قوته في التمثيل وقدرته على التحول بين أنماط مختلفة من الشخصيات.
تصريحاته في اللقاءات التلفزيونية ونبرته العامة
خلال لقاءاته التلفزيونية كان إياد الطائي يتحدث بصدق عن مهنته وعن التحديات التي واجهها في الوسط الفني العراقي. أكد أن الخدمة العسكرية في فترة شبابه وتأخر دخوله الرسمي إلى المجال الفني تركا أثرًا في تكوينه المهني، وأن التمثيل بالنسبة له ليس مجرد مهنة بل ممارسة مستمرة تحتاج إلى التزام طويل الأمد.
لم يتردد في نقد واقع الإنتاج الفني والرقابة، وأشار إلى أن غياب التمويل يمثل عقبة أمام تطور الدراما العراقية. هذه الصراحة جعلته يحظى باحترام زملائه والجمهور، لأنه لم يكن يجمّل الواقع بل كان يقدم رؤيته بوضوح وجرأة.
تأثيره على زملائه والجمهور
ترك رحيل إياد الطائي فراغًا واضحًا بين زملائه الفنانين، الذين عبروا عن حزنهم لفقدانه باعتباره شخصية مؤثرة في حياتهم المهنية والشخصية.
كان معروفًا بتقديره للنصوص وبالتزامه في الكواليس، وكان يسعى دائمًا لإخراج الشخصية التي يؤديها بأقصى قدر من الدقة والصدق.
بالنسبة للجمهور، مثل الطائي واحدًا من الفنانين الذين يعكسون صورة العراق بكل ما فيها من تنوع وتناقضات، فارتبطت أعماله بذاكرة المشاهدين الذين استعادوا مواقفه وأدواره فور إعلان خبر وفاته.
نقاط مضيئة في مسيرته وموروثه الفني
من أبرز نقاط القوة في مسيرة الطائي قدرته على المزج بين الانضباط الفني والجانب الإنساني، إضافة إلى خلفيته المسرحية التي صقلت أدواته التمثيلية ومنحته خبرة جعلت أداءه متماسكًا حتى في أصعب الأدوار.
أعماله التلفزيونية حملت بعدًا اجتماعيًا وسياسيًا مهمًا، حيث نقلت قضايا المجتمع العراقي في مرحلة ما بعد الحروب والصراعات إلى شاشة التلفزيون بطريقة فنية مقنعة. إرثه الفني سيظل مرجعًا مهمًا للجيل الجديد من الممثلين الذين يبحثون عن مثال في الالتزام والجدية.
إياد الطائي
اليوم يذكر إياد الطائي كأحد الوجوه التي كرست حياتها لخدمة المسرح والتلفزيون، ونجح في تقديم أعمال تركت بصمة عميقة في ذاكرة الجمهور.
برحيله يفتح باب للنقاش حول أهمية دعم الإنتاج الفني المحلي والحفاظ على إرث الفنانين الذين شكلوا المشهد الثقافي في العراق. لقاءاته وتصريحاته وأعماله ستبقى مرجعًا لكل من يريد فهم مسيرة فنان جمع بين التواضع والالتزام المهني، وبين حضور الشاشة وروح المسرح.
شاهدي أيضاً: نجوم ومشاهير رحلوا عن عالمنا في نفس يوم ميلادهم!
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ليالينا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ليالينا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.