تصدرت رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني Giorgia Meloni حديث وسائل الإعلام العالمية ومواقع التواصل الاجتماعي بعد مشاركتها في قمة السلام في شرم الشيخ، ليس فقط بسبب مواقفها السياسية من الأزمة في غزة، بل بسبب اللحظات غير المتوقعة التي جمعتها بكل من الرئيس الأميركي دونالد ترامب Donald Trump والرئيس التركي رجب طيب أردوغان Recep Tayyip Erdoğan.
من هي جورجيا ميلوني وتاريخها السياسي
جورجيا ميلوني سياسية وصحفية إيطالية، ولدت في 15 يناير 1977 في روما. هي أول امرأة تتولى منصب رئيسة وزراء إيطاليا، وقد تسلمت هذا المنصب في 22 أكتوبر 2022. والدها من أصول سردينية بينما والدتها من أصل صقلي، مما يمنحها خلفية إقليمية متنوعة داخل إيطاليا.
بدأت ميلوني نشاطها السياسي مبكراً، حيث انضمت في شبابها إلى «جبهة الشباب» التابعة للحركة الاجتماعية الإيطالية، وهو حزب يميني ذو جذور تاريخية متطرفة. في عام 1992 أصبحت الزعيمة الوطنية لحركة الطلاب الإيطاليين، وهي جماعة طلابية مرتبطة بالحزب المحافظ التحالف الوطني.
لاحقًا شغلت مناصب محلية، منها عضوية مجلس مقاطعة روما بين عامي 1998 و2002، ثم تولت قيادة حركة الشباب التابعة للتحالف الوطني، قبل أن تتدرج مناصبها السياسية حتى تصل إلى رئاسة الحكومة.
أبرز المواقف السياسية التي أثارت الجدل
اتهامات بالتواطؤ
في أكتوبر 2025، ورد اسم ميلوني في شكوى من منظمة مناصرة للفلسطينيين تقدمت بها إلى المحكمة الجنائية الدولية، تتهمها وآخرين في حكومتها بالتواطؤ في جرائم حرب وإبادة جماعية ضد الفلسطينيين، من خلال تقديم دعم عسكري أو تسهيلات لإسرائيل. هذه الاتهامات أثارت ردود فعل واسعة داخل إيطاليا وعلى المستوى الدولي.
انتقادات لأسطول المساعدات إلى غزة
في سبتمبر 2025 طالبت ميلوني أسطول الصمود الدولي، الذي يسعى لإيصال مساعدات إنسانية إلى غزة، بوقف مهمته فورًا، بحجة أن هذه المبادرات قد تعقد التوازن الدبلوماسي وتشوش جهود السلام. كما رفضت بعض الإضرابات العامة في إيطاليا تضامنًا مع السفن، معتبرة أنها لا تقدم دعمًا عمليًا وإنما تثير الانقسام الداخلي.
مواقف متشددة حول الهجرة والتعددية الثقافية
ميلوني معروفة بمواقفها المحافظة؛ تعارض الهجرة غير الأوروبية، وتؤكد على أهمية الهوية الوطنية والثقافة التقليدية. كما تعارض حقوق الإجهاض، والموت الرحيم، وزواج المثليين، وتصر بأن الأسرة هي التي تتكون من ذكر وأنثى. هذه المواقف تجعلها محطّ جدل لدى من يؤمنون بالحريات الفردية والتعددية الثقافية.
مشاركتها في مؤتمر قمة السلام في شرم الشيخ
في 13 أكتوبر 2025 شاركت جورجيا ميلوني في قمة السلام في شرم الشيخ بمصر، التي عُقدت بعد التوصل إلى اتفاق هدنة بين إسرائيل وحماس، وتبادل أسرى ومقاتلين، في محاولة لإنهاء الصراع الإنساني في غزة. القمة تُعرف أيضاً باسم قمة غزة للسلام.
خلال القمة التقت ميلوني بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على هامش المؤتمر لبحث تعزيز وقف إطلاق النار، وتوسيع التعاون بين إيطاليا ومصر في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والطاقة والزراعة والسياحة.
كما قالت إنها تدعم الجهود لإنشاء دولة فلسطينية، وأنها تنظر إلى إيطاليا كأحد الدول التي قد تعترف بفلسطين إذا تم تنفيذ الخطة بالكامل، وأن إيطاليا مستعدة للمشاركة في جهود الاستقرار في غزة بما في ذلك إرسال قوات شرطة إذا ورد ذلك عبر قرار دولي مناسب.
مغازلة ترامب وأردوغان لها وردود الفعل
خلال قمة السلام في شرم الشيخ وقع مشهد أثار انتباهًا واسعًا: الرئيس الأميركي دونالد ترامب وجه إلى ميلوني عبارة مدح مفاجئة في سياق رسمي قائلاً "You don’t mind being called beautiful, right؟ Because you are" بمعنى هل تمانع أن يقال إنك جميلة لأنك كذلك. العبارة استهوت وسائل الإعلام مثيرة نقاشا حول مناسبتها في اجتماع دولي سياسي.
بالإضافة لذلك، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال لها، أيضاً في نفس القمة، "You look great, but stop smoking" أي أنك تبدين رائعة لكن يجب أن تتوقفي عن التدخين، في لحظة خفيفة امتزجت بالدبلوماسية والمزاح، مما أثار اهتمامًا بسبب طبيعة العلاقة بين الزعماء في سياق رسمي.
هذه اللحظات اعتبرت مغازلة من قبل البعض أو إطراء غير معتاد في سياقات سياسية، بينما رأى آخرون أنها مفيدة لإظهار الجانب الإنساني والتقارب الشخصي بين القادة حتى في المواقف الرسمية. وجدت هذه التصريحات صدى واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي.
كيف تراعي ميلوني مواقفها واستراتيجياتها مع ترامب
ميلوني سعت لتكون “جسرًا” بين إيطاليا وأمريكا، خصوصًا مع إدارة ترامب. في يناير 2025 قامت بزيارة إلى مار-أ-لاجو حيث التقت ترامب قبل توليه الرئاسة رسميًا، وأعربت عن رغبتها في التعاون معه، وترامب وصفها بأنها امرأة “رائعة” وأنها أخذت أوروبا بعاصفة.
هي تحاول التوازن بين علاقاتها القوية مع الولايات المتحدة وبين الحفاظ على مواقف أوروبية، وتجنّب الانقسام الحاد بين أوروبا وواشنطن. ترى أن مصالح إيطاليا الوطنية تتحقق عبر الحوارات والتعاون الدولي حتى لو كان ذلك يتطلب بعض التكيف في المواقف.
جورجيا ميلوني
جورجيا ميلوني تبدو كقائدة تؤمن بأن السياسة تتضمن أيضًا عناصر الصورة والظهور الشخصي، وليس فقط الخطاب الرسمي. مواقفها من قضايا مثل فلسطين، الهجرة، الأسرة، ترتبط بأيديولوجيات قوية تحظى بمؤيدين لكن تثير معارضة قوية أيضًا، خاصة من الجهات التي ترفض الخطابات المحافظة المتشددة.
شاهدي أيضاً: سياسية مغربية تطلب ليونيل ميسي للزواج!
شاهدي أيضاً: صور مشاهير لن تصدقوا أنهم دخلوا المعترك السياسي
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ليالينا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ليالينا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.