أثار المخرج والكاتب المصري عمرو سلامة حالة من الجدل والاهتمام بعد بيانه الأخير الذي نشره عبر صفحاته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، والذي وجّه فيه رسالة مباشرة إلى الصحفيين الفنيين والجمهور بشأن مشروع فني توقّف بشكل مفاجئ ولم يكتمل.

البيان الذي جاء بصيغة قانونية وهادئة في الوقت نفسه حمل في طياته اتهامات مبطنة لإحدى شركات الإنتاج، دون أن يذكر اسمها صراحة، مما فتح الباب واسعًا أمام التأويلات والتكهنات حول هوية المشروع وطبيعة الخلاف.

البيان جاء ليؤكد أن الأزمة وصلت إلى مرحلة متقدمة من الإجراءات القانونية، وأن هناك فريق عمل كاملاً يشارك المخرج في خطوات التصعيد، في إشارة إلى أن المشكلة ليست فردية، بل جماعية وتمس عدداً من العاملين في المجال الفني.

تفاصيل بيان عمرو سلامة

قال عمرو سلامة في بيانه إنه قرر التحدث علنًا بعد تكرار الأسئلة والاستفسارات حول مشروع توقف ولم يُستكمل، مؤكداً أنه في الوقت الحالي غير قادر على الإفصاح عن التفاصيل كاملة لأسباب قانونية. وأضاف أنه يحتفظ بكل المستندات والإثباتات التي تؤكد موقفه، وأنه سيكشف عنها في الوقت المناسب.

أوضح سلامة أن الأزمة تتعلق بشركة إنتاج وصفها بأنها سيئة السمعة ولها سوابق مدانة بأحكام قضائية، وأنها لا تشبه أيًّا من شركات الإنتاج المحترمة العاملة في صناعة السينما والتلفزيون في مصر. واتهم الشركة بأنها خرجت عن أعراف المهنة وأخلّت بالتزاماتها القانونية وتعمدت التحايل على العاملين، ما تسبب في أضرار مادية ومعنوية كبيرة لفريق العمل.

البيان شدد كذلك على أن عمرو سلامة وزملاءه بصدد اتخاذ جميع الإجراءات القانونية والنقابية ضد الشركة، وأنهم يثقون في عدالة القضاء المصري ودور نقابة السينمائيين في حماية حقوق الفنانين والعاملين في المجال الفني.

نبرة حازمة ورسالة تحذيرية

اللافت في بيان سلامة هو نبرته الهادئة المدروسة، رغم ما يحمله من اتهامات خطيرة. فهو لم يذكر أسماء أشخاص أو مؤسسات بعينها، لكنه استخدم لغة قانونية واضحة تشير إلى جدية الخلاف وبلوغه مرحلة لا يمكن حلها بالطرق الودية.

كما وجه سلامة في نهاية بيانه رسالة تحذيرية إلى زملائه في الوسط الفني، داعيًا إياهم إلى الحذر في التعامل مع شركات إنتاج تتبع أساليب ملتوية وغير قانونية. وأكد أن عرض الحقائق أحيانًا ليس مجرد حق، بل واجب مهني وأخلاقي لحماية العاملين في الصناعة من الوقوع في نفس الأخطاء.

تلك الجملة الأخيرة تحديدًا أثارت اهتمامًا كبيرًا بين المتابعين، إذ فسرت على أنها تمهيد لإعلان وشيك عن تفاصيل القضية، وربما كشف أسماء أو وثائق تدين الشركة المعنية.

غموض المشروع الموقوف

حتى لحظة نشر البيان، لم يعرف على وجه الدقة اسم المشروع الذي يشير إليه المخرج عمرو سلامة. ورغم أن البعض رجّح أن الأمر قد يتعلق بعمل درامي كان قيد التحضير لموسم 2025، إلا أنه لا توجد تأكيدات رسمية.

سلامة كان قد أعلن قبل أشهر عن مشاريع متعددة قيد التطوير، من بينها فيلم يحمل طابعًا نفسيًا، وآخر يتناول قضايا اجتماعية بروح شبابية، إضافة إلى تحضير لمسلسل جديد بعد النجاح الذي حققه في أعمال سابقة مثل ما وراء الطبيعة وشيخ جاكسون، ما جعل من الصعب تحديد العمل المقصود.

بعض المصادر داخل الوسط الفني تحدثت عن توقف التصوير في أحد المشاريع لأسباب إنتاجية، بينما تحدث آخرون عن نزاع مالي بين جهة الإنتاج وبعض أفراد الفريق الفني. لكن حتى الآن، لا يوجد تصريح رسمي من الشركة المتهمة أو من أي جهة أخرى لتوضيح الصورة.

دعم واسع من الوسط الفني

البيان لاقى تفاعلًا كبيرًا من زملاء المخرج وجمهوره، حيث انهالت عليه رسائل الدعم من عدد من الفنانين والمخرجين الذين عبّروا عن تضامنهم معه، مؤكدين أن الأزمة تعكس أزمة أوسع في آليات الإنتاج في بعض الشركات الصغيرة التي تعمل دون التزام بالقوانين.

عدد من النقاد وصفوا الخطوة بأنها شجاعة، خاصة أن أغلب الفنانين يفضلون الصمت في مثل هذه المواقف خوفًا من الدخول في نزاعات قانونية طويلة أو خسارة فرص عمل مستقبلية.

خلفية عن عمرو سلامة

يعد عمرو سلامة من أبرز المخرجين في الجيل الجديد الذين نجحوا في المزج بين السينما التجارية والفكرية، وقد قدم أعمالًا حققت نجاحًا فنيًا وجماهيريًا مثل أسماء وشيخ جاكسون وما وراء الطبيعة. عرف عنه اهتمامه بالقضايا الإنسانية والاجتماعية، وبأنه من الأصوات التي تدافع عن حرية الإبداع وحقوق الفنانين.

تاريخه المهني وشهرته الواسعة جعلا من بيانه الأخير حدثًا لافتًا يتجاوز كونه خلافًا فرديًا إلى كونه قضية رأي عام داخل الوسط الفني، خاصة أنه مسّ جوهر العلاقة بين الفنان وشركات الإنتاج في مصر.