تستضيف القاهرة حدث موسيقي عالمي استثنائي عند سفح أهرامات الجيزة، حيث من المقرر أن يُعلن رسميًا عن إطلاق النسخة الشرق أوسطية من جوائز "غرامي" الشهيرة، في احتفالية تجمع بين عبق التاريخ المصري والعراقة الفنية العالمية.

حدث فني عالمي من قلب مصر

من المنتظر أن يُقام الحفل مساء الجمعة على المسرح المفتوح أمام الأهرامات، بمشاركة الموسيقار المصري عمر خيرت والنجمة اللبنانية كارول سماحة، ليكون الإعلان الأول من نوعه في الشرق الأوسط عن "جوائز غرامي الشرق الأوسط".

وسيُسجل هذا الحدث بداية مرحلة جديدة في علاقة الأكاديمية الوطنية لتسجيل الفنون والعلوم، المنظمة للجائزة، بالمشهد الموسيقي العربي.

وسيشهد الحفل حضور شخصيات رفيعة من صناعة الموسيقى الدولية، من بينهم هارفي ميسن جونيور، الرئيس التنفيذي للأكاديمية، وبانسون باناي رئيس مجلس الإدارة، وكانازاوا يوكيو، الرئيس التنفيذي لشركة "تايتان كابيتال" العالمية، إلى جانب نخبة من الفنانين المصريين والعرب وضيوف من الولايات المتحدة وأوروبا.

خطوة عربية على خريطة الجوائز العالمية

ستأتي النسخة الشرق أوسطية بعد عام واحد فقط من إطلاق "جوائز بيلبورد عربية" في الرياض، لتؤكد توجه المؤسسات الموسيقية العالمية نحو دعم التنوع الثقافي واحتضان المواهب من المنطقة.

وكشفت مصادر مطّلعة لـ"بيلبورد عربية" أن الهدف من النسخة الجديدة هو تكريم الفنانين العرب بشكل رسمي ضمن منظومة الجوائز العالمية، وتعزيز حضور الموسيقى الشرقية في المنصات الدولية الكبرى.

وسيُعلن خلال الحفل عن تفاصيل الجائزة الجديدة التي من المقرر أن تُقدَّم رسميًا عام 2026، على أن تشمل فئات خاصة تعكس المشهد الموسيقي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مثل فئة "أفضل أداء عربي عالمي" و"أفضل تعاون موسيقي عابر للثقافات".

تفاصيل الحدث المنتظر

سيجمع الحفل بين تقنيات الإضاءة الحديثة والعروض الموسيقية الحية في تجربة فنية تصهر التاريخ بالموسيقى. وسيُقدّم عمر خيرت مقطوعات موسيقية من أرشيفه الشهير، فيما ستؤدي كارول سماحة فقرة غنائية أُعدّت خصيصًا للحدث.

كما وُجهت الدعوات لعدد من النجوم العرب للمشاركة في الاحتفالية، بينهم عمرو دياب وتامر حسني وحمزة نمرة، الذي يُعد أول فنان مصري يدخل مرحلة الترشيح الأولي لجوائز "غرامي" العالمية بألبومه الأخير "قرار شخصي"، في فئتي "أفضل ألبوم عالمي" و"أفضل أداء عالمي".

توضيح حول الجدل الإعلامي

تداولت وسائل إعلام عربية وأجنبية خلال الأيام الماضية أنباء عن إقامة الحفل العالمي لجوائز "غرامي 2025" في مصر، إلا أن الأكاديمية المنظمة أوضحت عبر موقعها الرسمي أن الترشيحات النهائية ستُعلن في 7 نوفمبر المقبل عبر بث مباشر على قناتها في "يوتيوب"، وأن الحفل السنوي سيُقام في فبراير 2026 بمدينة لوس أنجليس.

وأكد مصدر من إدارة الحدث في القاهرة أن فعالية الأهرامات لا ترتبط بالحفل العالمي نفسه، بل تُقام تحت إشراف الأكاديمية بهدف إطلاق النسخة العربية المستقلة، لتكون بوابة رسمية أمام المبدعين العرب نحو المشاركة في منظومة الجوائز العالمية.

الأهرامات تتألق بالموسيقى

سيُقدَّم الحدث في أجواء فنية مبهرة، حيث تتناغم الأضواء مع الألحان لتعيد إحياء روح الحضارة المصرية القديمة في قالب موسيقي حديث.

وسيُقام عرض ضوئي يروي عبر الصوت والصورة رحلة الموسيقى من المعابد القديمة إلى المسارح العالمية، في مشهد بصري يدمج التاريخ بالفن الحديث أمام أنظار مئات الضيوف من أنحاء العالم.

وفي بيان رسمي، أوضحت الأكاديمية المنظمة أن "اختيار الأهرامات لعقد هذا الحدث يأتي تقديرًا لرمزية المكان وعمقه التاريخي، وللتأكيد على أن الموسيقى لغة تتجاوز الحدود الجغرافية والثقافية".

جوائز "غرامي" العالمية

يتزامن هذا الحدث مع استعداد الأكاديمية لإطلاق دورتها الـ68 في لوس أنجليس مطلع فبراير المقبل، مع تحديثات جديدة تشمل فئة "أفضل غلاف ألبوم" وتوسيع معايير الأهلية لتشمل الأعمال المباعة عبر المنصات الرقمية ومواقع الفنانين.

كما أعادت الأكاديمية تسمية جائزة "أفضل ألبوم موسيقى ريفي" إلى "أفضل ألبوم موسيقى ريفي معاصر"، واستحدثت فئة للألبومات الريفية التقليدية.

وبهذه الخطوة المرتقبة، تستعد مصر لتسجيل فصل جديد في تاريخ الموسيقى العربية، حيث سيتحوّل سفح الأهرامات إلى منصة تُعلن انفتاح العالم على الإبداع الشرقي. وسيكون "غرامي الشرق الأوسط" حدثًا يؤرخ لمرحلة جديدة من التكامل الثقافي بين الفن العربي وصناعة الموسيقى العالمية.