في إنجاز جديد يكرّس حضوره كأحد أنجح الأعمال التركية لهذا الموسم، توّج مسلسل "المدينة البعيدة" (Uzak Şehir) بجائزة أفضل مسلسل درامي خلال حفل جوائز جامعة حاجي تيبيه في أنقرة، بعد أن تفوق على أبرز الإنتاجات التركية المنافسة من حيث نسب المشاهدة والتفاعل الجماهيري.

"المدينة البعيدة" يحصد جائزة 

وجاء هذا التكريم تتويجاً لمسيرة فنية ناجحة للعمل الذي دخل موسمه الثاني بقوة، محققاً نسبة مشاهدة غير مسبوقة بلغت 16.31 نقطة في حلقته الرابعة والثلاثين التي عُرضت مساء الإثنين الماضي، بينما حقق ملخص الإعادة رقماً قياسياً وصل إلى 10.12 نقطة، ليؤكد أن العمل أصبح حالة جماهيرية خاصة في تركيا وخارجها.

مسلسل يواصل التميّز والصدارة

المسلسل المقتبس من القصة الأصلية للدراما العربية الشهيرة "الهيبة"، استطاع بذكاء أن يطوّر خطوطه الدرامية لتتناسب مع المزاج التركي دون أن يفقد روح العمل الأصلي.

الحلقة الرابعة والثلاثون، التي عرضت على شاشة Kanal D في 20 أكتوبر 2025، كانت نقطة تحوّل مصيرية في أحداث العمل، إذ حملت عنوان “الحياة تمنح فرصة أخيرة”، شهدت الحلقة تصاعداً درامياً مكثفاً حين يعلن الطبيب يالتشين أن بوران يعيش بكلية واحدة، وأن حياته مهددة إن لم يخضع لعملية زرع عاجلة. وفي لحظة إنسانية فارقة، يُظهر جيهان استعداده للتبرع بكليته، لكن المفاجأة تأتي عندما يكتشف الأطباء إصابته بتمدد خطير في الأوعية الدموية يمنعه من إجراء العملية، عندها، تتخذ عليا القرار الصادم والجريء بالتبرع بكليتها لإنقاذ بوران، في مشهد ترك أثراً بالغاً لدى المشاهدين، واعتبره النقاد من أقوى اللحظات الدرامية في الموسم لما حمله من تضحية وإنسانية.

عليا بين الماضي والحاضر

مشهد تبرع عليا جسّد ذروة التحول في شخصية البطلة التي تعيش صراعاً داخلياً بين حبها لجيهان ومسؤوليتها تجاه بوران، وقدمت الممثلة سينام أونسال أداءً مؤثراً تميز بالهدوء العاطفي والصدق، في حين تألق أوزان أكبابا في تجسيد مشاعر العجز والذنب، ما جعل المشاهد يعيش التوتر ذاته الذي سيطر على الشخصيات.
ووصف أحد النقاد أداء الثنائي بأنه أداء خالٍ من المبالغة، يعتمد على لغة العيون وحركة الجسد أكثر من الحوار، وهي النقطة التي منحت المشهد عمقاً إنسانياً حقيقياً وجعلته يتصدر حديث الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي.

صدقات تعود.. والدراما تستعيد توازنها

من جهة أخرى، شهدت الحلقة عودة صدقات إلى الأحداث بعد خروجها من السجن، لكن هذه العودة كانت مشبعة بالانكسار والندم.
بدت الشخصية أكثر هدوءاً وتقبلاً لمصيرها، خصوصاً بعد أن منعتها عليا من رؤية جيهان وبوران حتى تعافيهما الكامل. هذا الموقف أثار تعاطفاً كبيراً مع صدقات بين المشاهدين، فيما رأى بعض النقاد أن قرار عليا أعاد التوازن إلى القصة بعد أسابيع من الفوضى والصراعات القانونية، ليعيد الدراما إلى جوهرها الإنساني.

إعلان الحلقة 35 يشعل الحماس

مع ختام الحلقة، بثّت القناة المقطع الدعائي للحلقة 35، والذي زاد الترقب بين الجمهور بعدما ظهر بوران في المستشفى بين الحياة والموت، بينما تقف عليا وجيهان على طرفي نقيض من الصراع، وأرفق الإعلان بجملة مثيرة: “المدينة ستستيقظ على قرار لا عودة منه”، ما أثار تساؤلات الجمهور حول من سيدفع الثمن هذه المرة، ومن سيختار القدر نجاته.

خلفية تمهّد للكارثة

تأتي هذه التطورات بعد سلسلة من الحلقات المشحونة بالتوتر، لا سيما الحلقة 33 التي كشفت فيها صدقات مؤامرة قانونية كادت تدمر حياة عليا بالكامل. تلك الخلفية جعلت من الحلقة 34 ذروة جديدة في البناء الدرامي، إذ أعادت ترتيب القوى وأعطت الشخصيات أبعاداً أكثر نضجاً، خصوصاً مع ظهور التضحية كقيمة محورية في تطور الأحداث.