كتب : جمال عبد الناصر
الثلاثاء، 04 نوفمبر 2025 10:00 صفي كل عام، ومع قدوم عيد الحب المصري في الرابع من نوفمبر، لا يكتمل الحديث عن العاطفة والرومانسية دون أن نستعيد حكايات الحب التي صنعتها الدراما المصرية، تلك التي سكنت القلوب وأصبحت جزءًا من الذاكرة الجمعية للمشاهدين، فالفن المصري لم يكن يومًا مجرد مرآة للواقع، بل كان مرآةً للعاطفة، وصدى لنبض القلب الإنساني في كل مراحله.
من مسلسل "غوايش" الذي جسّد قصة حب تتحدى الطبقية والمجتمع، إلى " نصف ربيع الآخر" الذي جعل من الحنين والفقد مساحة درامية رقيقة، وكانت الدراما المصرية دائمًا تكتب رسائلها على الورق والوجدان معًا.
في "حديث الصباح والمساء" ، تنقلت الكاميرا بين الأجيال لتقول إن الحب لا يموت، بل يتبدّل شكله مع الزمن ويظل جوهر الإنسان الأبدي، أما المسلسل الذي لا يُذكر الحب في الدراما المصرية إلا واستُحضر معه حب من نوع مختلف هو مسلسل " لن أعيش في جلباب أبي"، حيث رسم نور الشريف وعبلة كامل في دوري عبد الغفور البرعي وفاطمة كشري، نموذجًا لحب صادق واقعي لا يقوم على الرفاهية ولا الافتتان اللحظي، بل على الوفاء، والتكامل، والصبر المشترك على قسوة الحياة، وتلك العلاقة كانت بمثابة مدرسة في الحُب الشعبي، البعيد عن الزخارف، القريب من القلب، ولم تخلُ الدراما من قصص أخرى لا تقل عمقًا، مثل قصص حب كثيرة جمعتها حلقات مسلسل " هوانم جاردن سيتي" ، فضلًا عن العلاقات الرومانسية التي نسجها الكاتب أسامة أنور عكاشة في أعماله مثل " الشهد والدموع" و" زيزينيا" ، و" الحب وأشياء أخري " حيث كانت مشاعر الأبطال دومًا مزيجًا من الواقعية الشعرية، والبحث عن الذات من خلال الحب.
الحب في الدراما المصرية
الحب فى الدراما المصرية لغة حياة تعيد تعريف الإنسان أمام نفسه
وهكذا، لم يكن الحب في الدراما المصرية مجرد مشهد أو حوار، بل كان لغة حياة تعيد تعريف الإنسان أمام نفسه، وفي كل عمل من هذه الأعمال، نكتشف أن الحب لا يموت مع الزمن، بل يتحوّل إلى ذاكرة جماعية تحفظها الشاشة وقلوب المشاهدين.
ومع تبدّل الزمن وتغيّر الإيقاع الإنساني، ظلّ الحب حاضرًا في الدراما المصرية، وإن تبدّلت ملامحه، ففي المسلسلات الحديثة مثل " وبينا ميعاد" أو  " إلا أنا " ثم " أزمة منتصف العمر" و" سابع جار" فقد اتخذ الحب شكلاً أكثر واقعية ونضجًا، يعكس قلق الإنسان المعاصر وتحديات الحياة اليومية، بعد أن كان في الماضي حلمًا شفافًا ينسج الخيال خيوطه، فأصبحنا نرى الحب بين رجل وامرأة تخطّيا الشباب لكن لم يفقدا الشغف، أو حبًّا يتحدى الخيانة والخذلان ويبحث عن التوازن في زمن السرعة، ورغم اختلاف الأجيال والأساليب، يبقى خيط الحب هو النبض الذي لا ينقطع في الدراما المصرية، وهو ما يجعل الإنسان أكثر صدقًا مع نفسه، وأكثر جمالًا في عيون الحياة.
 
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
