فن / ليالينا

القصة الكاملة لأزمة : معلومة خاطئة واعتذار

أثار الفنان المصري ياسر جلال جدلاً واسعاً خلال الأيام الماضية بعد كلمة ألقاها في ختام الدورة الثالثة عشرة من مهرجان وهران للفيلم العربي بالجزائر، تضمنت معلومة غير دقيقة حول مشاركة قوات جزائرية في حماية المصريين بعد حرب عام 1967، قبل أن يعتذر عنها لاحقاً في مقطع مصور نشره عبر حسابه الرسمي على إنستغرام.

الواقعة التي بدت في بدايتها حديثاً عاطفياً عن تضامن عربي قديم، تحولت سريعاً إلى أزمة إعلامية وتاريخية دفعت الفنان للاعتذار العلني وتوضيح مقصده الحقيقي.

القصة الكاملة من كلمة تكريم إلى جدل واسع

خلال كلمته في المهرجان، قال ياسر جلال إن والده الراحل أخبره أن أرسلت قوات صاعقة بعد حرب 67 لحماية المواطنين المصريين في ميدان التحرير، إثر انتشار إشاعة وقتها عن إنزال إسرائيلي وأعمال تخريبية في وسط القاهرة.
رواية الفنان المصري بدت في البداية تعبيراً عن مشاعر الامتنان والتقدير للعلاقات التاريخية بين الشعبين، إلا أن عدداً من الباحثين والمؤرخين سارعوا إلى نفي صحة هذه المعلومة، مؤكدين عدم وجود أي وثائق أو أدلة رسمية تدعمها.

وانتشرت المقاطع المصورة من كلمة التكريم بسرعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبدأت صفحات عديدة في مناقشة صحة الرواية، قبل أن تتحول إلى محور نقاش واسع في الإعلامين المصري والجزائري.

الاعتذار الرسمي وتصحيح المعلومة

بعد تصاعد الجدل، خرج مساء الإثنين عبر على حسابه الرسمي في إنستغرام ليعتذر عن ما قاله في المهرجان، موضحاً أنه نقل القصة كما رواها له والده، لكنه تراجع عنها بعد أن علم من المتخصصين أنها غير دقيقة.

وقال في المقطع إن من الوارد أن يكون قد اختلط الأمر على والده، ولم يكن الموضوع دقيقاً بالنسبة له، وأضاف أنه عندما استمع لآراء المتخصصين الذين أكدوا أن المعلومة خاطئة، وجد من واجبه الاعتذار عنها.

وأكد ياسر أن نيته كانت سليمة، وأن الهدف من القصة هو إبراز وحدة الشعوب العربية وتاريخ التضامن، لا إثارة الجدل أو التلاعب بالمعلومات. وأوضح أنه فخور بكل الناس الغيورة على وعلى الجيش المصري، كما حذف كلمته الأصلية من حسابه وكذلك المنشور الذي تضمن مقطع التكريم في مهرجان وهران.

خلفيات الأزمة وحساسيتها

ما جعل الأزمة أكثر حساسية هو أن الرواية تناولت حدثاً تاريخياً مرتبطاً بعلاقات بلدين عربيين كبيرين، ما فتح الباب أمام تفسيرات متباينة. فالبعض رأى أن ما قاله الفنان جاء بدافع حسن نية وتقدير للجزائر، بينما اعتبر آخرون أن الخطأ التاريخي في مناسبة رسمية كان يمكن أن يفهم بشكل خاطئ سياسياً أو إعلامياً.

التاريخ العسكري بين مصر والجزائر معروف بتعاونٍ وثيق،  إلا أن حادثة ميدان التحرير عام 1967 التي تحدث عنها ياسر جلال لا وجود لها في السجلات العسكرية أو الوثائق الرسمية، وهو ما أكده عدد من الخبراء والمؤرخين عبر وسائل الإعلام.

تفاعل الجمهور وموقف الإعلام

تفاوتت ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي بين من اعتبر أن الخطأ بسيط لا يستحق كل هذا الجدل، وبين من شدد على ضرورة تحري الدقة في المعلومات التاريخية خاصة حين تصدر عن شخصية عامة.
في المقابل، لقي اعتذار ياسر جلال إشادة واسعة، إذ رأى كثيرون أنه تصرف بمسؤولية وشجاعة، مؤكدين أن الاعتراف بالخطأ فضيلة نادرة في الوسط الفني.

الإعلام المصري بدوره تناول الواقعة بتركيز كبير، حيث خصصت عدة حوارات مع مؤرخين لتوضيح حقيقة العلاقة التاريخية بين مصر والجزائر، في حين ركزت الصحف الجزائرية على ترحيبها باعتذار الفنان وتأكيدها على عمق العلاقات الأخوية بين الشعبين.

أزمة ياسر جلال

أعادت هذه الواقعة تسليط الضوء على أهمية الدقة والمسؤولية في نقل المعلومات، خصوصاً عندما تصدر عن شخصيات مؤثرة أمام جمهور واسع. فالكلمة التي تقال بحسن نية يمكن أن تخلق جدلاً واسعاً إذا افتقرت للتوثيق.

كما أبرزت الأزمة جانباً إيجابياً في تعامل الفنان مع الموقف، إذ بادر بالتصحيح دون تبرير أو إنكار، مقدماً نموذجاً يحتذى به في الاعتذار العلني والشفافية.

واعتبر الجمهور أن هذه التجربة، بتصريحات الفنان المصري في مهرجان وهران،  تذكيراً بأهمية التحقق من المعلومات التاريخية قبل استخدامها في الخطاب العام، حتى لو كانت مأخوذة من روايات شخصية أو عائلية.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ليالينا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ليالينا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا