فن / اليوم السابع

محمود عبد العزيز.. مدرسة الصدق الفنى ورحلة فنان صدق ما قدم

"أنا ما بحبش أمثل، أنا بحب أعيش جوة الشخصية يمكن عشان كده الناس بتصدقني" لعل تلك المقولة لمحمود عبد العزيز كانت هي السر وراء كونه مدرسة فنية متكاملة، فمحمود عبد العزيز لم يكن نجما سينمائيا فحسب، بل حالة استثنائية، حالة من الممكن ألا تتكرر في السينما المصرية بل والعربية مرة أخرى؛ فعندما يتقمص الشخصية تجده يذوب فيها وفي تفاصيلها؛ ويجعل الجمهور ينسى للحظة أنه أمام ممثل، وهذه العبقرية قد ظهرت بوضوح في العديد من الأدوار في تاريخ الدراما والسينما المصرية، وخلال السطور التالية نستعرض بعض الشخصيات التي قدمها محمود عبد العزيز بعبقرية متناهية.

 

قدم محمود عبد العزيز شخصية الطبيب المثقف الذي يجد نفسه متورطًا في تجارة المخدرات

فمثلا دوره في العار، نجده قدم شخصية الطبيب المثقف الذي يجد نفسه متورطًا في تجارة المخدرات مع إخوته بعد وفاة والده، ببراعة شديدة، نقل لنا الصراع الداخلي بين ضميره المهني والأخلاقي وبين الإغراءات التي تحيط به، مستخدمًا لغة الجسد ونظرات العين كوسيلة تعبير أقوى من أي حوار، كان أداءه مزيجًا من الهدوء المريب والتمزق الإنساني، ليترك بصمة لا تنسى  في ذاكرة السينما المصرية.

أما في الكيت كات، هذا الفيلم العظيم والذي يعد من أهم الأفلام في السينما المصرية، ولعل السبب الذي وضعه في هذه المكانة أن محمود عبد العزيز هو الذي قدم دور بطولته، وهو واحدًا من أعظم الأدوار في تاريخ الفن العربي بشخصية الشيخ حسني الكفيف الذي يعيش في حي شعبي، لكنه يرى الحياة بعمق أكثر ممن حوله، كان محمود عبد العزيز في هذا الدور شاعرًا قبل أن يكون ممثلًا؛ جعلنا نضحك ونبكي في اللحظة نفسها، وجعلنا نؤمن أن الكفيف يمكن أن يرى ببصيرته أكثر من المبصرين. هذا الدور تحديدًا كشف عن مدى مرونة موهبته وقدرته على التنقل ببساطة بين التراجيديا والكوميديا دون أي تصنّع.

 

 رأفت الهجان وضع محمود عبد العزيز في مكانة الأسطورة

وفي الدراما له العديد من الأدوار العظيمة منها رأفت الهجان الذي جاء ليضعه في مكانة الأسطورة، هذا الدور الذي تحول إلى أيقونة وطنية، لم يكن مجرد شخصية استخباراتية بل كان تجسيدًا لمعاني الانتماء والذكاء والتضحية، فقد أبدع محمود عبد العزيز في رسم تفاصيل الشخصية، ليشعر كل واحد من شعب أنه يتمنى لو كان مكانه، وذلك من طريقة حديثه وحركاته إلى انفعالاته الصادقة حين يعيش بين عالمين متناقضين. جعل الجمهور يصدّق أنه رأفت الهجان حقًا، وأنه رجل حقيقي عاش تلك القصة البطولية.

وفي فيلم الساحر، عاد ليقدم شخصية مختلفة تمامًا، تجمع بين الغموض والواقعية، جسد الرجل الشعبي الذي يعيش بين الناس ويملك قدرة غامضة على لمس أرواحهم والتأثير فيهم، فى دور يحمل عمقًا فلسفيًا عن الحياة والموت والقدر، أما في مسلسل "محمود المصري"، فقد رسم ملامح رجل عصامي بدأ من الصفر حتى صار أحد رموز النجاح في مجاله، مقدّمًا درسًا في الإرادة والتحدي.

ما يميز محمود عبد العزيز عن غيره أنه لم يكرر نفسه يومًا، وكان يصدق كل ما يقدم، وكأن الشخصيات تلبسه، كل دور له كان عالمًا خاصًا، بروح جديدة وتفاصيل مختلفة، فمحمود عبد العزيز جعل الفن رسالة تُقدَّم بصدق ووعي.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا