أشعلت المغنية الأمريكية الشهيرة بيلي إيليش موجةً واسعة من الجدل بعد هجوم مباشر وغير مسبوق على رجل الأعمال والملياردير الأمريكي إيلون ماسك، متهمة إياه بامتلاك ثروة هائلة لا تُستخدم في خدمة القضايا الإنسانية أو تقديم حلول حقيقية لمعاناة البشر.

تصريحات إيليش التي جاءت عبر منشورات مكثفة على خاصية القصص في حسابها على إنستغرام، سرعان ما أصبحت حديث الصحافة العالمية ومواقع التواصل الاجتماعي، ليس فقط بسبب حدّة لهجتها، بل لأنها تعكس اتساع الفجوة بين النجوم الشباب والمليارديرات في ما يخص المسؤولية الاجتماعية.

بيلي إيليش تصف إيلون ماسك بألفاظ حادّة

بدأت القصة عندما أعادت إيليش نشر مجموعة من الصور والتحليلات التي تستعرض سيناريوهات محتملة لكيفية استثمار جزء بسيط من ثروة ماسك في دعم قضايا عالمية كبرى، مثل القضاء على الجوع والأمراض، إعادة إعمار غزة، حماية الأنواع المهددة بالانقراض، وتمويل برامج التنمية المستدامة. الصور كانت مُرفقة بأرقام ودراسات تشير إلى التأثير الضخم الذي قد يتركه أي تبرع من ملياردير واحد بحجم ماسك.

لكن ردّ إيليش لم يكن مجرد مشاركة لمحتوى تحليلي، بل أرفقته بتعليقات شديدة اللهجة، منتقدة ما وصفته بـ"تراكم الثروة دون أي هدف إنساني واضح". وبلغت حدّة تصريحاتها ذروتها حين وصفت ماسك بعبارات قاسية مثل: "الجبان والحقير المثير للشفقة"، في إشارة إلى الطريقة التي يدير بها ثروته الضخمة، معتبرةً أن امتلاك المليارات دون توجيهها لخدمة المجتمع "أمر غير مبرر ولا يُعبّر عن أي فخر أو إنسانية".

توقيت حساس… وخلفيات اقتصادية

جاء هجوم إيليش في وقت تتحدث فيه تقارير أمريكية عن قرب حصول ماسك على أضخم حزمة تعويضات في تاريخ الشركات، ضمن اتفاقية قد تصل قيمتها إلى تريليون دولار خلال عشر سنوات إذا حققت تيسلا أهدافها السوقية.

هذا الرقم الضخم بدا كافيًا لإشعال موجة انتقادات جديدة حول تركّز الثروة في يد عدد محدود من الأشخاص، وهو ما جعل تصريحات إيليش تبدو جزءًا من موجة عالمية أوسع تطالب بمحاسبة المليارديرات على استخدام ثرواتهم.

رسالة إيليش: "تبرعوا… لا تكتنزوا"

الهجوم لم يقتصر على منصة التواصل الاجتماعي، بل حملته المغنية معها إلى حفل وول ستريت جورنال للمبتكرين لعام 2025، حيث تسلّمت جائزة “المبتكر الموسيقي”.

في خطابها أمام صف من كبار رجال الأعمال، بينهم مارك زوكربيرغ وشخصيات بارزة في وادي السليكون، قالت إيليش بصوت حاسم: "نعيش في عالم يزداد قسوة وظلامًا. الناس يحتاجون إلى التعاطف والدعم أكثر من أي وقت مضى. إذا كنت تملك المال… استخدمه لمساعدة غيرك".

وأضافت بلهجة لاذعة موجّهة كلامها للمليارديرات الذين حضروا الحفل: "أحبكم جميعًا، لكن بعض الحاضرين يملكون أموالًا أكثر بكثير مني، إذا كنت مليارديرًا، فلماذا تحتاج كل هذا المال؟ تبرعوا بأموالكم."

الكلمات كانت صادمة للبعض، لكن الغالبية استقبلتها بالتصفيق، خاصة أن إيليش لم تكتفِ بالانتقاد… بل قدّمت نموذجًا عمليًا.

تبرع ضخم من إيليش: 11.5 مليون دولار

كشفت المغنية البالغة 23 عامًا أنها تبرعت شخصيًا بمبلغ 11.5 مليون دولار من أرباح جولتها الأخيرة Hit Me Hard and Soft، لدعم عدد من المنظمات الإنسانية في مجالات:

• العدالة الغذائية
• العدالة المناخية
•  تقليل انبعاثات الكربون
• مكافحة أزمة المناخ
• دعم مجتمعات الفئات الضعيفة

وقد أثار إعلانها موجة إعجاب واسعة، إذ رأى المتابعون أنها بهذا التصرف تؤكد أن رسالتها ليست للمزايدة، بل هي ممارسة فعلية لقيم تؤمن بها.