فن / اليوم السابع

آسر أحمد يكتب: زنقة مالقة.. مرحباً بالأفلام المغربية داخل مهرجان القاهرة السينمائي

دائما عند مشاهدة عمل فني، يمكنك الشعور بإحساس واحد او اثنان ونادراً ما تحصل على الشعور الثالث، فإذا كان الفيلم رومانسي تعيش أجواء سعادة الاحباب ويفتر قلبك فراقهما، او إذا كان عمل كوميدي فأنت تعيش أجواء الضحك وكذلك باقي الأنواع، ولكن هناك اعمال تقف امامها مضطرب المشاعر كونها تحتوي علي عدد لا نهائي من الاحاسيس والمشاعر المتناقضة فتضحك وتبكي وتقلق وتنتشي بالانتصار والمغامرات التي ترفع مستوي الادرينالين لدي المشاهد، وهذا ما شعرت به بمشاهدتي "زنقة مالقة" العمل المغربي الذي شارك في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ 46 المقامة حاليا دار اروقه دار الأوبرا المصرية.

الفيلم الذي يحتوي على قصة تلامس كل شخص علي كوكب الأرض، وهي قصة الوحدة، وهو الشعور الذي قررت تلخيص العمل فيه، واثناء مشاهدتي للفيلم راودني الشعور الأقسى الذي ينتاب الكثير منا، وهو الوحدة، ولكنها الوحدة التي لم تختارها، كون البطلة أم، فهي لديها من يرافقها، ولكن على عكس ارادتها ورغبتها قررت ابنتها الهجرة وتركها وحيدة، ولم تكتفي بذلك ولكنها قررت العودة الي والدتها ولكن ليس فقط لتكون بجوارها وتصلح ما افسدته بمغادرتها وقسوتها عليها؟ ولكن عودتها لسلبها كل ما تملك وتركها وحيدة وشريدة في الشارع، وهو ما لم تستجب له الام التي قررت المحاربة حتى ، وليس فقط المحاربة التي تفقد فيها ابنتها ولكن هي محاربة "مغلفة" بمحاولات للنجاة من الواقع المفروض عليها.

فيلم زنقة مالقة، جعلني استعيد مشاعري المفجعة التي تراودني من حين لآخر وهي ماذا إذا كانت الوحدة هي نصيبي من الحياة في عمر الشيخوخة؟ وكيف سيبدو العالم آنذاك؟ وهل سننجو من تلك الحياة ونحن مازلنا بنفس هيئتنا التي أحببناها في انفسنا واحبها الناس فينا؟ والكثير والكثير من المشاعر، واذا كانت كل تلك المشاعر ظهرت وانا جالس اشاهد عمل سينمائي فحتماً هو عمل لا يختلف عليه اثنان محبان للسينما ويدركان أهمية تلك الاعمال في الفترة الحالية التي تعد الأصعب في تاريخ الصناعة بعد ان أصبحت الاعمال التجارية هلي الهدف الأول للشركات وأصبحت تلك الاعمال النادرة حجر نادر.

الفيلم الذي ظهرت فيه ماريا أنخيليس صاحبة الـ 79 عاماً، وحيدة نجحت في إيصال كل مشاعرها بجدارة للمشاهدين الذين ملؤا قاعة المسرح الكبير في دار الاوبرا المصرية، وسط ديكورات تملئها مشاعر ايضاً، والتي تمثلت في مشاعر حزب ومن ثمن فرح والعودة للحزن مرة آخري، والانتقال إلى مشاعر مليئة بالخوف والاضطراب والمعاناة والنجاة وحتى مشاعر القلق والتوتر.

فمرحبا وألف مرحباً دائما بالأعمال السينمائية المغربية التي تثبت ان هناك كوادر فنية دائما تولد داخل تلك البلاد المليئة بالفنون المختلفة على جميع الأصعدة والتي لها نكهه خاصة بتلك الثقافة العريقة التي تمتزج وتتفرد دائما بفنونها، في النهاية فيلم "زنقة مالقة" نجح في ابراز الاعمال المغربية السينمائية في كامل رونقها وتكاملها، فهناك تحقيق كامل من التصوير والإخراج والتمثيل والألوان والملابس وكل عوامل العمل الفني الناجح.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا