الطفل / سيدتى

هل تؤثر الحالة المزاجية للأم على الطفل عند الرضاعة الطبيعية؟

  • 1/6
  • 2/6
  • 3/6
  • 4/6
  • 5/6
  • 6/6

الرضاعة الطبيعية واحدة من أقوى الروابط التي تجمع بين الأم وطفلها، إذ تعد فرصة رائعة للطفل للحصول على الغذاء الذي يعزز نموه وصحته، كما تشكل لحظات حب وطمأنينة بين الأم وطفلها، والسؤال: هل يمكن أن تتأثر هذه العلاقة العاطفية الجميلة عندما تكون الأم في حالة مزاجية سيئة أو حزينة؟ وهل تؤثر مشاعر الأم السلبية على حليبها أو على الطفل بشكل خاص؟ وما هو الرابط بين الحالة العاطفية للأم والرضاعة الطبيعية؟
للإجابة على هذه الأسئلة، يعرض الدكتور محمد الجندي أستاذ طب النساء والولادة بعض الدراسات العلمية التي تؤكد كيف يمكن لمشاعر الأم أن تؤثر عليها وعلى الرضاعة الطبيعية من الناحية النفسية والجسدية، وعلى الطفل بالضرورة، ومتى يجب استشارة الطبيب.

العلاقة العاطفية بين الأم وطفلها أثناء الرضاعة

الرضاعة الطبيعية عملية نفسية وعاطفية
هناك إجماع طبي ونفسي يتردد على لسان جميح الأمهات المرضعات بأن الرضاعة الطبيعية ليست مجرد عملية غذائية، فهي عملية نفسية وعاطفية أيضاً؛ أثناء الرضاعة يفرز الجسم هرمونات مثل الأوكسيتوسين - هرمون الحب- الذي يعزز الرابط العاطفي بين الأم وطفلها.
وهذه الهرمونات تلعب دوراً كبيراً في تعزيز العلاقة بين الأم وطفلها، فهي تسهم في إراحة الأم وتوفير الطمأنينة للطفل، لكن هل يمكن أن تتغير هذه العلاقة إذا كانت الأم في حالة مزاجية غير مستقرة أو حزينة؟

للمحافظة على استمرار الرضاعة الطبيعية حقائق تعرفي إليها

تأثير الحالة المزاجية للأم على حليب الرضاعة

مشاعر الأم تؤثر على كمية الحليب
غالباً ما تتساءل الأمهات: هل يمكن أن يؤثر حزن الأم أو توترها على حليبها؟ الحقيقة هي أن الأبحاث تشير إلى أن مشاعر الأم يمكن أن تؤثر على كمية الحليب التي تنتجها، ولكن ليس بالضرورة على طعمه.
عند الشعور بالتوتر أو القلق، يتم إفراز هرمون الكورتيزول (هرمون التوتر) في جسم الأم، هذا الهرمون قد يؤثر على تدفق الحليب، مما يجعل الأم تشعر بأن إدرار الحليب قد انخفض.
كما يمكن أن يؤثر التوتر الشديد على إفراز الأوكسيتوسين، مما يجعل عملية "الإفراز" أصعب، وبالتالي يمكن أن يكون تدفق الحليب أقل سلاسة.

هل يتغير طعم الحليب؟

فيما يتعلق بتغيير طعم الحليب، فقد أكدت العديد من الدراسات أن حليب الأم لا يتغير طعمه بشكل كبير بسبب الحزن أو الغضب، ولكن، من الممكن أن تتأثر مكونات الحليب ذاته بدرجة بسيطة من خلال النظام الغذائي للأم، ومستوى هرمونات التوتر في جسمها، وعلى الرغم من أن الطعم قد يظل في الغالب ثابتاً، إلا أن استجابة الطفل لمشاعر الأم يمكن أن تكون ملحوظة، خاصةً إذا كان الطفل حساساً لتغيرات أو الإشارات العاطفية للأم.

التأثير النفسي للأم على الطفل أثناء الرضاعة

طفل رضيع
بصرف النظر عن تأثير الحالة المزاجية للأم على تدفق الحليب، فإن الحالة النفسية للأم يمكن أن تؤثر بشكل غير مباشر على الطفل.
الطفل في الأسابيع الأولى من حياته يتأثر بشكل كبير بما حوله من بيئة، بما في ذلك الحالة العاطفية للأم، قد لا تكون مشاعر الأم واضحة للطفل على مستوى الوعي، ولكنه يستطيع الشعور بتغيرات في طاقتها.

علامات سلبية لمشاركة الرضيع الوجدانية للأم

عند قيام الأم بالرضاعة وهي تشعر بالحزن أو القلق، قد تظهر بعض العلامات على الطفل، مثل:
  • الرفض أو الامتناع عن الرضاعة: قد يرفض الطفل الرضاعة إذا كان يشعر بأن الأم ليست في حالة نفسية جيدة، أو إذا كان هناك شيء غير طبيعي في التفاعل بينهما.
  • البكاء المستمر أو القلق: الأطفال الرضع حساسون جداً للتغيرات العاطفية في بيئتهم، إذا كانت الأم تشعر بالتوتر أو الحزن، قد يصبح الطفل أكثر بكاءً، حتى لو كانت حالة جسدية مثل الجوع.
  • النوم المضطرب: الأطفال الذين يتعرضون للقلق العاطفي قد يواجهون صعوبة في النوم بشكل متواصل، من هنا نجد أن الحالة النفسية للأم يمكن أن تكون مؤشراً مهماً على حالة الطفل العاطفية.

ماذا يحدث في حالة التوتر أو الحزن الشديد؟

إذا كانت الأم في حالة مزاجية سيئة أو حزن شديد لفترة طويلة، فقد تواجه تحديات إضافية في الرضاعة؛ حيث يمكن أن يؤثر الضغط النفسي على مستويات هرمون الأوكسيتوسين، الذي يساعد على تدفق الحليب.
وعندما يقل إفراز الأوكسيتوسين بسبب التوتر، يصبح من الصعب على الأم إتمام عملية الرضاعة بشكل مريح وسلس، إذ يمكن أن يساهم الضغط النفسي المستمر في التأثير على إنتاج الحليب، مما يتسبب في تقليل كميته.
لذلك، من الضروري أن تدرك الأمهات أهمية العناية بحالتهن النفسية للحفاظ على جودة الرضاعة، ولصالح الأم وكمية إدرار الحليب، وكذلك الرضيع ذاته.

كيف يمكن للأم الحفاظ على حالتها النفسية أثناء الرضاعة؟

أم مرضعة تنظر لمولودها
لحسن الحظ، هناك العديد من الخطوات التي يمكن أن تتبعها الأم للحفاظ على صحتها النفسية والعاطفية أثناء الرضاعة الطبيعية، مما يساعد في الحفاظ على علاقة جيدة مع طفلها ومنها:

التواصل مع الآخرين:

تحدثي مع شريككِ أو أحد الأصدقاء أو أفراد العائلة حول مشاعركِ، دعم الأمهات هو عامل مهم في الحفاظ على الاستقرار العاطفي.
الراحة والنوم الكافي:
قلة النوم قد تؤدي إلى زيادة التوتر والقلق، لهذا احرصي على أخذ فترات راحة قصيرة خلال اليوم والنوم في وقت مناسب بعد إرضاع الطفل.
تقنيات الاسترخاء:
جربي ممارسة تمارين التنفس العميق، أو التأمل، أو اليوغا لتقليل مستويات التوتر.
الاستشارة النفسية:
إذا كانت مشاعر الحزن أو القلق تستمر لفترة طويلة وتؤثر بشكل كبير على حياتك، فلا تترددي في التحدث مع مختص نفسي.

متى يجب استشارة الطبيب؟

إذا كنتِ تشعرين أن مشاعركِ السلبية تؤثر بشكل كبير على صحتكِ النفسية أو الجسدية أثناء الرضاعة، وكان لديكِ صعوبة في الرضاعة بسبب تدفق الحليب أو تفاعل الطفل، فمن الضروري استشارة الطبيب أو استشاري الرضاعة الطبيعية، قد يكون هناك ضرورة لوجود دعم إضافي يمكن تقديمه لمساعدتك في التغلب على هذه التحديات.
*ملاحظة من"سيدتي": قبل هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة سيدتى ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من سيدتى ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا