الطفل / سيدتى

أجمل ما قرأت: قصة مريم والنبتة "خضرا" وكيف علمتها المشاركة 

  • 1/8
  • 2/8
  • 3/8
  • 4/8
  • 5/8
  • 6/8
  • 7/8
  • 8/8

احتارت الأم ودارت برأسها الأفكار؛ فكيف تقنع وتعلم طفلتها الكبيرة مساعدتها في الاهتمام بالمولودة الصغيرة -أختها- لماذا لا تمد يد المساعدة؟ فهداها تفكيرها إلى حكاية قبل النوم، التي تعودت حكايتها كل مساء لابنتها الأكبر مريم، والتي تعتبر الحكاية هديتها بعد ختام يومها الطويل.
والقصة تحكي عن قيمة المشاركة وأهمية التعاون وتفعيلها بالمنزل أولا بين أفراد الأسرة لتصبح عادة بعد ذلك، ومعها سنتعرف على فائدة اقتناء نبته صغيرة لكل طفل بغرفته، هيا معًا نطالع قصة"مريم والنبتة خضرا".
مريم والمولود الجديد:
المولود الجدديد
1-مريم فتاة في العاشرة من عمرها، تعيش مع والدتها وأختها المولودة الجديدة "ليلى" في حيّ هادئ بإحدى المدن الصغيرة، وتبدأ الحكاية بعد أن ولدت ليلى أي قبل شهرين، ومعها تغيرت حياة الأسرة كثيرًا؛ الأم نادية موظفة، تحاول التوفيق بين عملها ورعاية طفلتيها المولودة الجديدة ومريم الكبيرة، لكن الأمر مرهق أكثر مما توقعت.
في كل صباح، كانت الأم تستيقظ مبكرًا، تُعد زجاجة الحليب لليلى الصغيرة، وتُجهّز لها حقيبتها لتذهب بها إلى الحضانة، ثم تعد الإفطار لمريم وأهل البيت، بعدها تخرج إلى عملها وهي في حالة من التعب، بينما كانت مريم تستيقظ على مهل، وتتناول فطورها بهدوء، وتخرج إلى المدرسة القريبة من منزلها دون أن تلاحظ التعب في عيون والدتها.
مريم ومدرستها وصديقاتها:
مريم لا تساعد المولود
حاولت الأم أكثر من مرة أن تطلب المساعدة من مريم، ولو بمهام بسيطة، سألتها ذات يوم: "يا مريم، هل يمكن مساعدتي بتغيير الحفاضة لأختك ليلى؟ خمس دقائق فقط" أجابتها مريم بتذمّر: "سأفعل لكن لا تعتمدي عليّ كثيرًا، لديّ مدرستي وواجباتي و صديقاتي أيام الإجازة؟"
ولاحظت الأم أن مريم تساعد أحيانًا، لكن دون انتظام أو التزام، ومرات كانت تنسى أو تؤجل عمل الخدمة، ومرة ترفض تمامًا.
ذات مساء، وبعد حديث طويل مع صديقة في العمل، قررت نادية أم البنتين تجربة فكرة جديدة، أخبرتها بها زميلتها بالعمل : "جربي إحضار نبتة، قدميها هدية لابنتك مريم، ربما حفزتها على الاهتمام والرعاية، وعرفت كيف ينمو الشيء ويكبر خطوة من بعد خطوة، والأجمل أن النبتة ستكون مسؤوليتها وحدها.
في اليوم التالي، نفذت الأم فكرة صديقتها الحكيمة، وعادت إلى المنزل وهي تحمل ليلى وبيدها الأخرى نبتة صغيرة خضراء في وعاء فخاري مزخرف برسومات زيتية رقيقة، كانت نبتة "السرخس"، معروفة بأنها تحتاج إلى عناية منتظمة.
مريم والنبتة الجديدة:
نبتة حمراء جميلة
قدّمت الأم النبتة لمريم بابتسامة وقالت: "هذه لكِ، رفيقتك الجديدة، انتبهي لها..تحتاج إلى الماء والضوء والاهتمام كل يوم، وستشعرين بسعادة عندما ترينها تكبر، مثلما أشاهد ليلى تكبر كل يوم وتزداد جمالًا وتعلقًا بي.
نظرت مريم إلى النبتة بتردد، ثم أخذتها وأدخلتها بشرفة غرفتها وابتسمت- والحمد لله أنها لم تفهم المقصود أو الغرض المباشر من هذه الهدية؛ إذ ربما رفضتها- وأجابت: نبتة ليّ؟ اعتني بها لحالي؟!
وردت الأم: والعناية بها ستكون اليوم وغداً وبعد غد، يوميًا، ضحكت مريم وقالت : لا تقلقي يا أمي راح تصير أجمل نبتة على شرفات الحي، أجمل نبتة رأتها عيناك، سأطلق عليها اسم "خضرا"، وستزين غرفتي بنضارتها وعبق رائحتها.
وبعد مرور أسبوعين، بدأت الحماسة لدى مريم تقل وتخفت؛ حيث سهرت ليلة مع صديقاتها في دردشة طويلة عبر الهاتف ولم تسقِ النبتة في الصباح، ثم نسيتها مرة أخرى في اليوم التالي؛ لأنها كانت تستعد لاختبار ات المدرسة، بدأت أوراق "خضرا" تذبل وتصفرّ بطبيعة الحال.
لاحظت الأم نادية ما يحدث ولم تعلق، جلست في غرفة المعيشة تفكر وتراقب ما يحدث بصمت، مع إحساس صغير يهمس بداخلها: لم تكن الفكرة صائبة، لقد فشلت يا نادية.
وحدث أنه في إحدى الليالي، سمعت الأم نادية ابنتها مريم تقول لصديقتها عبر الهاتف: ليت أحد يساعدني لأنقذ هذه النبتة! لقد نسيت أسقيها بالأمس واليوم، لقد تغير شكلها ولم تعد "خضرا" التي كنت أفرح برؤاها.
مريم تغير التربة:
مريم تغير تربة زراعتها
ضحكت صديقتها وقالت: هي المسؤولية! حتى النباتات تغضب وتأخذ موقفًا من الإهمال وعدم الرعاية!
فهمت مريم معنى الكلام، وقصد اللوم والعتاب ولكنها لم تضحك، ورغم شعورها بالذنب والتقصير في حق النبتة لم تتحرك كثيرًا.
مرت أيام والنبتة في حال لا تُرضي، حتى جاء اليوم الذي أعلنت فيه المدرسة عن مسابقة بيئية: "أحضِروا نبتتكم المفضلة إلى المدرسة وسُنقيّم قدر العناية بها! الجائزة الأولى: تذكرة لمعرض الزراعة السنوي، وكتيّب تعليمي قيم عن النباتات".
شعرت مريم بحماس كبير، أخيرًا جاءت الفرصة لعرض "خضرا" أمام الجميع، وعندما رجعت إلى البيت، ركضت إلى غرفتها لتتفقد نبتتها لكنها شعرت بصدمة؛ الأوراق صفراء، والتربة جافة، وبعض الأغصان مائلة، "خضرا" لم تعد "خضرا"!
جلست مريم على سريرها وهي تغطي وجهها بكفيها، وتقول: لماذا نسيتها؟ كان واجبًا علي أن أهتم بها أكثر.
هنا دخلت الأم نادية الغرفة وجلست بجانب مريم، وسألتها بهدوء عما حدث ولماذا هي حزينة ومهمومة، أجابتها مريم على الفور: شكل النبتة تعبان، والمسابقة غدًا! كل البنات سيحضرن نبتاتهن خضرا ومرتبة، وأنا...،فصاحت الأم: "لا تبكي، لا شي يصلح بالبكاء، ما رأيك نقرأ سوا على النت ؛ كيف نعتني بالنبتة؟ في خطوات ممكن أن ننقذها.
مريم تهتم بزرعها:
طفلة تهوى الزراعة
قضت مريم الليل تبحث عبر الإنترنت، تقرأ وتدوّن الملاحظات، ومعها قامت و غيرت التربة، قصّت الأوراق اليابسة، ونقلت النبتة إلى مكان أكثر تهوية، وحتى لا يقترب منها أحد، وضعت قطعة ورقية بجانبها كعلامة أنها تحت العناية المركزة، وضحكت من نفسها ثم دخلت لتنام.
في اليوم التالي، حملت مريم نبتتها إلى المدرسة بشيء من الخجل، لكنها كانت فخورة بما فعلته ؛ إذ شعرت أنها تحاول، وأن المحاولة بحد ذاتها قيمة.
في الصف قدّمت مريم النبتة وقالت بثقة: أنا سميت نبتتي خضرا، ولكن للأسف، لم انتظم في رعايتها ونسيت أسقيها يومين، وكانت النتيجة كما ترون، لكني قرأت وتعلمت كيف أعتني فيها؟ واليوم هي بصحة أفضل وستتعافي.
صفّق بعض الطلاب، وابتسمت المعلمة، لكن صديقتها سارة، التي كانت تحرص كل يوم على العناية بنبتتها، أحضرت نبتة خضراء نضرة، وشرحت كيف كانت تسقيها، وتنظّف أوراقها، وتدوّن ملاحظات عنها لتبحث عن إجابات لها.
وبطبيعة الحال فازت سارة بالجائزة الأولى، بينما حصلت مريم على المركز الثاني؛ نظرًا لاعترافها بالتقصير وكيف استفادت من التجربة.

قصص قصيرة للأطفال تمزج بين الخيال والمعرفة.. هل تودين مطالعتها؟مريم تساعد المولود:

مولود يحظى بالحب والرعاية
عادت مريم لمنزلها حاملة نبتتها"خضرا" بين يديها، وشعرت بأن شيئًا ما تغير بداخلها، وفي المساء وقفت مريم أمام سرير أختها الصغيرة ليلى، تنظر إليها وهي نائمة، لمست يدها الصغيرة، وهمست لنفسها : "أمي كانت محقة، الأشياء الحلوة الصغيرة التي لا حول لها ولا قوة، تحتاج إلى مساعدة ورعاية مستمرة.
بدأت مريم في تنظيم وقتها، وضعت جدولًا صغيرًا على باب غرفتها، كتبت فيه بخط يدها: ١. ريّ النبتة ٢. ترتيب السرير ٣. مساعدة ماما ٤. عمل الواجبات المدرسية 5. قراءة نصف ساعة.
عادت مريم لطبيعتها فكانت كل صباح تسقي النبتة، ثم تحضّر الحليب لليلى، أو تُحضر الحفاظ للأم، و لم تطلب منها الأم الكثير، بل القليل كل يوم، ومع الوقت، أصبحت هذه المهام الصغيرة عادة يومية لمريم تعملها بحب وصدق وعن تفهم عميق.
مرت أسابيع، وعادت "خضرا" تنمو وتخضرّ، وفي ليلة دافئة، دخلت نادية الأم غرفة ابنتها مريم فوجدتها تكتب شيئًا في دفترها، نظرت إلى الورقة، فقرأت: "أختي ليلى مثل نبتتي "خضرا"، تفتقدني لو أهملتها، وتفرح وتحس بي لو اهتميت فيها كل يوم، وستكبر وتزهر.
ربّتت نادية على كتف ابنتها وقالت بصوت خافت: وأنت أيضًا ستكبرين وتزهرين يا مريم.
في اليوم التالي، وبينما كانت مريم تستعد للخروج، أمسكت بزجاجة ماء صغيرة وسقتها للنبتة، ثم ألقت نظرة سريعة على أختها الصغيرة وابتسمت، كأنها تقول لها: أنا هنا ولن أنساك.

العبرة من القصة:

  • أن يتفهم الطفل معنى المشاركة ومتى وكيف يقدم يد المساعدة في محيط أسرته كخطوة والمجتمع الأوسع بعد ذلك.
  • تقديم المساعدة لن يكون أبدًا عبئًا كبيرًا، فالأم تتدرج في طلباتها وفقًا لعمر الطفل وإمكاناته دون وقوع ضرر عليه.
  • تكرار طلب المساعدة من الطفل، وإتمام المهمة من جانبه تمده بالثقة والاعتزاز بالنفس، وتضيف لشخصيته الكثير مستقبلًا.
  • التعامل مع الطبيعة تجربة مليئة بفرص التعلم؛ وتعزيز التطور الإنمائي للطفل، بالعناية بنبتة صغيرة .
  • رعاية بذرة صغيرة، وسقايتها، وحمايتها تنمي شعورًا لدى الطفل بأنه قادر ولديه الكفاءة، ما يعزز ثقته بنفسه.
  • زراعة نبتة ما تتيح للطفل معرفة احتياجاته ومراحل نموه، والأدوات التي سيحتاج إليها.
  • أن يقرر الطفل الاهتمام بنبتة ،فهو تشجيع لنوع من الفضول العلمي لديه، ويحسن القدرات المعرفية والمهارات الاجتماعية.
  • التعامل مع الزراعة يعتبر مهدئًا للدماغ؛ حيث ينخفض الكورتيزول (وهو هرمون ينتج عن الإجهاد) .
  • الذين يشاركون في الأعمال الزراعية يكونون أكثر رضًا عن حياتهم، ويشعرون بأن لديهم أشياء إيجابية ستحدث بيومهم.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة سيدتى ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من سيدتى ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا