تعتقد الأم بأنها بعد أن تنجب طفلها إلى الحياة، أنه يحتاج لكي ترضعه وتعتني به من ناحية تغيير ملابسه وحفاضاته، وكذلك توفير الرعاية الصحية له حين يمرض، ولا تعرف الأم أن المولود في شهوره الأولى الثلاثة خصوصاً، يحتاج إلى احتياجات خاصة وهامة، لا تكون بالطبع احتياجات مادية يمكن شراؤها مثل الحفاض أو شامبو الأطفال مثلاً. هناك احتياجات خاصة للمولود، يجب أن توفرها الأم له؛ لأنها لا أحد غيرها يستطيع أن يفعل ذلك؛ لكي تضمن أن مولودها سوف ينمو بشكل صحي وسليم، إضافة لتمتعه بصحة نفسية، أما في شهوره الأولى وحين يحصل على تلك الاحتياجات فهناك فوائد عديدة سوف تعود عليه، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها باستشارية طب الأطفال وحديثي الولادة الدكتورة مها حسين، حيث أشارت إلى 4 احتياجات هامة لن يحصل عليها المولود إلا من خلال الأمّ، ومنها رائحة الأم وصوتها وملمس جسمها، مع طرق استغلال هذه الاحتياجات في الآتي:
1- شمّ المولود لرائحة الأمّ
أمٌّ تحتضن مولودها
اعلمي أن مولودك الجديد يتعرف إليك كسرّ حياته الأول من خلال رائحتك، حيث إن رائحة الأم وخاصة بعد الولادة هي نفس رائحة السائل الأمينوسي، والذي كان يحيط بالجنين طيلة فترة الحمل، ولذلك فمن السهل والضروري في نفس الوقت أن يتعرف المولود إلى أمه بعد الولادة، وقد استخدمت هذه الطريقة من قبل أطباء البحث الجنائي وقبل اختراع تحاليل الحمض النووي لإثبات ونفي الأمومة؛ لأن مثل هذه الرائحة تظل عالقة بخلايا وملابس وشعر الأم لمدة طويلة، كما أن كل أم تكون ذات رائحة مميزة يتعرفها فقط المولود الذي وضعته للتو.
لاحظي أن هناك علاقة عكسية يغفل عن فوائدها البعض، وهي أن رائحة المولود خلال الشهور الثلاثة الأولى خصوصاً تفيد الأم أيضاً، كما أن رائحتها تفيد طفلها بلا شك؛ حيث تبين أنه ومن خلال دراسات عديدة أن رائحة رأس المولود تبعث بمواد كيميائية فريدة من نوعها، وتنتشر حول الأم والطفل تؤثر بشكل مباشر على نفسية ومزاج الأم، وتخلصها من عوارض الاكتئاب والتوتر النفسي، ولذلك يوصي الأطباء بضرورة أن يوضع المولود بجوار أمه بمجرد ولادته.
2 - سماع صوت الأم باستمرار
أمٌّ تُلاعب مولودها
لاحظي أن مولودك يتعرف إلى صوتك، وكذلك فهو يتعرف إلى صوت الأب خلال فترة وجوده في الرحم، وهي المرحلة التي تقترب من الثلاثة أرباع السنة، والتي يجب ألا تهملي حسابها، حيث إن الجنين لا يكون عبارة عن جسم أو كتلة صماء في رحمك، ولكنه يحس ويشعر ويتفاعل بما يدور حوله وخارج هذا التجويف المعتم، ولذلك فهو يسمع صوت أمه ويسعد به حين يتعرفه، بل إن الجنين يشارك الأم مشاعرها، ويستطيع أن يُفرق بين لحظات وحالات حزنها وفرحها وذلك من خلال سماعه لنبرة صوتها.
توقعي أن يتعرف مولودك الجديد إليك من صوتك، ويمكن أن تعرفي أكثر عن حقائق عن تأثير صوت الأم على الرضيع، من خلال قراءتك لأبحاث جديدة؛ حيث إن الأبحاث الحديثة قد بيّنت أن المواليد الصغار حديثي الولادة يديرون رؤوسهم نحو مكبر صوت على سبيل التجربة، ينطلق منه صوت الأم فقط، ولا يديرون رؤوسهم نحو أي مكبر صوت آخر تنطلق منه أي أصوات مهما كانت رقيقة وهامسة؛ وقد أثبتت تلك الأبحاث أن استماع المولود المبتسر أيضاً إلى صوت الأم يُزيد من الاستقرار الذاتي له، ويعزز أكثر من فرص اكتسابه للمزيد من الوزن الصحي.
3- مُلامسة جلد الأم
المُلامسة بين الأم والمولود
احرصي ورغم تعبك وبعد الولادة مباشرة على أن يُلامس جلدك وبطريقة مباشرة ومن دون وجود أي حائل، مثل الملابس أو الأغطية جلد المولود الجديد أيضاً، ويفضل قبل قطع الحبل السري، واستمري باستخدام هذه الطريقة بحيث يكون المولود دائماً قريباً من جلدك؛ حتى لو لامس جلدك أو بشرة وجهك جزءاً صغيراً جداً من جلده الناعم الحساس، فالهدف من هذه الخطوة هو تحقيق وإنشاء وسيلة تواصل بينك وبين مولودك؛ حيث إن المولود يتعرف إلى أمه من خلال ملامسة بشرتها وجلدها، ويتوقف عن البكاء حين يلامسهما، فهو يحتاج إلى هذه الملامسة أكثر من حاجته لأي شيء آخر مثل الهز والدوران به في الغرفة مثلاً.
اهتمي بأن تواظبي على تقبيل جلد طفلك الناعم والرقيق في مناطق مختلفة من جسمه، ولكن ابتعدي عن منطقتي الأنف والفم، وإن كانت تلك توصية طبية ليست مهمة؛ حيث إن شفتي الأم حسب هذه التوصية قد أشارت إلى أنهما تلعبان دوراً في تنظيف جلد وبشرة المولود بشكل مدهش، ويعد ذلك من صور الإعجاز العلمي؛ لأن تقبيل الأم لبشرة وجلد الطفل يساعد على أن تلتقط الأم من خلال شفتيها ومحيط فمها مسببات الأمراض التي قد تنتقل لمولودها، وتكون متواجدة على سطح بشرته، والتي يتم انتقالها إلى الجهاز الليمفاوي لأمه، مما يساعد على تكوين وإنتاج أجسام مضادة تنتقل من خلال حليب الأم، وتعمل على دعم وتعزيز مناعة الطفل ضد مسببات هذه الأمراض، وذلك من خلال قيامها بدورة مناعية مدهشة، وقد توصل إليها العلماء بعد دراسات وأبحاث علمية طويلة مؤكدة على ضرورة وأهمية ملامسة الأم لجلد طفلها باستمرار.
4 - الرضاعة من الأم بلا هدف
اعلمي أن مولودك الصغير وخلال شهوره الثلاثة الأولى خصوصاً يرضع بلا هدف، ولمجرد أن يبقى قريباً منك، ولذلك فالرضاعة بالنسبة له هي احتياج نفسي في الدرجة الأولى، ولذلك فعليك أن تقومي بخطوة الرضاعة الطبيعية، بعد نزول المولود من رحمك؛ حيث إن الرضاعة الطبيعية لها فوائدها، لكن أهم تلك الفوائد هي توفير احتياجات للمولود، فهي وسيلة أولى؛ لكي يتعرف بها المولود إلى الأم التي ستكون هي كل عالمه؛ لأن ثدي الأم حين يقوم بإدرار الحليب، فهو قبل تلك الخطوة يقوم بإفراز سائل لزج يشبه في رائحته كثيراً تلك الرائحة التي كانت تملأ أنف الجنين، وقد عاش في أجوائها لمدة تسعة أشهر، وهي رائحة السائل الأمينوسي المحيط به في رحمها، ولذلك يلتقم المولود ثدي أمه من دون غيرها من النساء.
اهتمي بأن تنجح خطوة الرضاعة الطبيعية؛ لتحقيق الاحتياج النفسي وتعميق رابطة نفسية ووجدانية وروحانية بينك وبين مولودك؛ حيث تسهم الرضاعة الطبيعية بشكل فعال في تحقيق التوازن النفسي للأم والمولود، وقد بيّنت الأبحاث أن خيار الرضاعة الطبيعية يحمي الأم من التعرض إلى خطر اكتئاب ما بعد الولادة، كما أن هذا الخيار الذي لا يكون سببه الأول شعور المولود بالجوع ينشىء طفلاً بنفسية معتدلة وسوِية وأقل عرضة للإصابة باضطراب فرط الحركة، وكذلك تشتت الانتباه، وهي الحالات التي أصبحت الأكثر انتشاراً في سلوكيات الأطفال؛ ولذلك يجب أن تحرص الأم على تقديم حليبها للمولود كلما بكى رغم أنه لا يكون جائعاً فعلياً.
قد يهمك أيضاً: في الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية هل يتغير حليب الأم وفقاً لاحتياجات الطفل؟
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة سيدتى ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من سيدتى ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.