يشير التطور المعرفي لمرحلة ما قبل المدرسة إلى العملية المميزة، التي يقوم بها دماغ الطفل في تشكيل أفكاره، ومعالجة المعلومات، ومعالجة المشكلات، واكتساب مهارات جديدة. يشمل هذا المجال متعدد الجوانب قدرات عقلية متنوعة، من الانتباه والإدراك إلى الذاكرة واللغة. وهو بمثابة لوحة يرسم عليها الطفل فهمه للعالم؛ حيث تُعدّ مرحلة الطفولة المبكرة مرحلةً محوريةً في النمو المعرفي، فهي الأساس الذي يُبنى عليه مستقبل الطفل التعليمي. تتميز هذه المرحلة بنموٍّ سريع في اللغة والذاكرة ومهارات حل المشكلات والإدراك، إليكِ أهم الأنشطة اليومية للأطفال التي تعزز صحتهم الإدراكية لمرحلة ما قبل المدرسة، كما يقترحها الأطباء والمتخصصون.
كيف يؤثر التطور المعرفي على تعلم الطلاب؟
النمو المعرفي هو أساس التعلم في مرحلة الطفولة المبكرة. فهو يُصقل قدرة الطفل على التركيز، ويساعده على التفاعل مع المواد التعليمية بفعالية أكبر. كما يُعزز مهارات حل المشكلات، مما يُمكّن الأطفال من مواجهة التحديات بثقة ومرونة. كما يُحسّن المهارات اللغوية ويُسهّل فهم المحتوى التعليمي بشكل أفضل. وأخيراً، يُنمّي النمو المعرفي الإبداع، ويُشجّع الأطفال على التفكير المُبتكر والتفكير في المواد الدراسية برؤى جديدة، مما يُثري تجربة التعلم الشاملة.
أنشطة تُعزز التطور المعرفي في مرحلة الطفولة المبكرة
فيما يلي 10 أنشطة للتنمية المعرفية لمساعدة أطفالك على تعزيز التعلم:
1. حل الألغاز

تنمي الألغاز المهارات الجسدية مثل التنسيق بين اليد والعينين، للوصول إلى الحل، وخصوصاً الألغاز التي تحتاج إلى إزالة أجزاء من القطع، ووضع أجزاء أخرى مكانها، فبالتعويد على حل الألغاز سيصبح الأطفال أكثر قدرة على الربط بين ما يشاهدونه وما يفعلونه بأيديهم، وسيصبحون أكثر قدرة على معالجة المعلومات التي يشاهدونها بأدمغتهم والتصرّف اعتماداً على ذلك. هذا عدا عن القدرة على تحريك أصابع اليدين من أجل وضع قطعة أحجية في المكان الصحيح تماماً، فيعملون بجِدّ لإيجاد الحل المناسب، فقد يحتاجون مثلاً إلى ملء فراغ في اللغز، ويبدأون البحث عن القطعة المناسبة، ومن جهةٍ أخرى سيكتشفون وجود أكثر من طريقة مناسبة لحل المشكلة والوصول إلى حل. وهذا ما يحسن من ذاكرتهم قصيرة المدى، بفضل التكرار، الذي يزيد من سرعة الاتصالات في دماغه، ويدعم المهارات الاجتماعية، يمكن تنمية المهارات الاجتماعية عند الطفل من خلال التعاون في حل الألغاز، فيمكن إتاحة فرص للطفل للعمل مع الآخرين، وذلك يجعله يدرك أنّ لكل شخص طريقة معينة ومهارات مختلفة يتميّز بها كل شخص عن الآخر، وذلك التنوّع يمكنه إضافة أفكار جديدة تساعد في الوصول إلى حل اللغز، ومن جهةٍ أخرى يتعلّم الطفل أنّ الوصول إلى الحل مع الآخرين يضيف قيمة ومتعة أكثر للفوز ممّا لو كان وحده.
2. رواية القصص
يساعد سرد القصص والاستماع إليها على دعم الجوانب الآتية لدى الطفل:
- تنمي لدى الطفل معرفة قيمة الكتب، وتعلمه الطريقة الصحيحة لحمل الكتاب والتنقل بين الصفحات بلطف.
- تساعد في زيادة فضول الطفل للأشياء من حوله، مما يساعدهم على إيجاد الحلول للعديد من المواقف.
- تساعد الطفل في التفريق بين ما هو حقيقي وما هو مجرد خيال.
- تساهم القصص في تعريف الطفل على مفهوم التغيير، والأحداث الجديدة والمخيفة في بعض الأحيان، والمشاعر التي تصاحب هذه المواقف.
- تعزز الترابط، وبناء علاقة متينة بين الطفل والشخص الذي يسرد له القصص.
- تساعد الطفل في تنمية قدرته على تذكر الأشياء التي حدثت في الماضي، والتحدّث عنها، وذلك من خلال استماعهم لسرد آبائهم للقصص القديمة.
- تساعد الطفل في استخدام القصص كشكل من أشكال اللعب، من خلال تكوين الاستعارات، وبناء النكات.
- تساعد الطفل في مشاركة تجاربه الحياتية، وإثبات شخصيته، والتعبير عن انطباعاته، من خلال سرده للأشياء التي مر فيها خلال يومه.
- تساهم في تحسين سلوك الطفل الاجتماعي، من خلال مساعدته على فهم الآخرين، وإظهار التعاطف معهم.
3. ألعاب العد

تعمل ألعاب العد على تطوير المهارات الحسابية عند الطفل، وحس الأرقام والقيمة المكانية والعمليات الحسابية الأساسية، ومن خلال الألعاب، يكتسب الأطفال القدرة على حل المشكلات بشكل أكبر. وتعزيز مهارات التفكير، والانتباه، والتركيز لدى الطفل.
كما تساهم الألعاب البصرية، مثل البطاقات النقطية، في تحسين ذاكرة الطفل فيما يتعلق بالأرقام. وعندما ينجح الطفل في إنجاز المهام، يزداد شعوره بالثقة بنفسه. وتقوية عضلات اليد الدقيقة من خلال الإمساك بالأشياء وتحريكها، مما يحسن التنسيق بين العين واليد. ما يوفر تجربة حسية ولمسية تساعد على تصور وفهم الأرقام وعلاقاتها بشكل أفضل، ويشجع الأطفال على تقدير عدد الأشياء بصرياً بدلاً من عدها واحدة تلو الأخرى. كما تساعد الألعاب في تعلم مهارات أساسية للحياة مثل إدارة النقود، وقراءة الوقت، والقياس. ويمكن أن تشجع على التعاون والتواصل.
4. بطاقات الذاكرة
تُعتبر ألعاب الذاكرة رائعة لتعليم الأطفال الانتباه إلى محيطهم، وتخزين المعلومات في أدمغتهم، وتذكّرها بسرعة بعد ذلك عند الحاجة. وهذا يساعدهم على تطوير مهارات الاستماع النشط والتركيز عند الأطفال بشكل أفضل في الفصل أو أثناء الأنشطة الأخرى. فهي تشجع الأطفال على اكتساب روح النقد والإبداع، حيث يتعين عليهم إيجاد حلول تحت الضغط أو في مواعيد نهائية ضيقة. لذلك يمكن تطبيق هذه المهارات المعرفية على الأنشطة المدرسية الأخرى مثل الرياضيات أو العلوم.
ونظراً لأن ألعاب الذاكرة تتطلب شرحاً لفظياً للإجابات والاستراتيجيات، فيمكنها مساعدة الأطفال على تقوية مهارات الاتصال لديهم. وستكون مهارات تنمية الطفولة هذه مفيدة جداً عند تعلم لغة أجنبية مثل اللغة الإنجليزية.
وعندما يلعب الأطفال ألعاب الذاكرة بانتظام فإن ذلك يساعدهم على التطور المعرفي عن طريق تقوية الروابط بين الخلايا العصبية في أدمغتهم، بحيث يمكن الوصول بسهولة إلى المعلومات المخزّنة بأمان في الذاكرة طويلة المدى في كل مرة يصبح فيها ذلك ضرورياً. حيث تُجبِر هذه التمارين الدماغ على الاحتفاظ بالمعلومات في الذهن أثناء التلاعب بها.
5. كتل البناء

نورد لك فيما يلي سبعة أسباب رئيسية عن أهمية لعب طفلك بالمكعبات منذ سن مبكرة:
- ينمي اللعب بالمكعبات خيال الطفل، كونه يتيح له تنفيذ الأفكار التي تجول في مخيلته، وبالتالي يخوض الطفل تجربة يتحكم في مسارها بمخيلته.
- يطور اللعب بالمكعبات من قدرة الطفل على حل المشكلات ومن قدرته على التفكير المنطقي.
- الأشكال والأحجام والألوان المتباينة لقطع المكعبات، تنمي لدى الطفل مهارات رياضية أساسية.
- يعزز اللعب بالمكعبات من قدرة الطفل على تنسيق حركة يديه مع عينيه، كما أنه يقوي عضلات الأصابع واليدين والذراعين.
- تسمح المكعبات لطفلك بتركيبها بأي شكل يريد وفكها وإعادة تركيبها عدداً لا نهائي من المرات، مما يطور من إبداعه.
- يتعرف الأطفال من خلال اللعب بالمكعبات على مفاهيم أساسية مثل التوازن والوزن والوعي المكاني والجاذبية.
- التواصل الاجتماعي والتطور اللغوي عند الطفل؛ حيث يمكن أن تستغلي وقت اللعب بالمكعبات في تعليم طفلك كلمات جديدة لا حصر لها، من خلال بنائه أشكالاً جديدة وتعرضه لمواقف مختلفة.
6. استكشاف الطبيعة
إن التفاعل مع الطبيعة يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير على الصحة النفسية للأطفال. الأنشطة في الهواء الطلق تقلل من مستويات التوتر والقلق وتزيد من الشعور بالراحة والسعادة. الطبيعة توفر بيئة هادئة ومريحة تساعد الأطفال على الاسترخاء والابتعاد عن ضغوط الحياة اليومية. وفي هذه البيئة، يتعلم الأطفال التعاون والعمل الجماعي، وتبادل الأفكار والخبرات. هذه التجارب تساعدهم على تطوير مهارات التواصل والتفاعل مع الآخرين، وبناء علاقات صحية وإيجابية.
إضافة لأهمية الحفاظ على البيئة. يكتسبون فهماً أعمق للدورات الطبيعية وأهمية التنوع البيولوجي. هذا الوعي المبكر يمكن أن يعزز لديهم شعوراً بالمسؤولية تجاه البيئة ويساهم في بناء جيل واعٍ بيئياً. حيث يتعرض الأطفال لمشاهد وأصوات وروائح جديدة تحفز حواسهم. هذه التجارب تساهم في تطوير مهارات التفكير الإبداعي والابتكاري، حيث يتعلم الأطفال كيفية التفاعل مع العالم من حولهم بطرق جديدة ومبتكرة.
تعمل الرحلات الخارجية على تحفيز حواس الطفل، وتعزيز مهارات الملاحظة، وإنشاء ارتباط أعمق بالعالم الطبيعي.
7. أنشطة الموسيقى والإيقاع

لا تقتصر التجارب الموسيقية على الترفيه فحسب، بل تعمل أيضاً على تعزيز القدرة على التعرف إلى الأنماط، وتحفيز الإبداع، فإن التعرض للموسيقى في سن مبكرة جداً يمكن أن يكون له آثار إيجابية على التطور المعرفي للأطفال الصغار جداً. ووفقا للدراسات، حتى الأطفال الرضع يستجيبون للمحفزات الموسيقية. وهذا يعني أن الموسيقى مدمجة بعمق في التنمية البشرية. وتعني هذه الاستجابة المبكرة أن الموسيقى يمكن أن تلعب دوراً مهماً في نمو الأطفال. وهذا يشمل المناطق المرتبطة بالذاكرة والتعلم.
من خلال الاستماع إلى الموسيقى، يمكنك جذب انتباه الطفل مع تحفيز مهارات الاستماع لديه. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تعريف الأطفال الصغار بالقراءة والرياضيات.
هذا ليس كل شيء، فالعزف على آلة موسيقية يمكن أن يساعد أيضاً في إشراك أجزاء متعددة من الدماغ في وقت واحد، مما يقوي الروابط العصبية ويعزز التطور المعرفي للأطفال. ونتيجة لذلك فإن إيقاعات وألحان الموسيقى تساعد الأطفال على تنمية إحساسهم بالإيقاع والتركيب النحوي، مما يسهل تعلم اللغة. ويعزز التواصل الاجتماعي بشكل أفضل من خلال اللعب التفاعلي والغناء الجماعي. إن غناء الأغاني البسيطة مع الإيماءات أو الرقص على الموسيقى يساعد الأطفال على التعبير عن أنفسهم والتفاعل مع محيطهم.
8. تجارب علمية بسيطة
تقرب التجارب المعلومات النظرية وترسخها في أذهان الطلاب. كما تكسب الطلاب بعض الخبرات والمهارات، وتعوّدهم على استخدام بعض الأجهزة وتعرفهم ببعض المواد المستخدمة. وتساعد الطلاب على الإبداع وتنمي فيهم القدرة على تصميم وتركيب الأجهزة والتعامل معها. كما تتيح الفرصة للطالب للتغلب على بعض الصعوبات العلمية التي تواجه العاملين في المختبر، ومن خلال إجراء تجارب عملية، يمكن للأطفال تعلم نظرية السبب والنتيجة، والتفكير النقدي، ومهارات حل المشكلات عند الأطفال بطريقة ممتعة ومشوقة . وتُعدّ مرحلة الطفولة المبكرة فترة مهمة لتشجيع الاستكشاف والفضول، ويمكن للتجارب العلمية أن تُساعد في تحقيق ذلك.
9. لعبة الغميضة

تنمو عند الأطفال رغبة فطرية للبحث والتعلم. وتثير اللعبة الشعور بالانكشاف، أي حين يُعثر على الطفل مختبئاً، فإن ذلك يولد لديه شعوراً بالأهمية وتلقي الاهتمام والمودة. وتكون فوائدها عند صغار الأطفال والرضع مطابقة لفوائد للعبة التي تكرر فيها الأم تغطية وجهها بكفيها وما شابه. إذ تُساعد لعبة الغميضة على تنشيط الذاكرة العاملة والخيال عاطفياً واجتماعياً، كما تُساعد لعبة الغميضة على ثبات الأشياء، أي فكرة أن الناس ما زالوا موجودين، حتى لو لم يكونوا على مرأى من الآخرين، كما تُساعد لعبة الغميضة الناس على الشعور بأنهم مرغوب بهم، ومع ذلك، قد لا تكون لعبة الغميضة، بصيغتها التقليدية، مناسبة لجميع الأطفال. فالأطفال القادمون من بيئات صعبة، والذين تعرضوا للإهمال والهجر والإساءة، قد لا يطيقون الاختباء بسبب الذكريات التي يثيرها (توماس، بدون تاريخ). في هذه الحالات، قد يُحفز الاختباء استجابات البقاء على قيد الحياة بدلاً من اللعب. هذا لا يعني أن الأطفال القادمين من بيئات صعبة لا يمكنهم لعب اللعبة، بل على الآباء ومقدمي الرعاية توخي الحذر والحرص. وقد يرغبون في استشارة معالج نفسي حول كيفية إدخال هذا النوع من اللعب بطرق آمنة. ربما يمكن تعزيز لعبة الغميضة في المكتب، لتوسيع نطاقها لتشمل استخداماً أكثر تنظيماً خارج المنزل. والهدف من اللعب هو المتعة، وليس الأذى.
العلاقة بين اللعب النشط والمرح في دعم نمو الأطفال
10. تشجيع الأطفال على طرح الأسئلة
على الرغم من أنه من الضروري تشجيع الأطفال على الانخراط في تفكير أكثر تعقيداً, فجميع الأسئلة ذات قيمة. تذكّر المعلومات هو الأساس الذي يحتاجه الأطفال للإجابة على أسئلة أكثر تعقيداً, مثل "كيف يمكنك معرفة عدد الأطباق التي نحتاجها على الطاولة لتناول طعام الغداء؟" أو قبل أن يتمكن الأطفال من ابتكار شخصيات جديدة وتأليف نهاية جديدة للقصة، يحتاجون إلى التذكر أولاً أن هناك ثلاث نعجات صغيرة وذئباً سيئاً كبيراً، وفهم أنه يجب على النعجات معرفة كيفية بناء منازل أقوى.
إن تشجيع الأطفال على طرح الأسئلة يطور مهاراتهم في التفكير النقدي عند الطفل والتحليل، ويعزز لغتهم وقدرتهم على التعبير، ويزيد من ثقتهم بنفسهم وحبهم للتعلم. كما أن هذه العادة تساهم في تعزيز قدراتهم الإبداعية والاجتماعية والاستقلالية، وتعميق الروابط بين الطفل وأسرته.
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة سيدتى ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من سيدتى ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.