الارشيف / اقتصاد / صحيفة الخليج

الجدل بين نظريات النمو القديمة والحديثة

د. عبدالعظيم حنفي

عادة ما يعكس وجود متغيرات جديدة، حدوث فهم أكبر للاقتصاد ككل. فتستطيع نظرية واحدة أن تتسع لتحتوي النظام بأكمله، ومن ثم يتم تحديد نقاط معينة، يمكن عن طريقها أن تتم تجزئة النظام إلى مجموعة طبيعية من النظم الفرعية التي تتفاعل بطريقة ذات مغزى. فالنظرية تستطيع أن تخبرنا كيف يمكن أن «يتم نحت نظام معين عند المفاصل»، فمثلاً يتم تقسيم محرك البخار إلى الأجزاء المكونة له – للعمل على حساب الطريقة التي تعمل بها القاطرة ككل. «إن ما تفعله النظريات من أجلنا هو العمل على جمع كل المعلومات المعقدة عن العالم، ثم يقومون بترتيبها وفقاً لذلك التسلسل الهرمى من أجلنا» والرياضيات تيسر تحقيق العمل على كشف الغموض، وتأكيد الاتساق المنطقي والوصول إليه.

واتسمت فترة الثمانينات بالجدل الدائر في الاقتصاد الحديث. فنظرية النمو القديمة التي ارتبطت بروبرت سولو تعمل على توضيح النمو الاقتصادي عن طريق حدوث تفاعل بين نوعين من العوامل. وذلك على حد قوله. فهناك مدخلات اقتصادية تقليدية، وهناك التكنولوجيا «الخارجية»، التي تتطور بمعدلات ثابتة خارج النظام. وعلى المستوى التالي من التحليل، يتم العمل على تقسيم المدخلات الاقتصادية التقليدية إلى رأس المال والعمل ورأس المال البشرى، ولكن يظل التعامل مع التكنولوجيا على أنها قوة خارجية قائمة، بغض النظر عن أي شيء. وإلى الآن لا توجد مشكلة، «لأن التكنولوجيا تختلف عن جميع المدخلات الأخرى». حيث يمكن أن يتم توظيف التكنولوجيا من قبل أي عدد من الأفراد في نفس الوقت.ولأسباب متعلقة بالمواءمة، فإن النظرية القديمة، على أي حال تبين، حالة الانفصال الواقعة بين التكنولوجيا والمدخلات الاقتصادية التقليدية مباشرة عن طريق التفرقة التقليدية بين السلع العامة المتوافرة على المستوى العام والسلع الخاصة تماماً.

ولأغراض خاصة بالتحليل. فإنه يتم التعامل مع التكنولوجيا على أنها سلعة عامة أساساً، متوفرة بالمجان لأي فرد يريد استغلال بعض منها. حيث تعمل الحكومة على توفيرها عن طريق الجامعات. ويمكن التعامل مع التكنولوجيا على أنها الإرسال الموجه الذي من الممكن أن يستمع إليه أي فرد يعمل على إدارة المذياع، وفي قياس شهير، تشبه التكنولوجيا «منن السماء». وفى نظرية النمو القديمة لا يمكن حدوث أي نوع آخر من التفرقة. والحديث عن «الملكية الفكرية» وفقاً لمصطلحات تلك النظرية سيكون صادماً كأن يحاول الفرد أن يصف «سلعة عامة خاصة». والعمل على فض هذا الاشتباك هو ما كان يحاول بعض الاقتصاديين أن يفعله.

بينما تقوم نظرية النمو الحديثة بتقسيم العالم على أسس مختلفة – إلى «تعليمات» و«مواد»، حيث تحولت التعليمات إلى «الأفكار» وتحولت المواد إلى «الأشياء». ويمكن أن يتم التعامل مع مواد على أنها السلع التي تتميز بأن لها كتلاً أو طاقة (مثل الكهرباء، على سبيل). أما «التعليمات» فهي السلع التي من الممكن تخزينها على هيئة «جزيء» في سلسلة من التعليمات البرمجية للكمبيوتر: كبرامج الكمبيوتر، ومحتوياته وقاعدة البيانات وهذا النوع من الأشياء. وفي نظرية النمو الحديثة،لم يعد «التغيير التكنولوجي» هو «قوة القاطرة» التي تعمل على تحريك الاقتصاد. «ففي ظل وجود المواد والتعليمات، يمكن أن تحصل على إجابات بسيطة تدل على كيفية عمل النمو الاقتصادي. حيث يعمل الأفراد على استخدام التعليمات غير التنافسية مع السلع التنافسية وذلك لتحويل السلع التنافسية الأخرى، وإعادة ترتيبها، بحيث تنتج عنها تكوينات جديدة ذات قيمة أعلى من القديمة. وكلما كبر حجم السوق، زاد حجم المكافأة على الفكرة الجديدة، حيث يمكن بيع كم أكبر من الحاجيات في المدن الكبيرة وليس في القرى الصغيرة، وفي الدول الكبيرة أكثر من الدول الصغيرة. وفي حقيقة الأمر، استطاعت الولايات المتحدة الأمريكية أن تتفوق على العظمى في معدلات نمو الدخل للسبب سالف الذكر.

[email protected]

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا