اقتصاد / ارقام

قصة نجاح .. ماري بارا الرئيسة التنفيذية التي غيّرت صناعة السيارات

  • 1/2
  • 2/2

- في عالمٍ يندر فيه صعود النساء إلى قمم هرم الصناعة، تقف ماري بارا كحالة استثنائية باهرة، فهي لم تكتفِ بإنجاز ما لم يسبقها إليه أحد، بل أعادت صياغة مفهوم القيادة ذاته في واحدة من أعتى الصناعات تعقيدًا: صناعة السيارات.
 

 - لم تكن بارا فقط أول امرأة تتبوأ منصب الرئيس التنفيذي لشركة كبرى؛ بل كانت العقل المدبر الذي أعاد توجيه دفة جنرال موتورز وسط عواصف التغيير والتحديات الجسام.
 

- ومن إدارة الأزمات إلى رسم ملامح المستقبل، تروي رحلة بارا قصة صعود ملهمة ومليئة بالدروس في المثابرة، والحكمة، واتخاذ القرار في زمن يكتنفه اللايقين.
 

- في هذا التقرير، نستعرض أبرز محطات هذه السيرة الملهمة، مستخلصين منها دروسًا عملية لكل من يسعى لقيادة فاعلة ومستدامة.
 

من خطوط الإنتاج إلى قيادة الشركة: مسيرة صعود لا تُنسى
 


 

- بدأت ماري بارا مسيرتها في جنرال موتورز من أبسط نقطة ممكنة: طالبة متدربة في أحد خطوط التجميع، تكدّ وتعمل لتغطية تكاليف دراستها الجامعية.
 

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

 

- لم تكن بارا تملك الامتيازات التي تُمنح عادةً لقادة المستقبل، لكنها امتلكت ما هو أهم: أخلاقيات عمل صارمة، وفضول دائم للتعلم، وقدرة استثنائية على بناء علاقات قائمة على الثقة والاحترام المتبادل.
 

- تنقلت سريعًا بين مناصب متعددة شملت الهندسة، والتصنيع، والموارد البشرية، مما منحها فهماً شاملاً لبنية الشركة وآليات اتخاذ القرار فيها.
 

- جاءت محطّة فارقة في مسيرتها خلال الأزمة المالية العالمية عام 2008، حين شغلت منصب رئيسة الموارد البشرية.
 

- ووسط انهيارات الأسواق، أدارت مفاوضات مع اتحاد عمال السيارات لتقليص التكاليف دون المساس بكرامة العاملين؛ وقد كانت هذه التجربة اختبارًا لقدرتها على الموازنة بين البقاء والابتكار.
 

- في عام 2014، تولّت رسميًا منصب الرئيس التنفيذي لجنرال موتورز، لتدخل التاريخ كأول امرأة تقود شركة سيارات عالمية كبرى، ولكنها لم تتعامل مع المنصب بوصفه غاية، بل بدايةً لمرحلة جديدة من التغيير العميق.
 

أزمة مفتاح التشغيل: عندما يُختبر القادة على المحك
 

- لم تمضِ أشهر على تولّي بارا المنصب حتى انفجرت واحدة من أخطر الأزمات في تاريخ جنرال موتورز: فضيحة مفاتيح التشغيل المعيبة، التي أودت بحياة عشرات الأشخاص. لم تكن الأزمة تقنية فقط، بل أخلاقية وثقافية، تهدد سمعة الشركة ووجودها ذاته.
 

- هنا تجلّت القيادة الحقيقية؛ إذ لم تتنصل بارا من المسؤولية، بل واجهت العاصفة بشفافية نادرة في عالم الشركات العملاقة.
 

- وأمرت بسحب ملايين المركبات المعيبة، وأطلقت صندوق تعويضات للضحايا، وأجرت إعادة هيكلة شاملة لإجراءات السلامة، شملت تأسيس إدارة مستقلة تُعنى بأمن المركبات، وتعيين نائب رئيس للسلامة العالمية.
 

- لم تكتف بارا بذلك، بل قدّمت اعتذارًا علنيًا باسم الشركة، ولم يكن مجرد واجب بروتوكولي، بل اعترافاً حقيقياً بالخطأ وتعاطفاً عميقاً مع المتضررين.
 

- أعادت بارا بهذه الخطوة تعريف العلاقة بين القائد والمسؤولية، وأثبتت أن الشجاعة لا تعني فقط اتخاذ القرار، بل تحمل تبعاته كاملة.
 

- كما أن تعاملها مع الأزمة أظهر أهمية القيادة الأخلاقية، حيث وضعت القيم قبل الأرباح، والسلامة قبل السمعة، والبشر قبل الميزانيات.
 

- أعادت هذه المقاربة بناء الثقة داخل الشركة ومع الجمهور، ورسّخت ثقافة جديدة عنوانها: لا تنازل عن السلامة ولا تساهل مع الأخطاء.
 

ترسيخ ثقافة الابتكار
 


 

- منذ أن تولّت بارا زمام القيادة التنفيذية، وضعت الابتكار في صميم الاستراتيجية الشاملة لجنرال موتورز.

لكنها لم تنظر إليه كترفٍ تكنولوجيٍّ، بل كضرورة وجودية لا غنى عنها للبقاء والمنافسة.
 

- شجعت على إرساء بيئةٍ تحتفي بالتجريب، وتُثمّن الجرأة في طرح الأفكار الجديدة، وتكافئ التعلم من الإخفاقات المريرة بقدر ما تحتفي بالنجاحات المدوية.
 

- كما أزالت الحواجز التقليدية بين الأقسام، وربطت المهندسين بالمصممين والمسوّقين، لتخلق شبكة داخلية من التعاون العابر للوظائف.
 

- سمحت هذه العقلية بإطلاق مشاريع رائدة في المركبات الكهربائية والقيادة الذاتية، وأسست لبنية تحتية تُتيح لجنرال موتورز أن تنافس لا على مستوى السوق فقط، بل على خارطة الثورة التكنولوجية العالمية.
 

الاستدامة.. قيادة برؤية تتجاوز الأرباح
 

- في زمن تتزايد فيه الضغوط البيئية على كبرى الشركات، قادت بارا تحولًا جذريًا في فلسفة جنرال موتورز تجاه الاستدامة.
 

- تبنّت هدفًا طموحًا بأن تصبح الشركة خالية من الانبعاثات بحلول 2040، واستثمرت مليارات الدولارات في تطوير المركبات الكهربائية وتقنيات النظيفة.
 

- لكنّ التزامها لم يقتصر على ، بل شمل دعم المجتمعات المحلية، وتحسين جودة التعليم، وتعزيز الشمول المالي في المناطق المحرومة.
 

- بهذا، أعادت تعريف مفهوم المسؤولية الاجتماعية للشركات، وجعلت منه ركيزة استراتيجية لا مجرد بند في تقارير العلاقات العامة.
 

دروس في القيادة من قلب التجربة
 

- ما يجعل قصة ماري بارا أكثر من مجرد سيرة ذاتية ملهمة، هو أنها تُقدّم نماذج ملموسةً لقيمٍ قياديةٍ خالدة، قابلةٍ للتطبيق في كل المجالات، لا سيما في بيئات العمل عالية الضغط:
 

- ابدأ من القاعدة وتعلّم: التجربة العملية المبكرة هي حجر الأساس لفهم عميق لطبيعة الأعمال.

- استثمر في العلاقات: لا نجاح بدون شبكة داعمة من الزملاء والموجهين.

- قُد بالأخلاق، لا بالخوف: الشفافية والمساءلة تبني الثقة وتُطيل عمر المؤسسة.

- تواصل بتعاطف: حتى في أقسى اللحظات، يبقى الصوت الإنساني هو الأهم.

- حوّل الأزمات إلى فرص لإعادة البناء: لا يمكن تجنب العواصف، لكن يمكن اختيار كيفية الإبحار خلالها.
 

ختامًا: خارطة طريق لقادة المستقبل
 

- إن مسيرة ماري بارا ليست مجرد قصة نجاح تقليدي، بل هي دليل حي على أن القيادة الفاعلة تقوم على أربع ركائز: الابتكار، والجرأة، والشفافية، والإنسانية.
 

- ولمن يسعى اليوم لبناء مؤسسات قادرة على الصمود والنمو في عالم دائم التحوّل، فإن نهج بارا يقدم نموذجًا يُحتذى، ودروسًا تتجاوز قطاع السيارات إلى أي حقل من حقول التغيير.

 

المصدر: أنتايتلد ليدر

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارقام ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارقام ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا