من المذهل عند زيارة العاصمة الصينية، بكين، استحضار ذكريات أنها قبل أكثر من قرن من الزمان كانت حصناً منخفض الارتفاع محاطاً بأسوار، وكانت بواباتها التسع الضخمة تغلق كل ليلة.
واليوم أصبحت نموذجاً حقيقياً لمدينة عملاقة حديثة تتجه بسرعة نحو الحضارة ولكنها لم تتخلّ عن ماضيها العريق، حيث تجمع بين كل ما هو حديث وكل ما هو عتيق، وأفضل مثال على ذلك أزقة هوتونغ التاريخية الحافلة بكاميرات التعرف على الوجه.
والتجول في بكين يسر الناظرين بكثير من المناظر الخلابة والأيقونات المعمارية الرائعة والكثير غير ذلك، وتثير مواقعها التاريخية خيال الزائر فيشعر وكأنه يعيش إحدى الحكايات الأسطورية.
المدينة المحرمة
معظم من يزورون هذه التحفة المعمارية المدرجة على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي في بكين يركزون طاقاتهم على القاعات الثلاث الكبرى وساحات العرض التي تشكل الساحة الخارجية، وهي بالفعل ملهمة للغاية.
ومع ذلك فمن خلال المغامرة في المتاهة المتشابكة من الغرف والممرات إلى الشمال يتمكن الزائر من اكتشاف أكثر المعالم إثارة للإعجاب. ولا يجب تفويت زيارة قصر «إطالة السعادة»، وهو مبنى غير مكتمل على الطراز الغربي مصنوع من الرخام والحديد الزهر والزجاج ومصمم ليكون بمثابة حوض أسماك يمكن المشي فيه.
سور الصين العظيم
عند رؤية سور الصين العظيم في حالته الطبيعية المتآكلة وهو يمتد فوق خطوط التلال الجبلية مع الأشجار التي تنبثق من أبراج المراقبة المنحنية، يكون المشهد أكثر خيالية من رؤيته في صورة أو في لقطة من فيلم.
ويتطلب الأمر بعض التخطيط لتجنب مسارات التلفريك المُعاد بناؤها للسياح وأيضاً لتجنب حراس الأمن المنتشرين في مواقع المشي الشهيرة بالقرب من المدينة.
ولتحقيق ذلك يُنصح بالتسجيل في رحلة ليوم واحد حيث يتولى مسؤولي الرحلة جميع التفاصيل ويتمكن الزائر من التركيز على التقاط الصور وتسجيل ذكريات لا تنسى.
ساحة تيانانمن
مع بزوغ الفجر يخرج حرس الشرف التابع لجيش التحرير الشعبي من تحت صورة ماو تسي تونغ العملاقة ليرفع العلم الأحمر ذي النجوم الخمس فوق ميدان تيانانمن.
وهو مشهدٌ أسطوريٌّ، ممتلئ بالفخامة والغرور، ومن المفترض أن يكون الجنود بكامل بزاتهم الأنيقة، ومُدرَّبون على السير بسرعة 108 خطوات في الدقيقة.
ومن لا يستطيع الاستيقاظ مبكراً يمكنه اللحاق بهذا المشهد المهيب في المساء حيث يتم تنفيذ نفس الحفل عند غروب الشمس.
حديقة ييهيوان
كلمة ييهيوان تعني «حديقة الحفاظ على الانسجام» ولكنها تُعرف في اللغة الإنجليزية باسم القصر الصيفي، وكانت بمثابة ملعب ملكي خاص على مستوى عالٍ.
وتقع في وسطها بحيرة كونمينغ، التي يتجاوز عرضها كيلومترين، بينما يرتفع «تل طول العمر 60 متراً فوق سطح الماء، مُتوّجاً بقاعات وأبراج وأجنحة مهيبة. وكل هذا الثراء خُلِقَ لشخص واحد فقط وهو الإمبراطورة الأرملة تسي شي.
أزقة هوتونغ
رغم أن هذه الأزقة السكنية التي يسهل التنقل فيها في بكين أصبحت تتقلص على مدى عقود من الزمن بسبب عمليات الهدم إلا أنه لا يزال من الممكن الانغماس في أجواء تلك الأحياء التي نسيها الزمن.
ومن أجمل المشاهد هناك كبار السن وهم يلعبون شيانغتشي (الشطرنج الصيني)، ويسيرون مع طيورهم المغردة، ويساومون على بضعة جين من الكاكي من بائع عربة يدوية.
القطار السريع
في مطلع القرن العشرين كان المسافرون في بكين يقصدون سور الصين العظيم بوسيلة نقل محلية وهي نوع من الكراسي المتحركة مربوطة بين حمارين. وكانت مكافأة هذه الرحلة الشاقة التي تستمر يومين هي بلوغ «بادالينغ» وهي منطقة شاسعة من الأسوار وأبراج المراقبة في جبال جوندو.
وفي العام 2020 أصبحت الرحلة لا تتجاوز 20 دقيقة بواسطة القطار السريع والذي يتوقف عند أعمق محطة مترو أنفاق في العالم، مباشرةً تحت بادالينغ، التي تحولت الآن إلى ما يشبه منتجعاً على سور الصين العظيم، يضم محال تجارية شهيرة عالمياً.
سوق بانجيايوان
رغم أن معظم التحف المعروضة في بانجيايوان مزيفة إلا أن هذا السوق الضخم لا يزال يقدم تجربة تسوق لا تُنسى. فإلى جانب مزهريات مينغ المزيفة «المعتقة» بغبار مزيف وتماثيل بوذا المشوهة بشكل مصطنع، توجد أيضاً نسخ طبق الأصل من أثاث تشينغ، ومشغولات يدوية تقليدية، وفرش خط، وأحجار حبر، وغيرها الكثير. وفيما يتعلق بالتحف من القرن الماضي ربما يحصل الزائر على تماثيل ماو الحقيقية، والكتب الحمراء الصغيرة، وملصقات السجائر الباهتة، وما شابه ذلك. وفي العادة يبدأ البائعون عملهم في السوق قبل الفجر بوقت طويل، خاصة في عطلات نهاية الأسبوع، لذلك يوصى بالذهاب في ذلك الوقت للحصول على أفضل الغنائم.
برج الطبل
يُعدّ برجا «الطبول والجرس» الرائعان رمزين لا ينفصلان عن بعضهما بعضاً في بكين. وظلا لما يقرب من قرن مضى بمثابة الساعة الرسمية للمدينة، حيث يُصدران صافرات الإنذار لحظر التجول ويُنسّقان دوريات الحراسة الليلية. أما اليوم فيمكن تسلقهما للاستمتاع بمناظر العالم القديم، والاستماع إلى عزف الطبول كل ساعة، والتأمل في أكبر جرس في الصين.
وتكون المعالم الأثرية في أبهى صورها عند رؤيتها تطل من فوق أسطح المنازل أثناء التجول في أزقة هوتونغ المحيطة بحي غولو (يعني حرفياً«برج الطبل») والذي يُعد الحي الأكثر عصرية في بكين، ويضم مقاهي ومتاجر مميزة.
«بط بكين»
طبق تشتهر به العاصمة الصينية، ويتميز بأن تحضيره يتم على مدى أيام عدة حيث يتم تجفيف البط، ثم نفخه بالهواء المضغوط لفصل اللحم عن الجلد، ثم غمره بدبس السكر، ثم تحميصه في أفران.
وحتى الطريقة الدقيقة المستخدمة في إعداد الطبق تستغرق سنوات لإتقانها وهي جزء أساسي من المسرح الطهوي الذي يمثل مرافقة مثيرة لأحد أعظم الأطباق في العالم.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.