اقتصاد / صحيفة الخليج

بين مبادرة طبيب وقمة إعلامية

في جلسة إعلامية عُقدت مؤخراً مع «دبي الصحية»، استعرض مديرها التنفيذي الدكتور عامر شريف، مسيرتها الممتدة منذ أربعينات القرن الماضي حتى اليوم، مُبرزاً التحولات النوعية التي شهدها القطاع الصحي في الإمارة على المستويات العلاجية والأكاديمية والبحثية.
ورغم أن تفاصيل الرعاية الصحية ليست محور هذا المقال، فإن إحدى القصص التي رواها الدكتور شريف تستحق التوقف عندها، لما تحمله من أبعاد تتجاوز المجال الطبي إلى رحاب القوّة الناعمة والتأثير الدولي.
في إحدى المشاركات الدولية، حضر طبيب إماراتي متخصص في طب الأطفال مؤتمراً سنوياً يُعد من أرفع الفعاليات الطبية، ويجمع تحت مظلته أفضل مستشفيات علاج الأطفال في العالم. وكالعادة، كانت إحدى المدن الأمريكية تحتضن الحدث، بوصفه تقليداً دام لعقود.
لكن الطبيب الإماراتي، مدفوعاً برؤية استشرافية وثقة بالبنية التحتية لدبي وسمعتها العالمية، طرح سؤالاً بسيطاً على نفسه حمل في طياته أثراً كبيراً: «لماذا لا تستضيف دبي هذا المؤتمر العام المقبل؟». لم يتردد طبيبنا في طرح الفكرة على نظرائه الأمريكيين خلال أحاديث غير رسمية.
في اليوم التالي، عُرضت الفكرة أمام المؤتمر، وفوجئ الجميع بالإجماع على الموافقة، بمن فيهم ممثلة الولاية التي كان من المفترض أن تستضيف الدورة المقبلة. وهكذا، أصبحت دبي أول مدينة خارج الولايات المتحدة تستقطب هذا المؤتمر منذ انطلاقته.
القصة ليست مصادفة، بل نموذج حي على ما يمكن أن تفعله مبادرة فردية مدعومة برصيد وطني من الثقة والإنجازات. الطبيب لم يسوّق لمؤسسته فقط، بل قدّم بلاده على أنها بيئة حاضنة للعلم والتقدم والانفتاح، وهي جوهر القوة الناعمة التي تبنيها منذ سنوات.
اليوم، الإمارات لم تعد دولة ذات بنية تحتية متطورة فحسب، بل أصبحت «علامة عالمية» مرتبطة بالابتكار والثقة والتميز، وعندما تُذكر في المحافل الدولية، فإنها تستحضر صورة الاستقرار والطموح والجدارة بالثقة.
المبادرات الفردية حين تجد بيئة وطنية داعمة تتحول إلى قصص نجاح عالمية، وهذه الحكاية ليست سوى واحدة من روايات كثيرة يمكن البناء عليها، لتعزيز حضور الإمارات دولة مؤثرةً لا تكتفي بالمشاركة في المشهد العالمي، بل تصنعه.
هذا الأسبوع، تستضيف دبي أيضاً أكبر تجمع إعلامي في المنطقة عبر قمّة الإعلام العربي، تلك القمة التي كانت فكرة تحدٍ أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، قبل 25 عاماً، ليجمع العرب سوياً عبر إعلامهم ويوحّد رسالتهم، وينهض بهذه الصناعة التي هي ركيزة بناء القوة الناعمة للدول.
من عايش انطلاق هذه القمة آنذاك لم يكن ليصدق أن قمّة الإعلام العربي في دبي ستكون بهذه الضخامة وتلقى هذا التفاعل، فهذا العام ستكون الأكبر في تاريخها، حيث ستجمع 6000 من الإعلاميين للبحث في مستقبل هذه الصناعة وكيفية توظيف التقنيات الناشئة والتحويلية في صنع إعلام قوي ومنافس.
أما الإمارات التي أبدعت في الإعلام كما أبدعت في توفير البنى التحتية الخدمية، فهي اليوم صاحبة الموقع الأبرز في المنطقة، وملتقى العقول والابتكارات في كل المجالات لصناعة مستقبل أفضل للبشر.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا