اقتصاد / ارقام

كيف ترسم السيارات ذاتية القيادة ملامح طرق المستقبل؟

  • 1/2
  • 2/2

- في قلب الثورة التكنولوجية التي تُعيد تشكيل عالمنا، يقف الذكاء الاصطناعي ليقود دفة التغيير في أحد أكثر القطاعات حيوية: النقل.

 

- إذ لم تعد السيارات ذاتية القيادة مجرد مشهد في أفلام الخيال العلمي، بل أضحت حقيقة ماثلة تنطلق على طرقاتنا، مُعلنةً عن بزوغ فجر جديد يعد بتجربة تنقل أكثر أمانًا، وكفاءة، واستدامة. فكيف يتمكن هذا العقل الرقمي من إحداث هذا التحول الجذري؟

 

وداعًا للخطأ البشري: الأمان أولًا

 

 

- تكشف الإحصاءات الصادمة عن حقيقة مقلقة؛ فالخطأ البشري، سواء كان ناتجًا عن سهو، أو إرهاق، أو ضعف في الرؤية، يقف خلف 93% من حوادث الطرق المروعة، وفقًا لدراسة دقيقة أجرتها الإدارة الوطنية الأمريكية لسلامة المرور.

 

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

 

- وهنا تبرز القيمة الجوهرية للسيارات الذكية، فهي لا تتعب ولا تغفو ولا تتأثر بالعواطف. إنها كيان رقمي متيقظ على مدار الساعة، مسلح بترسانة من أجهزة الاستشعار الفائقة الدقة، من كاميرات ورادارات، تعمل كحواس رقمية ترسم خريطة ثلاثية الأبعاد للبيئة المحيطة في أجزاء من الثانية.

 

- تمكنها هذه القدرة على الإدراك الشامل، مدعومة بخوارزميات ذكية، من اتخاذ قرارات حاسمة وفورية لتفادي المخاطر، والالتزام بإشارات المرور، والحفاظ على مسافة آمنة، مما يبشر بمستقبل قد تنخفض فيه مآسي حوادث السير إلى أدنى مستوياتها.

 

عقل السيارة: كيف يفكر الذكاء الاصطناعي على الطريق؟

 

- يكمن جوهر القيادة الذاتية في قدرة الذكاء الاصطناعي على التعلم والتطور. ويتم ذلك عبر مسارين رئيسيين من التعلم الآلي:

1- التعلم المُوجَّه: يمكن تشبيه هذه العملية بتعليم طفل من خلال الأمثلة؛ إذ يتم تزويد النظام بملايين الصور والبيانات المصنفة مسبقًا (هذه سيارة، هؤلاء مشاة، هذه إشارة توقف)، ليتعلم كيفية التعرف على عناصر الطريق والتنبؤ بسلوكياته المستقبلية. فهو يتعلم توقع حركة مشاة قد يعبر الطريق فجأة، أو سيارة قد تغير مسارها دون سابق إنذار.
 

2- التعلم غير المُوجَّه: في هذا النهج الأكثر تطورًا، يُترك الذكاء الاصطناعي ليغوص في بحر من البيانات غير المصنفة، ليكتشف بنفسه الأنماط والعلاقات الخفية. وبهذه الطريقة، يمكنه رصد الحالات الشاذة وغير المتوقعة على الطريق، أو تجميع سيناريوهات القيادة المتشابهة (مثل القيادة في زحام مروري مقابل القيادة على طريق سريع)، مما يصقل قدرته على التكيف مع المواقف المعقدة والمستجدة بمرونة فائقة.

 

مكاسب تتجاوز الأمان: كفاءة واستدامة ووصول للجميع

 

 

- لا تقتصر ثورة الذكاء الاصطناعي في عالم السيارات على تعزيز السلامة فحسب، بل تمتد لتشمل باقة من المزايا الاستراتيجية:

الكفاءة القصوى وتقليل الازدحام: تتواصل السيارات الذكية فيما بينها، مشكّلةً شبكة متناغمة تتبادل بيانات المرور لحظيًا. الأمر الذي يسمح لها باختيار المسارات الأقل ازدحامًا وتجنب الاختناقات، مما يضمن توزيع حركة السير بذكاء وفعّالية. كما أنها تُحسن من أنماط التسارع والكبح لتقليل استهلاك إلى الحد الأدنى، سواء كانت تعمل بالوقود أو الكهرباء.

ثورة بيئية صامتة: من خلال تحسين كفاءة استهلاك الوقود وتقليل الحاجة إلى التوقف والانطلاق المتكرر، تساهم هذه السيارات في خفض الانبعاثات الضارة، مما يجعلها حليفًا قويًا في معركة الحفاظ على .

صيانة استباقية ذكية: بدلاً من انتظار وقوع العطل، تستخدم أنظمة الذكاء الاصطناعي بيانات السيارة للتنبؤ بالأعطال المحتملة قبل حدوثها، مما يوفر على المالكين الكثير من الوقت والمال ويضمن موثوقية السيارة.

تعزيز استقلالية الأفراد: تفتح القيادة الذاتية آفاقًا جديدة من الحرية لكبار السن وذوي الهمم، حيث تتيح لهم التنقل بأمان وراحة دون الحاجة إلى الاعتماد على الآخرين، مما يعزز من جودة حياتهم واندماجهم في المجتمع.

 

آفاق واعدة وسوق بالمليارات

 

- تتحدث الأرقام بصوت عالٍ عن المستقبل المشرق لهذه التقنية. فمن المتوقع أن يصل حجم السوق العالمي للذكاء الاصطناعي في قطاع السيارات إلى 74.5 مليار دولار بحلول عام 2030.

 

- يعكس هذا الزخم الهائل ثقة المستثمرين والمصنعين بأننا على أعتاب حقبة ستصبح فيها القيادة الذاتية هي القاعدة وليست الاستثناء.

 

- إن دمج الذكاء الاصطناعي في صناعة السيارات ليس مجرد تحديث تقني، بل هو إعادة تعريف شاملة لمفهوم التنقل.

 

- ونحن نشهد ولادة أنظمة نقل أكثر ذكاءً وأمانًا وراحة، أنظمة تعد بتحويل طرقاتنا من مساحات محفوفة بالمخاطر إلى شرايين حياة ذكية ومتدفقة بسلاسة. إنها قصة المستقبل التي بدأت كتابة فصوله اليوم، بحروف من البيانات وخوارزميات الذكاء الاصطناعي.

 

المصدر: آبنفينتيف

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارقام ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارقام ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا