- في تحولٍ جذريّ يشهده عالم الرياضة، لم يعد صعود الرياضات النسائية مجرد ظاهرة عابرة، بل تحول إلى ثورة هادئة تهز الملاعب وتفتح آفاقاً استثمارية غير مسبوقة.
- ولا يَعِدُ هذا النمو الصاروخي المستثمرين وأصحاب العلامات التجارية بالوصول إلى جماهير جديدة وتحقيق عوائد مجزية فحسب، بل يحمل في طياته تأثيراً مجتمعياً عميقاً يعيد تشكّيل المفاهيم ويرسخ قيماً جديدة.
لغة الأرقام تتحدث: قصة نجاح تُروى بالملايين والمليارات
- تتحدث لغة الأرقام عن نفسها، لترسم ملامح طفرة تاريخية تعيشها الرياضات النسائية. لقد شهدت السنوات الأخيرة نموًا "خيالياً" تجسد في أحداث فارقة:
للاطلاع على المزيد من المواضيع الرياضية
- كأس العالم للسيدات 2023: حطّم كافة الأرقام القياسية، حيث أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) عن 3.2 مليار مشاهدة لمحتواه الرقمي والاجتماعي.
- بطولة أمريكا المفتوحة للتنس 2023: في سابقة لافتة، تفوقت نسب مشاهدة نهائي السيدات على نهائي الرجال، لتؤكد تغيّر موازين القوى.
- أولمبياد باريس 2024: دخل التاريخ بتحقيقه مبدأ التكافؤ والمشاركة المتساوية الكاملة بين الرياضيين والرياضيات للمرة الأولى.
- كرة السلة النسائية: شهدت عاماً استثنائياً؛ إذ بلغ نهائي بطولة الجامعات الأمريكية للسيدات ذروته بنحو 24 مليون مشاهد، ليصبح المباراة الأكثر مشاهدة في كرة السلة الجامعية (للجنسين) خلال خمس سنوات.
- كما اجتذب دوري المحترفات (WNBA) أكثر من 54 مليون مشاهد، بزيادة مذهلة بلغت 170% عن الموسم السابق، ليُوصف عن جدارة بأنه العلامة التجارية الأسرع نموًا في الرياضات الاحترافية.
أصداء من قلب الملعب
- والشاهد هنا أن هذا التحول ليس مجرد أرقام على الشاشات، بل هو واقع ملموس ترويه اللاعبات؛ حيث تصف هايلي لاد، لاعبة كرة القدم في نادي إيفرتون والمنتخب الويلزي، تجربتها بأنها كلاعبة مخضرمة، كان أمرًا مذهلاً أن تشهد هذا الارتفاع الهائل في الموارد والاهتمام بكرة القدم النسائية.
- مؤكدة أن كل عام يحمل في طياته تقدماً ملموساً، سواء في ميزانيات الأندية، أو الجوائز المالية، أو توفير بيئات أكثر احترافية.
- ويمتد النمو إلى كيفية معاملتهن كلاعبات، مع تحسين المرافق وتعزيز طواقم الدعم والاستثمار الحقيقي في تطويرهن.
- وبدورها، تؤكد كاثي إنجلبرت، مفوضة دوري السلة الأمريكي للمحترفات، على الدور الريادي الذي يلعبه الدوري، وأنها باتت أكثر تفاؤلاً من أي وقت مضى بفرصة نشر قيم كرة السلة للفتيات والنساء حول العالم.
أرض الفرص الذهبية: لماذا تتسابق العلامات التجارية على كعكة الرياضة النسائية؟
- أما على الصعيد الاستثماري، فقد أصبحت الرياضة النسائية أرضًا خصبة للفرص الذكية؛ إذ يتسارع نمو الرعاية فيها بوتيرة تفوق دوريات الرجال الكبرى بنسبة 50%، ويتجاوز توقعات العائد على الاستثمار.
- وفي استطلاع حديث، أفاد 86% من الرعاة أن استثمارهم قد حقق توقعاتهم أو فاقها. وفي السياق ذاته، تشير وكالة "إس آند بي جلوبال" إلى أن تطور الرياضات النسائية يثمر فرصاً استثمارية بإمكانات نمو هائلة.
- ويأتي الدليل العملي من أستراليا، حيث يحقق كل دولار أسترالي يستثمره راعٍ في رياضة نسائية نخبوية ما يزيد عن 7 دولارات أسترالية من قيمة العملاء للمؤسسة.
أكثر من مجرد لعبة: قوة ناعمة بقيم ورسالة عالمية
- يكمن سر جاذبية الرياضات النسائية في أنها تجتذب جماهير جديدة تتسم بعقلية "القيم أولاً". تعلق تامي بارلور، الرئيسة التنفيذية لـ "صندوق الرياضة النسائية"، بأن هؤلاء الجماهير يشملون المشجعات الأصغر سناً، وهو خبر رائع للصناعة لأنه يظهر بداية جذب قاعدة جماهيرية مميزة.
- يميل هذا الجمهور بطبيعته نحو العلامات التجارية التي تبرهن على النزاهة والمسؤولية الاجتماعية. وفي هذا السياق، تستخدم الرياضيات منصاتهن للدفاع عن قضايا هامة مثل الاستدامة والمساواة والعدالة الاجتماعية، ومع اتساع شهرتهن، يزداد مدى وصول رسائلهن المؤثرة.
فصل جديد من النجاح: استثمار اليوم.. ومكاسب الغد
- إن الزخم الحالي ليس إلا بداية الطريق؛ فالبطولات الكبرى القادمة، مثل كأس العالم للرجبي للسيدات 2025 وبطولة أمم أوروبا للسيدات 2025، تشهد طلباً قياسياً على التذاكر.
- ولا تمثل هذه الأحداث فرصة تجارية فحسب، بل هي حركة ثقافية واجتماعية تعيد تشكّيل صناعة الرياضة العالمية.
- وفي المحصلة، يجد المستثمرون الأذكياء في الرياضات النسائية فرصة ذهبية؛ فهم لا يضمنون عوائد مالية قوية فحسب، بل يربطون علاماتهم التجارية بحركة إيجابية ملهمة، ويساهمون في بناء منظومة رياضية أكثر شمولاً ومسؤولية. إنها قصة نجاح تُكتب فصولها الآن، والفوز فيها حليف من يجرؤ على أن يكون جزءًا منها.
المصدر: المنتدى الاقتصادي العالمي
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارقام ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارقام ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.