يعد فريدريك والاس سميث، مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة «فيديكس»، أحد أهم رواد النقل في العالم، فقد ترك بصمة لا تُمحى في مجال الخدمات اللوجستية والشحن السريع. ووفقاً لتقديرات مجلة «فوربس»، بلغت ثروته عند وفاته نحو 5.3 مليار دولار.
وُلد سميث، عام 1944، في مدينة ماركس- ولاية ميسيسيبي الأمريكية، وهو نجل رجل الأعمال جيمس فريدريك سميث، مؤسس سلسلة مطاعم «تودل هاوس» وشركة النقل «سميث موتور كوتش». توفي والده عندما كان عمره أربع سنوات، فتولت تربيته والدته وأعمامه. عانى في طفولته مرضاً في العظام جعله مقعداً، لكنه تعافى منه تماماً في سن العاشرة.
تلقى سميث تعليمه الابتدائي في مدرسة «برسبتيريان داي سكول» والثانوي في «ممفيس يونيفيرسيتي سكول»، حيث بدأ اهتمامه المبكر بالطيران، وأصبح طياراً هاوياً في سن المراهقة.
في عام 1962، التحق سميث بجامعة «ييل» لدراسة الاقتصاد. خلال دراسته، انضم إلى أخوية «دلتا كابا إبسيلون» السرية، وأصبح لاحقاً رئيسها، كما انضم إلى جمعية «سكول أند بونز» ذات النفوذ. تخرج عام 1966، وكان زميل دراسة وصديقاً مقرباً للرئيس الأمريكي المستقبلي جورج دبليو بوش، وكذلك للسناتور ووزير الخارجية السابق جون كيري.
بعد التخرج، التحق بسلاح مشاة البحرية الأمريكية، وخدم بين عامي 1966 و1969 في حرب فيتنام، حيث قاد فصيلة وقام بمهام توجيه الضربات الجوية. حصل على عدة أوسمة، منها النجمة الفضية، النجمة البرونزية، ووسامان للقلب الأرجواني، تقديراً لشجاعته في الميدان.
استثمر سميث إرثاً شخصياً قدره 4 ملايين دولار (ما يعادل نحو 32 مليون دولار حالياً) لتأسيس شركة «فيديرال أكسبريس»، عام 1971، ونجح في جمع تمويل إضافي من رأس المال بلغ 91 مليون دولار. انطلقت خدمات الشركة، عام 1973، إلى 25 مدينة باستخدام 14 طائرة من طراز «داسو فالكون 20»، واعتمد سميث على فكرة مبتكرة تتمثل في إنشاء مركز توزيع مركزي للشحن، شبيه بمركز المقاصة المصرفية.
لم تقتصر أنشطة سميث على قطاع النقل، ففي عام 2003، اشترى إلى جانب شركاء حصة 40% من نادي «واشنطن كومانديرز» لكرة القدم الأمريكية، قبل أن يبيعه لاحقاً في 2021. كما شارك في تأسيس وتمويل شركات ترفيهية، مثل «ألكون»، وامتلك نادي «ممفيس ماد دوغز» لكرة القدم الكندية، في تسعينات القرن الماضي، ودعم لاحقاً إعادة إطلاق نادي «ممفيس شو بوتس» في 2023.
ظهر سميث بشخصه في فيلم «كاست أواي» مع توم هانكس، في مشهد تم تصويره داخل منشآت «فيديكس» في ممفيس.
كانت علاقاته الوثيقة مع عدد من الشخصيات السياسية البارزة سبباً في تداول اسمه لشغل منصب وزير الدفاع، خلال إدارة الرئيس جورج بوش الابن، لكنه رفض المنصب مرتين، الأولى لأسباب صحية، والثانية لرغبته في قضاء وقته مع ابنته المريضة. كما دعم حملة جون ماكين الرئاسية، عام 2008، وكان رئيساً مشاركاً لحملته.
حصل سميث على الكثير من الجوائز، منها جائزة قائد الأعمال لعام 2004، وجائزة «توني جانوس»، عام 2011، لمساهمته في الطيران التجاري، كما تم إدراجه في قاعة مشاهير الأعمال الأمريكية، وفي عام 2014 أدرجته مجلة «فورتشن»، ضمن قائمة «أعظم 50 قائداً في العالم».
توفي سميث، في يونيو/حزيران الفائت، عن عمر يناهز 80 عاماً في مدينة ممفيس. وبرحيله، يخسر عالم الأعمال رمزاً من رموزه، الذين غيروا شكل الصناعة اللوجستية والنقل الجوي العالمي.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
